ماركيز اسم امرأة.. بقلم: حسن مدن

ماركيز اسم امرأة.. بقلم: حسن مدن

تحليل وآراء

الاثنين، ٨ أغسطس ٢٠٢٢

حين يرد اسم البلد الأمريكي اللاتيني، كولومبيا، يقفز إلى الأذهان اسم الروائي الشهير غابرييل غارثيا ماركيز. هناك بلدان لا تعدّ ولا تحصى في خريطة الكوكب لا يلفت أنظارنا الكثير منها، إما لأنها صغيرة المساحة أو لأنها نائية جداً عنا، أو لأنه ليس هناك ما يميزها بشكل فارق عن بلدان أخرى قريبة منها أو بعيدة، ولكن يحدث أن يظهر في بلدٍ ما اسم تصبح له سمعة عالمية، تجعل من اسم بلده حاضراً على الألسنة.
يمكن أن يكون هذا الشخص واسع الشهرة العالمية لاعب كرة قدم متميزاً، ويمكن أن يكون نجماً غنائياً أو موسيقياً استثنائياً، ويمكن أن يكون شاعراً أو روائياً كبيراً، كما هو الحال بالنسبة للكولومبي غابرييل ماركيز الذي اعتبرت روايته «مئة عام من العزلة» واحدة من أهم الأعمال في تاريخ اللغة الإسبانية، وعنها، هي بالذات، نال جائزة نوبل للآداب، كما ذاع صيت أعمال روائية أخرى له بينها: «ليس للكولونيل من يكاتبه»، «الحب في زمن الكوليرا»، «خريف البطريريك»، «قصة موت معلن» وغيرها، ما جعل ارتباط كولومبيا باسمه وثيقاً.
من كولومبيا نفسها أطلّ اسم ماركيز ثانية، ولكنه ليس ماركيز الروائي والأديب، وإنما هو اسم لامرأة هذه المرة، هي السيدة فرانسيا ماركيز التي أصبحت، منذ يوم أمس، أول نائب للرئيس أسود البشرة في كولومبيا، بعد أن ترشحت مع المقاتل السابق في حرب العصابات جوستافو بيترو الذي أصبح أول رئيس يساري على الإطلاق في البلاد، وتقف خلف هذه المرأة سيرة حافلة، جعلت منها «شخصية غير اعتيادية» حسب وصف «بي. بي. سي».
لا تنتمي ماركيز البالغة من العمر 40 عاماً إلى المؤسسة السياسية والاجتماعية الكولومبية المتنفذة. ورغم أن كولومبيا بلد متنوع للغاية إلا أن مؤسساتها كانت تقليدياً في أيدي رجال ينتمون إلى النخبة الحضرية والأثرياء البيض، أما هي فقد ولدت في قرية تبعد كثيراً عن العاصمة بوغوتا، وتقع في ولاية كاوكا التي تعتبر واحدة من أفقر المناطق الريفية في البلاد.
للمرأة التي عملت خادمة وعاملة مناجم في منجم للذهب سيرة كفاحية حافلة بالتضحيات أهلتها لنيل ثقة الناس، ولتصبح الشخص الثاني في البلاد «الماركيزية».