«الجمعية الفلكية» تتوقع صيفاً مرتفع الحرارة.. الحرب والعقوبات الاقتصادية زادت من التلوث المناخي في سورية

«الجمعية الفلكية» تتوقع صيفاً مرتفع الحرارة.. الحرب والعقوبات الاقتصادية زادت من التلوث المناخي في سورية

أخبار سورية

الثلاثاء، ٩ مايو ٢٠٢٣

 محمد منار حميجو
أكد رئيس الجمعية الفلكية السورية محمد العصيري أن الصيف المقبل من المتوقع أن يشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة مقارنة بالصيف الماضي وذلك بمعدل زيادة درجة ونصف وسطياً عن معدلاتها وبالتالي فإنه من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة في بعض الأيام 40 درجة مئوية وفي المناطق الشرقية من الممكن أن تصل إلى 50 درجة مئوية.
وأعاد العصيري الأسباب التي تكمن وراء ارتفاع درجات الحرارة إلى مشكلة الاحتباس الحراري الذي يزيد من نسبة ثاني أوكسيد الكربون، مشيراً إلى أن هذه المشكلة حتى الآن موجودة ولم تتم معالجتها، علماً أن الكثير من الدول موقعة على معاهدة باريس الخاصة بالمناخ إلا أنها لم تلتزم بتعهداتها، وبالتالي فإن كل سنة يكون هناك ازدياد في ثاني أوكسيد الكربون ومن هذا المنطلق فإن أرقام درجات الحرارة في ازدياد ومن المتوقع أن ترتفع عن معدلاتها.
العصيري حذر من تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري بشكل كبير في حال لم يكن هناك معالجة لهذا الموضوع وخصوصاً أن مشكلة الاحتباس الحراري أدت إلى وجود امتداد فصلي الشتاء والصيف على حساب الربيع والخريف بمعنى أن فصل الربيع أصبح ظهوره أضعف مع امتداد فصل الشتاء وكذلك بالنسبة لفصل الصيف مع الخريف وهذا ما نشاهده حالياً، متوقعاً أن هذه الظاهرة من الممكن أن تزداد في حال لم يكن هناك معالجة لهذا الموضوع.
ولفت إلى أن هذه التحذيرات صادرة أيضاً عن الأمم المتحدة منذ العام الماضي وإلى أنها أعلنت حالة الطوارئ المناخية في حال لم يتم معالجة موضوع الاحتباس الحراري وبالتالي فإن العالم مقبل على كارثة بشرية تظهر تجلياتها في عام 2025 وتصل ذروتها في عام 2050 تشمل اضطرابات مناخية كبيرة واختفاء الفصول وضعف في الغطاء النباتي وغيرها من هذه المشاكل التي تظهر نتيجة الاحتباس الحراري.
وأشار العصيري إلى أن معالجة موضوع الاحتباس الحراري تحتاج إلى تعاون الدول، مضيفاً: نحن كجمعية ندعو إلى زيادة الغطاء الأخضر في سورية من خلال زراعة الأشجار والاهتمام بالبيئة أكثر، معرباً عن أمله بأن يكون هناك اهتمام من الجهات المعنية في زراعة الأشجار، ضارباَ مثلاً بإعادة زراعة الغوطتين في ريف دمشق وهي من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا الموضوع.
وبين العصيري أن سورية مازالت من أقل الدول تلوثاً، إلا أن الحرب على سورية زادت من نسبة التلوث المناخي خلال السنوات الماضية وذلك لأسباب عديدة منها العقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية التي أدت إلى منع دخول الكثير من وسائل التكنولوجيا المتطورة والأنظمة الحديثة التي تدخل في موضوع معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري وكذلك حرمان سورية من الحصول على الأموال من الدول الصناعية الكبرى باعتبارها من ضمن الدول الأقل انبعاثاً لغاز ثاني أوكسيد الكربون وفق معاهدة باريس للمناخ.
وأشار العصيري إلى أن من الأسباب التي أدت إلى زيادة نسبة التلوث المناخي في سورية قيام الإرهابيين بقطع الأشجار في المناطق التي كانوا فيها إضافة إلى استخراج النفط بطريقة غير شرعية.
ولفت إلى أن هناك تقصيراً من الكثير من الدول الصناعية التي تتسبب في انبعاثات كثيرة لثاني أوكسيد الكربون لم تقم بالتزاماتها للحد من انبعاث هذا الغاز والالتزام بكمية محددة وكذلك عدم دفع هذه الدول لمبالغ مالية للدول الأقل تسبباً في التلوث المناخي وفق معاهدة المناخ في باريس، معتبراً أنها من أحد الأسباب التي تزيد من مشكلة الاحتباس الحراري باعتبار أن هذه الدول الصناعية مستمرة في زيادة الانبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون.