تحليل وآراء

المرأة التي نعني هي فاينا رانيفسكايا (1896 – 1984)، ممثلة المسرح والسينما الروسية الشهيرة، التي ولدت في أواخر العهد القيصري، وعاشت الجزء الأكبر من حياتها في الحقبة السوفييتية، وفاق عدد أدوارها على المسرح المئة، كما مثلت في 30 فيلماً سينمائياً، وتلخص العبارة التالية حرصها على التمثيل بإتقان وتفانٍ «لا أعترف بكلمة لعب. يمكنك لعب الورق، سباقات الخيول، الداما. على المسرح عليك أن تعيش».

رانيفسكايا ابنة أب ثري لديه مصانع وأملاك أراضٍ، وعلى الرغم من غرابة أطوارها بعض الشيء، وربما حدة طباعها، عاشت حياة مثيرة للاهتمام، واشتهرت بعباراتها المملوءة بالدلالات وبتعليقاتها البليغة والصادمة أحياناً، التي يستحضرها الكثيرون جيلاً وراء الآخر ويرددونها، حيث لا تزال تعبيراتها القوية والحكيمة التي تتميز بعفويتها وصراحتها الصادمة تتردد كأنها أمثال أو حكم شعبية، تلخص تجارب الحياة بجوانبها المختلفة وطبائع البشر.

تنسب إليها عبارة قالتها عن الشاعر الروسي الشهير فلاديمير ماياكوفسكي «لن أنسى عينيه، والشوق فيهما ما دمت على قيد الحياة. رأيته في باكو عام 1925 في المسرح؛ حيث كنت أعزف في ذلك الوقت. كان جالساً يفكر بمفرده في غرفة ملابس أحد الممثلين، دخلت ورأيت حزناً في عينيه، يشبه ما يحدث للكلاب التي هجرها أصحابها».

من تعليقاتها الساخرة حول أيهما أذكى من الجنسين، النساء أم الرجال، قالت رانيفسكايا في إحدى المناسبات «النساء هن الأذكى بالطبع. هل سمعتم يوماً بامرأة طار عقلها لأنها صادفت رجلاً بساقين جميلتين»، واعتبرت معيار الحب بين الرجل والمرأة يكمن في التالي «الرجل الحقيقي هو الذي يتذكر عيد ميلاد المرأة بالضبط ولا يعرف أبداً كم عمرها»، مضيفة أن «الرجل الذي لا يتذكر عيد ميلاد المرأة، لكنه يعرف بالضبط كم عمرها، هو زوجها».

وفي تعبير يعكس شخصيتها القوية، نصحت فانيا قائلة «عليك أن تعيش بطريقة تجعل حتى الأوغاد يتذكرونك»، وبخصوص الصراع والتدافع في خضم الحياة اليومية، قالت «للحصول على الاعتراف، يتوجب على المرء؛ بل من الضروري أن يستميت».

وعن العلاقة مع المال قالت «من الجلي أن ثروتي تتركز في أنني لست بحاجة إلى ثروة»، وعن متع الحياة تنسب إليها عبارة طريفة تقول «كل شيء ممتع في هذا العالم إما ضار أو مكروه أخلاقياً أو يؤدي إلى السمنة»، وعرّفت الصحة بأنها «حين يكون لديك ألم في مكان مختلف من جسمك كل يوم»، وبسخريتها المعتادة قالت في مناسبة أخرى «إذا كان المريض يريد حقاً أن يعيش، فإن الأطباء لا حول لهم ولا قوة».

أما عن الشيخوخة التي أدركتها فقالت «التقدم في السن أمر ممل، لكنه الطريقة الوحيدة للعيش طويلاً».