الأخبار |
الدفاع الإيرانية: صاروخ "خيبر" البالستي الجديد يصل إلى هدفه خلال 12 دقيقة  للأسبوع الـ21.. عشرات الآلاف يتظاهرون ضد خطة نتنياهو للتعديلات القضائية  اتهام رئيس اتحاد أوقيانيا السابق بالفساد في ملف مونديال قطر 2022  من كييف.. سيناتور أمريكي يصف قتل الروس بـ "أنجح" إنفاق للمال الأمريكي  البيت الأبيض يتوصل إلى اتفاق مبدئي مع الجمهوريين لرفع سقف الدين  الأمم المتحدة تعلق المساعدات النقدية للاجئين السوريين في لبنان لغاية الشهر المقبل  السوريون يقاطعون «المونة» أم هي تقاطعهم؟ … اختلاف كبير في الأسعار بين الأسواق يصل لـ25 بالمئة  أولويات رياضية..بقلم: صفوان الهندي  أجرة الدرس الخصوصي لطلاب الشهادات في سورية تصل إلى 100ألف ليرة  زعيمة «القوميات الأصلية» تترشّح للانتخابات الرئاسية في الإكوادور  محمد جمال... وتوارى وجه آخر من الزمن الجميل  الخارجية الروسية: واشنطن تحاول إطالة أمد النزاع في أوكرانيا وجعله أكثر دموية  صحيفة ألمانية: كييف تطلب من برلين صواريخ قادرة على ضرب موسكو  أزمة الديون تضرب العالم.. بقلم: عماد الدين حسين  ثروة على حافة الانهيار .. الأزمة “تلتهم” نصف القطيع.. و خبراء يعلنون لائحة مهام لإنقاذ النصف المتبقي  غوتيريش يشعر بالصدمة إزاء طلب البرهان إنهاء مهام المبعوث الأممي بالسودان  بايدن يكشف سبب مغادرته لمنزله مؤقتا وإقامته في كامب ديفيد     

تحليل وآراء

2022-08-14 07:33:22  |  الأرشيف

هل تحارب الصين في تايوان؟.. بقلم: عماد الحطبة

الميادين
الولايات المتحدة نفسها التي خلقت الأزمة في أوكرانيا لإشغال روسيا ووضع مزيد من الضغوط عليها، لن تمانع خلق أزمة في مضيق تايوان لإشغال الصين، وصناعة أزمة تدفعها إلى توجيه فائضها الاقتصادي نحو الحروب بدل التنمية.
سؤال طرحه الكثيرون قبل الزيارة الاستفزازية التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى جزيرة تايوان وخلالها، في كسر للتفاهم الصيني – الأميركي على قضية تايوان، والذي يؤكد على سياسة الصين الواحدة، وفي تسخين لجبهة ظلّت باردة لعقود.
كالعادة، استولت الولايات المتحدة على المشهد بأكمله، نواب في الكونغرس ووسائل إعلام أميركية يحثون على الزيارة ويعدّونها دعماً لسلطة تايوان الحليفة لأميركا، بينما البيت الأبيض ووسائل إعلام أخرى يحذرون من القيام بالزيارة لآثارها السلبية المحتملة، والتي يمكن أن تصل إلى قيام الصين بعمل عسكري. لكنّ الطرفين يجمعان على تمجيد الديمقراطية الأميركية التي تفصل بين السلطات، وتسمح لرئيسة مجلس النواب بالسفر من دون موافقة الرئيس.
ينتهي الفيلم الأميركي، الذي يمكن أن نراه على شاشات هوليوود خلال عام أو عامين، بإدانة أميركية، مدعومة من التابع البريطاني، لرد الفعل الصيني على الزيارة.
بعيداً عن السياسة الهوليوودية والبروباغندا الأميركية، لا بد من طرح سؤال ذي شقين، هل كانت الولايات المتحدة تتعمد استفزاز الصين، والمخاطرة بنشوب حرب في مضيق تايوان، وهل كانت الصين مستعدة للذهاب إلى الحرب؟
بالنسبة إلى الشق الأول من السؤال، فإننا جميعاً نعرف أن العدوانية مركب أساسي في البنية الإمبريالية، وأن العمل من خلال اختلاق الأزمات، بما فيها الحروب، إحدى أهم وسائل الرأسمالية في فرض هيمنتها على العالم.
لقد كانت الرأسمالية الغربية مسؤولة عن معظم الحروب العالمية والمحلية التي عرفتها البشرية في العصر الحديث، وكان للولايات المتحدة وأجهزة استخباراتها قصب السبق في التخطيط والتحضير لقيام هذه الحروب. إذن، من ناحية المبدأ، لا تمانع الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة قيام حرب، في أي مكان في العالم، ما دامت تحقق مصالحها بشكل أو بآخر. 
في ظل الظروف العالمية اليوم، تعلم الرأسمالية العالمية أن من يفكك هيمنتها على العالم هو محور صيني – روسي، يمثل الأمل بالنسبة إلى كثير من الدول، بما فيها دول ذات اقتصادات صاعدة مثل الهند، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، وإيران ودول أخرى كانت ضحية القوة الغاشمة للرأسمالية مثل سوريا، وفنزويلا، واليمن.
الولايات المتحدة نفسها التي خلقت الأزمة في أوكرانيا لإشغال روسيا، ووضع مزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية عليها، لن تمانع خلق أزمة في مضيق تايوان لإشغال الصين، وصناعة أزمة تدفع الصين إلى توجيه فائضها الاقتصادي نحو الحروب بدل التنمية. 
من الجانب الآخر، جاءت التحذيرات الصينية حاسمة في لغتها، وقدم الجيش الصيني استعراض قوى أوصل رسالة مفادها أن الصين لن تتورط بحرب ضمن سيناريو أميركي واضح، لكنها في الوقت نفسه، لن تسمح بالتمادي في موضوع تايوان، وأن طرح موضوع تايوان يمكن الرد عليه عسكرياً.
تعلم الصين تماماً أن الحروب مطلب إمبريالي طارئ، فتراجع الهيمنة الرأسمالية على العالم، منذ عام 2008، لا يمكن أن توقفه إلا حروب وأزمات تستهدف القوى الاقتصادية الصاعدة. بعد البرازيل، وروسيا وباكستان يأتي الآن دور اختلاق أزمة للصين.
وتعلم الصين أن زيارة بيلوسي إلى تايوان لا تعبّر عن الديمقراطية الغربية، ولكنها جزء من لعبة تبادل الأدوار التي تلعبها الإدارة الأميركية لصناعة الأزمات. لقد شهدنا اللعبة نفسها يلعبها السيناتور الجمهوري جون ماكين خلال "الربيع العربي"، وها هي بيلوسي تأتي لتؤكد أن الكونغرس الأميركي لا يعبّر عن مصالح الشعب الأميركي، وأنه ليس سوى ديكور ديمقراطي، وأنه في الحقيقة أداة بيد آلة الحرب الأميركية.
استطاعت الصين، وفي ظل أزمات عالمية متلاحقة، المحافظة على نموها الاقتصادي، ووضع قواعد جديدة للعلاقات الدولية تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلين. لقد تجلى هذا الدور الصيني بأوضح صوره خلال أزمة كورونا، عندما قدمت الصين الدعم الصحي لكثير من دول العالم بما فيها دول من العالم الغربي، وعاد الشعب الصيني ليقدم 2.2 مليار جرعة من لقاحات كورونا مجاناً للدول الفقيرة.
لم تلجأ الصين إلى استغلال قوتها العسكرية والاقتصادية لتتحول إلى غازٍ أو ناهب دولي، بل وظفت هذه القوى لتحقيق التنمية على الصعيد المحلي، مسجلةً إنجازات خارقة في مجالات مكافحة الفقر، وتطوير التقنية، لا سيما تقنيات الاتصال. 
ماذا تعني الحرب؟ إضافة إلى الخسائر البشرية، التي لا تعني الولايات المتحدة بشيء، فإن أي حرب جديدة تعني تفاقم أزمة سلاسل التوريد وارتفاع التضخم العالمي، وإعطاء الفرصة للولايات المتحدة وحلفائها لفرض عقوبات قاسية على الصين، كما حصل مع روسيا، وإخراج الاستثمارات العالمية من السوق الصينية تحت سيف العقوبات، وأخيراً خلق أزمات اجتماعية واقتصادية تخرب الإنجازات الوطنية التي حققها الشعب الصيني.
لهذه الأسباب، لم ولن تذهب الصين إلى الحرب بحسب الشروط الأميركية. لقد رسمت الصين خطوطها الحمر، لكنها حددت خيارها الاستراتيجي بالاستمرار في عملية التنمية حتى الوصول إلى مجتمع الرفاهية والعدالة، وهو النموذج الذي سيدفع المواطنين الصينيين في تايوان إلى التصدي للطغمة العميلة الحاكمة في الجزيرة، والمطالبة بالعودة إلى الوطن الأم.
 
عدد القراءات : 5327

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
 

 
 
التصويت
هل تؤدي الصواريخ الأمريكية وأسلحة الناتو المقدمة لأوكرانيا إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟
 
تصفح مجلة الأزمنة كاملة
عدد القراءات: 3573
العدد: 486
2018-08-06
 
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2023