أبا ثائر… لا يستثني فلذات الأكباد…الشهيد ثائر العجلاني …استمطار الرحمات لوطن لا يتوقف عن العطاء
ثقافة
الثلاثاء، ٢٨ يوليو ٢٠١٥
أبا ثائر
به أناديك يا صديقي وقد أحببت النداء
به أسترحمك لاستمطار الرحمات على روحه الطاهرة
له نطلب الرحمة أم منه نطلبها؟
نترحم عليه أم نرجو أن نُرحم بفضله وفضل بذله
أبا ثائر الجميل
صديقنا المحب على الدوام
الفرح المحب للحياة
المنتمي المحب لوطنه وأرضه
حرقة أب يودّع ابناً أحبه وخاف عليه
لوعة أب وهو يرى أجزاء ابنه تلفّ حوله
حرقة ولوعة.. وقدر لا يرحم الآباء
ولا يستثني فلذات الأكباد
ولا يعترف بالأعمار
آه يا أبا ثائر كم كنت فخوراً بما صنع الأبناء
وفي آخر جلسة قلت:
هو الذي اختار الإعلام
ناقشته ولكنه لم يقتنع إلا بأن يكون ميدانياً
مازحته: وأين دورك الأبوي؟
فقال لي: أنا خايف عليه، لكنه هو يحب
وأنا أدعو له فقط
دعاؤنا لا يجدي يا أبا ثائر
نحن نحثّ الخطا إلى خط النهاية
نرسم أقدارنا
نقرر نهاياتنا بإرادتنا
بعزمنا
هذا ما أراده ثائر
وهذا ما قاله لكنك لم تشأ أن ترفض
لم تشأ أن تغير قراره
لم تملك القدرة على منعه من الافتداء
من الشهادة
ودمعة أم تترقرق
وحرقة قلب يعجز عن التنهّد
سيدتي الطيبة أم ثائر
السيدة هدى الحمصي
قد لا يعلم الكون مقدار فجيعتك
أنت الأم
وما من أم تحلّ محل الأم
أحببته ليس كما يحببن
لم تقابليه بعبارات الحب العادية
كنت فخورة به على الدوام
وقبل أشهر عندما التقينا
كنت تبتعدين عن تفصيل عمله
في ذلك اليوم أحسست أنه بدأ يخرج لينزرع
يخرج من حب الخوف
لينزرع في الروح
في الوجدان
سيدتي لن أعزيك
لن أقول كلمة عزاء
ليس لاستشهاده وحسب
وليس من قبيل الافتخار بشهادته
بل لأنني أزعم أن عمق جرحك أعمق من جبّ يوسف
وأبعد غوراً من جوف الحوت
وأعلم أن فراق الأم لأحشائها مرّ
يتجاوز بمرارته حداً أطاقه أيوب
شيء واحد يعادل البنوة سيدتي
إنه البنوة ذاتها
ازرعيه حيث شئت
ضعي ثائر في مكانه الذي يستحق
في الميدان ذهب
وفي الميدان زرع دمه
فكل الميادين لك
وكل ذرة تراب غمرها لك فيها عرق آس
لا يفرح الوطن بفقد أبنائه..
لا تسعد الأم بغياب كيانها..
رحل ثائر.. وهل أنسى الطيف الذي التقيته
كان رجلاً منذ ذلك اليوم
رحل ثائر تاركاً لوعة كبيرة
أكبر اللوعة وأعمقها في روح أم وأب
لكما أوجه صمتي
حين عجزت الكلمة عن القول
ولداك في الميدان يبحثان عن حلم لم يكتمل.
والداك يلمان بقايا حلم كان لك ولهما كان لوطن كبرنا به ويكبر بنا
تعملقت في رحلتك لتشبه الوطن
أعطيته دمك… فأعطاك نبل الشهادة
به أناديك يا صديقي وقد أحببت النداء
به أسترحمك لاستمطار الرحمات على روحه الطاهرة
له نطلب الرحمة أم منه نطلبها؟
نترحم عليه أم نرجو أن نُرحم بفضله وفضل بذله
أبا ثائر الجميل
صديقنا المحب على الدوام
الفرح المحب للحياة
المنتمي المحب لوطنه وأرضه
حرقة أب يودّع ابناً أحبه وخاف عليه
لوعة أب وهو يرى أجزاء ابنه تلفّ حوله
حرقة ولوعة.. وقدر لا يرحم الآباء
ولا يستثني فلذات الأكباد
ولا يعترف بالأعمار
آه يا أبا ثائر كم كنت فخوراً بما صنع الأبناء
وفي آخر جلسة قلت:
هو الذي اختار الإعلام
ناقشته ولكنه لم يقتنع إلا بأن يكون ميدانياً
مازحته: وأين دورك الأبوي؟
فقال لي: أنا خايف عليه، لكنه هو يحب
وأنا أدعو له فقط
دعاؤنا لا يجدي يا أبا ثائر
نحن نحثّ الخطا إلى خط النهاية
نرسم أقدارنا
نقرر نهاياتنا بإرادتنا
بعزمنا
هذا ما أراده ثائر
وهذا ما قاله لكنك لم تشأ أن ترفض
لم تشأ أن تغير قراره
لم تملك القدرة على منعه من الافتداء
من الشهادة
ودمعة أم تترقرق
وحرقة قلب يعجز عن التنهّد
سيدتي الطيبة أم ثائر
السيدة هدى الحمصي
قد لا يعلم الكون مقدار فجيعتك
أنت الأم
وما من أم تحلّ محل الأم
أحببته ليس كما يحببن
لم تقابليه بعبارات الحب العادية
كنت فخورة به على الدوام
وقبل أشهر عندما التقينا
كنت تبتعدين عن تفصيل عمله
في ذلك اليوم أحسست أنه بدأ يخرج لينزرع
يخرج من حب الخوف
لينزرع في الروح
في الوجدان
سيدتي لن أعزيك
لن أقول كلمة عزاء
ليس لاستشهاده وحسب
وليس من قبيل الافتخار بشهادته
بل لأنني أزعم أن عمق جرحك أعمق من جبّ يوسف
وأبعد غوراً من جوف الحوت
وأعلم أن فراق الأم لأحشائها مرّ
يتجاوز بمرارته حداً أطاقه أيوب
شيء واحد يعادل البنوة سيدتي
إنه البنوة ذاتها
ازرعيه حيث شئت
ضعي ثائر في مكانه الذي يستحق
في الميدان ذهب
وفي الميدان زرع دمه
فكل الميادين لك
وكل ذرة تراب غمرها لك فيها عرق آس
لا يفرح الوطن بفقد أبنائه..
لا تسعد الأم بغياب كيانها..
رحل ثائر.. وهل أنسى الطيف الذي التقيته
كان رجلاً منذ ذلك اليوم
رحل ثائر تاركاً لوعة كبيرة
أكبر اللوعة وأعمقها في روح أم وأب
لكما أوجه صمتي
حين عجزت الكلمة عن القول
ولداك في الميدان يبحثان عن حلم لم يكتمل.
والداك يلمان بقايا حلم كان لك ولهما كان لوطن كبرنا به ويكبر بنا
تعملقت في رحلتك لتشبه الوطن
أعطيته دمك… فأعطاك نبل الشهادة