الكرة السورية والكابتن ماجد! .. بقلم: محمود جنيد

الكرة السورية والكابتن ماجد! .. بقلم: محمود جنيد

تحليل وآراء

الأحد، ٤ ديسمبر ٢٠٢٢

انقضى دور المجموعات من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، ليطوي صفحة مضيئة سيخلدها التاريخ المونديالي، بكل ما حملت من تفاصيل الإثارة والتشويق والإبهار التنظيمي والفني والتقني والجماهيري، والريمونتادات والمفاجآت التي لم توفر كبيراً، إذ كانت العصا الآسيوية والأفريقية حامية وشديدة الوقع لتطال الأرجنتين والبرازيل، وفرنسا، و ألمانيا التي خرجت تجر أذيال الخيبة والعار من دور المجموعات للمونديال الثاني على التوالي.! 
وبالنسبة لنا كجمهور سوري كتب عليه، أن يتابع المونديالات عبر تاريخها على الهامش دون أن يكون لنا حصة من ناقة أو جمل، ونكني أنفسنا على منتخبات نحرق أعصابنا ونستنزف طاقاتنا بمتابعتها بانتماء حسي ولاعبيها ومواطنيها لا يعرفون أين تقع سورية على الخريطة؟ لنسأل أنفسنا ونحن نشعر بعقدة النقص تلك، أما آن للكرة السورية أن تخجل من نفسها، وتخرج رأسها من التراب لترى أين وصلت كرة القدم بصورة عامة، والآسيوية في مونديال قطر تحديداً وقد حققت حضوراً تاريخياً بتأهل ثلاثة من منتخباتها إلى الدور ثمن النهائي( اليابان، كورية الجنوبية، استراليا) ، وحتى لا نبتعد كثيراً يمكننا أن نشير إلى الأقران والمنتخب السعودي هنا الذي هزم الأرجنتين أحد المرشحين للقب، وكان الطرف الأفضل في مباراة بولندا التي كانت بوابة عبوه إلى الدور التالي لولا سوء الطالع والأخطاء التي ممكن تلافيها، في حين مازلنا غير قادرين على برمجة مسابقاتنا السورية المحلية وأجندتها بصورة صحيحة، ونواصل لعن الظلام ونعلق تخلفنا وفسادنا على الشماعات، بدلاً من إشعال شمعة الإصلاح! 
المشكلة في الموضوع بأنّ خيط اللعبة كله واضح للعيان، لكننا ضالين وغير قادرين على الإمساك برأسه وسحبه باتجاهنا لنسج واقع مغاير لكرتنا، بدليل إدارتنا العشوائية الارتجالية، ومواردنا البشرية والمادية المبددّة، ومسابقاتنا المحلية المترهلة (أحياء شعبية)، وقواعدنا المهزوزة التي لا يمكننا أن نبني عليها خيمة، والأندية غير القادرة على إدارة اللعبة في ظل الاحتراف المضحك الذي أنهك خزائنها الفارغة، والبنية التحتية المنشآتية المتهالكة..! 
وبعد ..؟ ماهو الحل؟ و الجواب إن كنّا غير مؤهلين لاستيعاب كل الدروس من حولنا و المناهج المنطبقة من قبل أقراننا، فما لنا إلا الياباني الكرتوني( الكابتن ماجد) وتجربته مع البطولة، فقط علينا أن نشد الرحال .!!