هل سنبقى نتفرج على فرح الآخرين.. بقلم: صفوان الهندي

هل سنبقى نتفرج على فرح الآخرين.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٢

عذراً من شاعر العروبة الأول أبي الطيب المتنبي إذ لم يعد مالئ الدنيا أو شاغل الناس.. ولو أنه عاش إلى يومنا هذا لما أنشد مختالاً ومفتخراً.. الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم.. بل ربما لكسر سيفه وقلمه وتخلى عن خيله وليل صحرائه وتعلق بكرة القدم وأصبح نجماً لايشق له غبار.
هذه الساحرة المستديرة .. تحاول أن تجلطنا فيزداد تعلقنا بها .. تذيقنا المرارة تلو المرارة فنحبها أكثر.
نخلصها الحب والعشق .. ولاتعرف الوفاء أبداً .. بل إنها أكثر ماتقسو على محبيها والغارقين بعشقها.. كرة القدم هذه أيها السادة قادرة على فعل كل شيء.. سرقت النوم من عيون السعودية  يوم فازوا على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف واحد، ورأينا بعدها على شاشات التلفزة ومواقع الانترنت كيف تدفق طوفان الفرح الكروي بلا حدود.
وفي المغرب شلالات فرح مماثلة وتدفق عفوي إلى الشوارع بعد الفوز على بلجيكا.
لكن هل يمكن لهذه الأفراح أن تكون إلا على حساب دموع في مكان ما من هذا العالم.
عندما كان لاعبو البرازيل يرقصون فرحاً وينطون ولايحطون ابتهاجاً بفوزهم كانت هناك قلوب تنفطر وتعتصر الدمع والألم.
لاعبو الأرجنتين افترشوا أرض الملعب وكأنهم جثث هامدة وعلى المدرجات وأه مما على المدرجات.. قهر وبكاء لايوصف.. ومخرج تلك المشاهد يضع أمامنا على الشاشة حسناء أرجنتينية أخفت الدموع فمن يواسيها ويواسي معها كل الأرجنتينيين.
لقد كشفت مباريات كأس العالم الحالية أنّ العالم بأسره مراهق كروياً.. يرقص لهزة خصر واحدة من هذه الحبيبة المدللة.. ويسهر الليالي الطوال إذا مابدت منها جفوة.
فيا حبيبة .. لايغار في حبك شخص من آخر.. بل على العكس نتمنى أن يعيش حبنا لك العالم كله متى ستأخذين بيد منتخبنا الوطني إلى هذه الأعراس العالمية؟
متى ستكون زفتنا الكروية التي ننتظرها من زمن ولم تأت حتى الأن؟
ألا يحق لنا أن نعيش فرحتنا الكروية الخاصة بنا أم سنبقى هكذا نتفرج على فرح الآخرين..؟! 
صفوان الهندي