نحن وكأس العالم.. بقلم: صفوان الهندي

نحن وكأس العالم.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٢

يوم الأحد 20 نوفمبر ليس مثل أي يوم أحد آخر فمولد الكرة سيبدأ عنده, وآسرة القلوب والعقول توشك أن ترفع الطرحة عن وجهها الأسر الوضاء فتنطلق آهات المليارات من عشاقها في إمبراطوريتها العظيمة التي لا تغيب عنها الشمس.
يوم 20 نوفمبر وفي الدوحة سيصبح الحلم الجديد حقيقة فكأس العالم سينطلق لتتسمر العيون في الملاعب وعلى الشاشات العملاقة والصغيرة وهي ترقب الأقدام الذهبية التي ترسم أحلى اللوحات الكروية ويتركون بصماتهم وهي تحفر في ذاكرة التاريخ الرياضي الذي يميز أي تاريخ آخر كونه معمد بالمحبة ومحاط بأغصان الزيتون لا تقوى على هزه تجاوزات المتجاوزين هنا أو هناك.
بعد شهر من الآن ندخل البحر الكروي المتلاطم لنرى سفناً عملاقة وهي تبحر بقوة صوب شاطئ الكأس, فنعيش أحلامها وهي تتحقق ونتابع غيرها وهي تتحطم مثل ما تحطمت "التايتنك" ولكن على صخرة الخسارة وهي لعمري في قلوب البعض أقسى من الصخور التي تحطمت عليها "التايتنك"  في ذلك اليوم المأساوي من التاريخ كما نرقب كفاح السفن الصغيرة وهي تمخر عباب هذه الرحلة فيكون منظرها بين السفن العملاقة مدعاة فخرها ولجمهورها الكبير البسيط.
يوم 20 نوفمبر, يقف الجمهور الرياضي الرائع وهو يتابع بشغف هذا الكرنفال وقد اختار كل واحد منهم فريقاً يؤزاره وكأنه الفريق الذي تربطه به صلة وثيقة فتغدو أسبانيا نادي حطين والأرجنتين الكرامة والجيش اليابان وألمانيا الوحدة و...
وهذا هو عزاءنا , فعندما نفقد فرصة التأهل إلى هذا المونديال فلا بد لنا أن نبحث عن البدائل فالحب إذا لم ينطلق خارج جدار القلب فقد يقتل حامله أو قد يمرضه.
ومع كل ذلك تبقى الأحلام على حالها, لأنّ كلنا يدرك أن علم سورية الحبيبة له ومضة في العيون, ورعشة في القلوب لن تقدر كل أعلام الدنيا أن تفعل فعله في نفوسنا مثلما يفعله هذا العلم الحبيب.