التفاؤل يظلّل اليمن: نحو تمديد الهدنة خلال أيام؟
أخبار عربية ودولية
الخميس، ٩ فبراير ٢٠٢٣
تشهد سلطنة عُمان، منذ أيام، حراكاً سياسياً مكثّفاً، توقّعت مصادر دبلوماسية يمنية مقرّبة من التحالف السعودي - الإماراتي، على خلفيّته، أن يعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، تمديد الهدنة في هذا البلد، والتحضير لجولة مفاوضات سياسية جديدة. ورأت تلك المصادر أن «الاتفاق على "التمديد" بات تحصيل حاصل بعدما جرى التوافق على فصْل الملفّ الإنساني (عن ذاك السياسي)، وتنفيذ التفاهمات بخصوصه تزامناً مع الخوض في الملفّات الأخرى». وأشارت إلى أن غروندبرغ، الذي زار مدينة عدن أوّل من أمس وغادرها في اليوم ذاته، عَرض، خلال لقائه رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، ما تمّ التوصُّل إليه من تفاهمات مع صنعاء، عبر الوسيط العماني، مشدّداً على ضرورة تقديم تنازلات لإنجاح العملية السياسية، بعدما كان قد اجتمع، الاثنين، برفقة المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في الرياض، بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، الذي يقود مفاوضات بلاده مع «أنصار الله».
من جهتها، أفادت مصادر مقرّبة من حكومة عدن، «الأخبار»، بأن التفاهمات التي جرى التوصّل إليها بوساطة عُمانية الشهر الماضي، سيُصار إلى التوقيع عليها من جانب العليمي، علماً أن «الرئاسي»، الذي يضع رفْع الحظْر عن تصدير النفط في سلّم أولوياته، كان لا يزال إلى وقت قريب، أقلّه في موقفه المعلَن، يرفض ربْط صرف رواتب الموظّفين بمبيعات النفط، مبرّراً ذلك بعدم امتلاكه الموارد الكافية لتغطية بند المعاشات بشكل دائم، وهو ما تصرّ حكومة الإنقاذ على عدم القبول به. وفي الاتّجاه "الإيجابي" نفسه، كان محافظ عدن الموالي لحركة «أنصار الله»، طارق سلام، قد تحدّث عن تطوّرات جديدة في المحادثات الجارية بخصوص الهدنة، لافتاً، في تغريدة عبر «تويتر»، إلى «وصول وزير الخارجية السعودي (فيصل بن فرحان)، والمبعوث الأميركي (تيم ليندركينغ) إلى مسقط، لوضع اللمسات الأخيرة على اتّفاق توسيع بنود الهدنة، ليشمل الرواتب ومطار صنعاء وميناء الحديدة وملفّ الأسرى وفتْح الطرق المغلَقة»، مضيفاً إن هناك ترتيبات تُجريها السلطنة للقاء يجمع وفدَي صنعاء والرياض قريباً قبل إعلان الاتفاق.
وتأتي هذه الأجواء "التفاؤلية" في وقت لا تزال فيه السعودية تحاول، من خلال المفاوضات، ربْط المطالب الإنسانية ببعض النواحي الأمنية والعسكرية. إذ بحسب أكثر من مصدر مطّلع، تحدّث إلى «الأخبار»، فإن وزير الخارجية السعودي ناقش مع الجانب العُماني، في أعقاب وصوله إلى مسقط الاثنين الماضي، إمكانية إقامة منطقة عازلة على امتداد الحدود اليمنية - السعودية، في مقابل إسهام بلاده في الدفع بعملية السلام إلى الأمام. وأكدت المصادر أن الجانبَين السعودي والأميركي «يضعان أمن المناطق الحدودية، وتأمين إمدادات النفط البحرية، على رأس قائمة اهتمامهما، ويعملان من أجل الدفع في اتّجاه وقف إطلاق النار»، وهو ما يراه مراقبون «قفزاً على الواقع، ومحاولة لإدامة الحصار، وإبقاء القوّات الأجنبية في جنوب اليمن».