اغتيال سامي الحناوي (تفاصيل – خفايا – آراء)..الصراع في سورية.. من أجل أمن "إسرائيل".. من أجل شركاتهم وأطماعهم

اغتيال سامي الحناوي (تفاصيل – خفايا – آراء)..الصراع في سورية.. من أجل أمن "إسرائيل".. من أجل شركاتهم وأطماعهم

ثقافة

الجمعة، ٧ ديسمبر ٢٠١٢

وهكذا نقرأ مذكرة أميركية وُقعت في لندن في 1 شباط 1950 لتؤكد إنه لا تزال هناك محاولات عراقية للتدخل في الشؤون السورية وبالتالي فإن الهدف الرئيس منها يكمن في دعم النفوذ البريطاني في المنطقة.
 إلى وزارة الخارجية في واشنطن
السفارة في لندن
1- فبراير 1950
تم عمل توصية على تلغرافك رقم 456 في 26 يناير. تقييم الإدارة حول الوضع السوري قائم على تقارير من البعثات الموجودة في بغداد ودمشق.
أنه توجد نشاطات ضد المجموعة الحاكمة حالياً ولا توجد دلائل على أن انقلاباً رابعاً قريب الحدوث، لا يمكن أن نسقط من الحساب حدوث قلاقل أخرى في سوريا.
الإدارة لم تتمكن من التأكد من تفاصيل المصادر الأخرى، ليس لديها أي دلائل موثوق بها حول التدخل المباشر للحكومة العراقية. ومع ذلك توجد تقارير أخرى تنص على مشاركة العراق في نشاطات sub rosa انظر لتلغراف دمشق رقم 35 في 17 يناير وتلغراف 37 في 18 يناير والتي سترسل لك بشكل منفصل بالهواء.
 وزارة الخارجية في واشنطن كانت ترغب في الإسراع بالاعتراف بانقلاب سامي الحناوي، فتقول الوثيقة التي تحمل تاريخ 19-9-1949 إلى تقديم اقتراح إلى الرئيس الأميركي للاعتراف بحكومة الحناوي التي قامت بقلب حكومة الزعيم بعد أشهر فقط من قلب هذا الأخير حكومة القوتلي. موضحة أن حكومة سامي الحناوي قامت بإعدام حسني الزعيم ورئيس الوزراء محسن البرازي.
 وزارة الخارجية
واشنطن
19-9-1949
مذكرة إلى الرئيس
موضوعها: الاعتراف بالحكومة السورية
تم قلب حكومة الرئيس حسني الزعيم في سوريا في الرابع عشر من أغسطس عام 1949, قام بها مجموعة من ضابط الجيش والذين كانوا قد ساعدوه في الانقلاب الذي قام به في 30 مارس 1949.
هؤلاء الضباط تحت قيادة العقيد سامي الحناوي، قاموا بإعدام الرئيس الزعيم ورئيس الوزراء محسن البرازي ولكن لم يتم قتل أحد آخر أثناء الانقلاب. ولا توجد على أي حال دلائل على مشاركة أي قوى خارجية في هذا الانقلاب. ومن الواضح أن هؤلاء الذين استولوا على الحكم كان يحركهم الحقد الشخصي للزعيم، وعدم رضاهم على فشله في تنفيذ وعوده لعمل إصلاحات في الجيش، ورغبتهم في نهاية الحكم المستبد الذي أسسه الزعيم.
الضباط الذين قاموا بالانقلاب على الفور بتحويل الحكومة إلى مجلس وزراء يتكون من مدنيين تحت رئاسة هاشم بك الأتاسي.
تؤكد الحكومة السورية الجديدة على الديمقراطية والشخصية المدنية على عكس الحكم العسكري الديكتاتوري الذي كان في فترة الزعيم وفي 11 سبتمبر 1949 الحكومة الجديدة أقرت قانون للانتخابات والتي تمنح حرية الانتخابات والتي سوف تقام في المستقبل القريب. وأكدت الحكومة شفوياً للمسؤولين الأمريكان أنهم يحترمون كل الالتزامات الدولية لسوريا، وأكدت بحزم على أن سوريا تقف في صف الديمقراطية الغربية ضد الشيوعية.
اعترف بالحكومة السورية الجديدة كل من حكومة تركيا، لبنان، تشيكوسلوفكيا وإسبانيا، الأرجنتين، أفغانستان وحكومة فنزويلا، استئناف العلاقات مع العراق والأردن الهاشمية, أما مصر والسعودية فلم تعترفا بعد بالحكومة الجديدة لكن الحكومة السعودية قالت إن موقفها من سورية موقف الصداقة.
وبالنظر إلى حالة التوتر التي تسود مؤخراً السياسة الداخلية لسورية فقرار منح الاعتراف لأي حكومة سورية سيتضمن مخاطرة أن هذا النظام الجديد لن يكون دائماً، ومع ذلك الحاجة للاعتراف لوجود استقرار معقول.
وعند الحكم على الوضع السوري الحالي فتقبل الشعب، واحترام الالتزامات الدولية قد تم تنفيذها حتى الآن.
وذكرت حكومتا بريطانيا العظمى وفرنسا أنهما على استعداد للاعتراف بالحكومة الجديدة وترغبا في تنسيق وقت الاعتراف مع الولايات المتحدة، وعدد من الحكومات الأخرى ترغب في فعل المثل.
استمرار التوقف المؤقت للعلاقات الدبلوماسية سيؤدي إلى مشاكل في إتمام المشاريع التي تهتم بها الدول الغربية.
استعدادات دبلوماسية لتسهيل عمل مهمة لجنة المسح الاقتصادي للمصالحة الفلسطينية على سبيل المثال لن يكون كافياً ليتولاها وفدنا في دمشق بدون اتصالات رسمية مع الحكومة الجديدة.
بالإضافة أني اعتبر إنه من مصلحتنا وأيضاً من مصلحة الشعب السوري أن تحافظ الحكومة المدنية الحالية على التحكم وتستمر في تنفيذ الانتخابات السلمية لتسمح بعودة الحكومة الدستورية، واعتراف القوى العظمى منح بلا شك تأثيراً راسخاً لوضع الحكومة الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك فالاعتراف المبكر سوف يعوق إمكانية ارتباك ممثلينا في تعاملهم مع الوفد السوري في الجلسات القادمة من التجمع العام للأمم المتحدة في نيويورك.
وبعد تقييم كل العوامل فأنا أقترح أن تعترف الولايات المتحدة بالحكومة السورية في خلال الأيام القادمة ونسأل أن تمنح السلطة للإدارة لتوجيه المفوضية الأمريكية في دمشق لأخذ الخطوات المناسبة للوصول إلى هذه النهاية.
وأخيراً:
إن القراءة التاريخية المتأنية لفترة الانقلابات العسكرية التي عصفت ببلادنا في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات من القرن الماضي وما رافقها من قتل واغتيال واعتقال ودسائس ومصالح دول كبرى في النفط... كل ذلك يشير بوضوح إلى ما نعانيه الآن من قتل وتدمير، وإن اختلفت الأدوات وأعيدت صياغة الحبكة بطرق عصرية وأكثر دموية! وكل ذلك ينطوي تحت عنوان كبير، الصراع على سورية، في الماضي كان الصراع على سورية واليوم الصراع في سورية، من أجل أمن "إسرائيل"، من أجل شركاتهم وأطماعهم على حد قول حسنين هيكل آنذاك "تبين.. أن القوة المحركة هي شركة البترول البريطانية – العراقية.."أو قول محمد سهيل العشي" كان الصراع على سورية هو، معركة بترول أولا ًوآخراً، بين السلطتين الأمريكية والبريطانية".
لنقرأ صفحات التاريخ جيداً، لنقرأ كتبهم ووثائقهم، فقد نعرف لماذا نحن نعيش هذه الأيام القاسية، وماذا يخططون وإلى ماذا يسعون!
المراجع : وليد المعلم (سورية (1918ـ 1958)، عبد الوهاب الكيالي (موسوعة السياسة)، مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية، صحف ومجلات وجرائد سورية ولبنانية قديمة، مواقع في نت ويوكيبيديا، الصراع على سورية باتريك سيل، محمد سهيل العشي " فجر الاستقلال في سورية "، مجموعة مقالات "نوزت طلعت الدهوكي"، أعاصير دمشق: فضل أبو منصور "،كتاب ملف الانقلابات في الدول العربية المعاصرة" نبيل خليل"، فضائية الجزيرة، فضائية الدنيا، مجلة الأزمنة ليوم 8-5-2012، بعض المصادر ذكرت في متن الحلقات، أرشيفي الخاص

شمس الدين العجلاني - أثينا 
alajlani.shams@hotmail.com