هل المشكلة عند المدربين فقط..؟.. بقلم: صفوان الهندي

هل المشكلة عند المدربين فقط..؟.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الأحد، ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٢

بعد أسبوعين على انطلاقة الدوري السوري الممتاز بكرة القدم بدأ مسلسل إقالات واستقالات المدربين , مطلع هذا الأسبوع عينت إدارة نادي الوحدة المدرب عمار الشمالي مدرباً لفريقها الأول خلفاً لزياد شعبو الذي أقيل، وجاء هذا التغيير لتصحيح مسيرة الفريق الذي لم يقدم الأداء المطلوب في المباريات السابقة وآخرها الخسارة مع الوثبة صفر/2 بالدوري.
والشمالي خامس مدرب يدخل الدوري من جديد، وكان التبديل الأول لحطين عندما عينت الإدارة مصعب محمد بديلاً عن أحمد عزام وجاء عبد الناصر مكيس ثالث مدرب لحطين بعد مصعب، وفي الجيش جاء حسين عفش بدلاً من رأفت محمد الذي فشل بتجاوز الاتحاد في نصف نهائي كأس سورية وانتقل بعدها إلى تشرين عوضاً عن عمار الشمالي، وكما نلاحظ أن التبديل كان مداورة بين الأندية وجديد الموسم عبد الناصر مكيس الذي سبق له أنه درب حطين الموسم الماضي وحسين عفش الذي درب الجيش قبل ثلاثة مواسم.
لقد أصبح عنوان المرحلة لمعظم الأندية هو إيجاد مدرب قادر على تحقيق الانجاز والبطولات التي تتطلع إليها الأندية وخاصة تلك التي توصف بأندية المقدمة, تحقيق الإنجاز مطلب مشروع لهذه الأندية ويمثل الغاية الأسمى الذي يسعى لتحقيقها المدربون باعتبارها هدفاً شخصياً مهماً لهم ، لكن المثير في هذه المعادلة أن الكثير من الأندية تستعجل تحقيق هذا الهدف ويغيب عن بالها أن تحقيق مثل هكذا هدف لا يتم بين عشية وضحاها ، الأمر الذي يدفعها إلى التضحية بالمدرب عند أول الهزات والخسارات ويغيب عن بالها أن بناء فريق يكون قادراً على تحقيق البطولات لا يتم خلال موسم واحد فقط.
وإذ مازلناعلى أبواب موسم كروي جديد وفي ظل استكمال معظم فرق دوري المحترفين لجهازها الفني والإداري فأنه من المهم أن تعمل هذه الأندية على خلق تناغم مطلق بين الجهازين الفني والإداري دون تقاطعات في ذات الوقت الذي يجب أن يعطى فيه الجهاز الفني مساحات زمنية يكون فيها قادراً على تطبيق إستراتيجيته التدريبية خاصة وان لكل مدرب سياسات تدريبية تكون في الغالب مغايرة ومختلفة عن غيره من المدربين وتحتاج إلى مزيد من الوقت ليفهمها اللاعبون ويطبقونها ميدانياً. 
إننا نتفهم جيداً حرص مجالس إدارات الأندية على تحقيق البطولات ونتفهم أكثر وقوعها تحت ضغط جماهيرها التي تطالبها بالإنجازات لكننا نستغرب كيف تصنع هذه الأندية من مدربيها لحظة التعاقد معه بأنه هو الأفضل وهو المنقذ من بين خياراتها وهو القادر على قيادة الفريق وإيصاله إلى منصات التتويج وبعد مرور فترة قصيرة يحدث العكس تماماً فيكون المدرب أول الضحايا وغالبا ما يكون هو نفسه آخر خطايا مجلس الإدارة.
وعليه نسأل: لماذا لا يعمل اتحاد كرة القدم وبالتعاون مع إدارات الأندية لوضع ضوابط لهذه المسألة فالاستقرار الفني لأي فريق مرتبط بالتأكيد مع الاستقرار الإداري والتدريبي وعليه فالمستوى الفني لفرقنا يعكس مدى التخبط الإداري والتدريبي الذي تعيشه أنديتنا ونسأل: إلى متى؟