اغتيال أديب الشيشكلي (تفاصيل - خفايا - آراء - صور)

اغتيال أديب الشيشكلي (تفاصيل - خفايا - آراء - صور)

ثقافة

الجمعة، ١٣ يوليو ٢٠١٢

قالوا في الشيشكلي:
كما سبق وذكرنا قيل الكثير في سيرة حياة الشيشكلي من سوء وخير، واختلفت الآراء حوله من بطل قومي إلى عميل أميركي، وهنا بعض من الشهادات البيضاء والسوداء في الزعيم أديب الشيشكلي، يذكر وزير العدل السوري السابق أسعد الكوراني، في مذكراته تعقيباً على مؤتمر صحفي عقده الشيشكلي ليبرر انقلابه: (الكذبة الكبرى التي ختم بها الشيشكلي حديثة أن حزب الشعب كان يعمل على عدم استقرار الحكم بإسقاط الوزارات وترك البلاد من دون حكومة.. وأخذ الرجل يطغى ويبغي ويعتقل من يعارضه أدنى معارضة، وكان الأستاذ رياض المالكي من جملتهم. وقد روى في مذكراته ما لاقاه من التعذيب على يد ضباطه.. كان عهد الشيشكلي مكروهاً من الأمة كلها..)
ويقول رئيس الوزراء السابق خالد العظم في مذكراته: (أما ابن سعود فقد حضن الشيشكلي وأولاده.. ذلك أن الشيشكلي كان أميركيَّ النزعة فتآلفت سياسته مع سياسة عاهل الرياض، ولما اقتنع الدكتاتور السوري بأن الطبخة استوت، أعلن الانتخابات للمجلس النيابي، والاستفتاء لرئاسة الجمهورية، والتصديق على مشروع الدستور الذي وضعه له أحمد عسه وأنور حاتم، وكان له ما أراد من حيث الاستفتاء فاعتبر نفسه رئيساً للجمهورية وأعلن الدستور الجديد ذا الطابع الرئاسي.. ولاء الشيشكلي للأسرة المالكة السعودية معروف موثق، وهذا الولاء ممتد إلى يومنا.. اعتدى على كرامات بعض الناس عبر ذراعه الأيمن قائد موقع دمشق حينها قاسم الخليل..).
تذكر مجلة الصياد يوم 7 آب عام 1952 على لسان الدكتور يوسف حتى: (إني في طليعة المؤمنين بأديب الشيشكلي.. إنه مخلص، وناعم وظريف ومهذب إلى أقصى حد).
أما مجلة نيوزويك الأميركية فنشرت تحقيقاً موسعاً حين طُلب من الشيشكلي مغادرة البلاد تحت عنوان: (اخرج أو تموت).
مجلة الصياد في عددها الصادر يوم 29 كانون الأول عام 1945 تذكر إنه لا يمكن أن يكون الشيشكلي فقيراً كما يحاول هو أو من حوله إشاعة ذلك لأنه: (من أشد الناس حرصاً على المال، حتى أن بين معارفه من كان يطلق عليه لقب "الديكتاتور كوهين" وتشكك الصياد أيضاً فيما كان يدّعيه بين معارفه في باريس أنه وصل باريس ومعه مبلغ خمسين ألف ليرة سورية!
كتب مراسل مجلة (آخر ساعة) المصرية محمد البيلي بتاريخ 10/2/1951مقالاً جاء فيه: (.. شيء واحد يجب أن لا يغيب عن البال: أن العقيد أديب الشيشكلي هو الرجل الحديدي في سورية، لقد استطاع أثناء هيمنته على المدنيين أن يتخلص من مناوئيه، فدبّر اغتيال العقيد محمد ناصر قائد سلاح الطيران على يد العقيد إبراهيم الحسيني، ثم اغتيل سامي الحناوي في لبنان وأخيراً نفي العقيد إبراهيم الحسيني رئيس المكتب الثاني إلى باريس.. و..و.. وهكذا فرط الزعيم عقَد مجلس العقداء، وبات يحكم البلاد عبر حفنة من الملازمين الأوائل، بينما فُرضت الرقابة العسكرية على جميع الضباط المناهضين للشيشكلي).
بينما يقول الكاتب البريطاني باتريك سيل:"إن الإنجاز المهم الذي قام به الشيشكلي تمثل في إعطاء سورية حكومة قوية خلال فترة انتقالية في شؤون الشرق الأوسط، فـهو أخرج سورية من بين أصابع السياسة العربية المتـشابكة التي كـانت تـلـعب بـهـا. إنه كـان فـوق كـل شيء من السوريين الوطنيين الذين لم يقاوموا فقط جيرانهم فحسب بل قاوم ضغوط الدول العظمى رافضاً التعاون معها في محاولتها تنظيم المنطقة دفاعياً حتى وصل إلى رفض معونات النقطة الرابعة".
وهنالك الرسالة الشهيرة التي وجهها الزعيم الوطني المعروف فخري البارودي عن طريق الصحافة (جريدة الفيحاء العدد الصادر يوم 28-6-1953) لأديب الشيشكلي حول الدستور. 
أخيراً: 
أسدل الستار على حياة أديب الشيشكلي عام 1964 وأسدل الستار على حياة نواف غزالة عام 2005 م، وهما في رحاب رب كريم، ولم يزل الملف مفتوحاً، ولم تزل سيرة الشيشكلي تطلّ علينا بين الفينة والأخرى، والمؤكد والذي حصل عليه إجماع الشخصيات المهتمة بالشأن السوري، أن الشيشكلي من أكثر رجالات سورية العسكرية والسياسية إشكالاً، وأنه عسكري مغامر مقامر، كان وراء انقلابات عسكرية عدة ليحقق حلمه في السيطرة على البلاد والعباد.. ولم يزل هنالك الخفايا الكثيرة عن حياة هذا الرجل.. ولم يزل ملفّ اغتيال الشيشكلي وارتباطاته العربية والأجنبية مكان جدل ابتدأ ولم ينته.
المراجع: كتاب هزيمة طاغية صادر في الخمسينات من القرن الماضي - أعداد مختلفة من الصحف والمجلات (الصياد - القبس - روز اليوسف) الصادرة في الخمسينات من القرن الماضي - أرشيفي الخاص.



شمس الدين العجلاني - أثينا 
alajlani.shams@hotmail.com