عين الرقيب.. بقلم: بشار محمد

عين الرقيب.. بقلم: بشار محمد

تحليل وآراء

الأحد، ٢٩ يناير ٢٠٢٣

مازحني أحد الزملاء بقوله: «إن وزارات خدمية وقطاعات تُعنى بتأمين حاجيات الناس ومتطلبات حياتهم تشعر بالامتنان لقطاع الرياضة ومؤسساته بعد أن شغلوا الرأي العام ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي بخلافاتهم وتجاوزاتهم المالية ونزاعاتهم وتقاريرهم التفتيشية وخيباتهم وفشلهم المحلي والخارجي».
الحقيقة والواقع أقسى بكثير من مزحة صديق أو زميل، فما تابعناه سابقاً عن معركة كسر الإرادات في نادي الوحدة والتجاوزات المالية في قضية اللاعب المحترف عمر خريبين وملفات وقضايا عالقة بين إداراته المتعاقبة، والاتهامات الحالية بين أطراف النزاع «البرتقالي»، تجعلنا نستشعر أن المعركة تفوق السجال الإعلامي وتقاذف الاتهامات، وبالمعيار ذاته فإن التقرير الذي ولد ميتاً ولم يبصر النور حول تجاوزات اتحاد الكرة المستقيل، أو الحديث اليوم عن لجنة التحقيق المتعلقة بتجاوزات اتحاد الكرة الحالي أو حتى اتحاد كرة السلة والأندية المكسورة بالمليارات مع معاناة بنيتها التنظيمية والاستثمارية والمالية والفنية تخضع لمعركة إرادات شبيهة أو قد تكون ذاتها.
مرارة وقسوة المشهد في حقيقته تدفعنا لفهم عمق رياضتنا اليوم، فهي أبعد ما تكون عن التنافس الرياضي الشريف وتعميق وتعزيز الأخلاق لمفهوم تغليب المصالح الضيقة، وتحقيق المكاسب وبالعملة الصعبة، واستثمار حتى الخلاف لجني المنافع وتحقيق المكتسبات، ولو امتلكنا مقبض جراح وشرحنا جسد رياضتنا الميت سريرياً لوجدنا تطبيقاً للقوانين والأنظمة حسب الطلب والمزاجية، ووجدنا أندية عاجزة بالمليارات، وإدارات فاشلة غايتها الشهرة الإعلامية، واتحادات مفرطة بالغرور والتعالي، وبناء شبكات المصالح المحلية والخليجية لتحقيق مكاسب بالعملة الصعبة، والكثير الكثير من التندر على الظروف والأزمة وتبعاتها وبريق شعارات للمتنفذين فهم كالحمل الوديع..!
رياضتنا وما نطالعه كل يوم فيها من تخبطات وانسحابات وتجاوزات وتقارير رقابية ولجان تدقيق وتحقيق وتصريحات رنانة، وببناء أبراج من الوهم والاستسلام للأحلام الوردية جرائم فعلية لكنها للأسف تقيد ضد مجهول، ولا عزاء لرياضتنا التي تئن وتبحث عن جادة الصواب وسط تقاذف الاتهامات وتبادل المصالح وغياب عين الرقيب.