أشياء تبهرني.. بقلم: سوسن دهنيم

أشياء تبهرني.. بقلم: سوسن دهنيم

تحليل وآراء

الخميس، ٧ يوليو ٢٠٢٢

تبهرني بعض الأشياء الصغيرة التي قد لا يلتفت اليها كثيرون.. أشياء تربك القلب لشدة بساطتها وجمالها وما تتركه من أثر...
تبهرني الوردة وهي تتفتح على مهل في غصنها، معلنة ولادة جمال قادم وعطر قد لا يزول من الذاكرة.
فيديو للأطفال وهم يخطون خطواتهم الأولى بملابس فضفاضة أكبر من مقاساتهم، حين يرسمون ابتسامة لا شعورية وأملاً في الروح بالقدرة على تخطي أي عثرة في الطريق.
ورقتا الحياة في بذرة للتو تبرعمت وأنجبت نبتة ربما تظلل عابر سبيل يوماً ما أو يأكل منها محروم.
تبهرني ابتسامة أمي الخجلى وطأطأة رأسها بدلال، كلما أثنى أحد على فعل جميل لها أو طعام طبخته بكل حب.
صخب العائلة يوم الجمعة والمزحات التي تتعدى لحظتها لتخلق ابتسامة تحضر مدى الدهر كلما تذكرها أحد.
الكلمة الأولى التي ينطقها طفل بلثغة محببة وهي تعلن انطلاق معجم جديد في العائلة. 
رائحة الكتب الجديدة التي تنطلق من ثنيها لتمزيق التغليف البلاستيكي، واكتشاف محتواها للمرة الأولى. 
صوت عصفور ينقر نافذة مجاورة ويغرد مع أولى لحظات الصباح. 
ورقة «المونستيرا» الجديدة وهي تتفتح بكل بطء على مدى أربعة أيام لتجعلني أقفز فرحاً وأملاً حين تفرد نفسها في مساحة كبيرة تتناسب وحجمها. 
الكاكاو وهو يلطخ وجه طفل للتو يتعلم كيف يأكل. 
صوت الأذان وقت المغرب ينطلق من المساجد القريبة ويتداخل مع بعضه من كل الجهات مع أول الضوء من مصابيح البيوت والطرق. 
رائحة الزعتر والعطرة والبقدونس والريحان في الحديقة كلما لامس الماء أوراقها.
خاتمة قصيدة بقيت في رأسي طويلاً تنطلق سريعاً وأكتبها خلسة من النسيان. 
عفوية عجوز تتحدث بكل جرأة وطلاقة للجالسة بقربها في المستشفى أثناء الانتظار. 
الابتسامة الماكرة لطفل يقبل على مشاغبة مع سبق الإصرار. 
الأشياء التي تبهرني كثيرة، ترسم ابتسامة وضحكة ورقصة في القلب تجعلني أردد دائماً دعائي بألا يسلبني الله هذه الدهشة من الأشياء الصغيرة حولي.