الحميماتي.....مهنة مرذولة تكشف أسرار الناس وعوراتهم!!!

الحميماتي.....مهنة مرذولة تكشف أسرار الناس وعوراتهم!!!

الأزمنة

الأربعاء، ١٧ أكتوبر ٢٠١٢

حدث منذ فترة ليست بـ"بعيدة" أن قام أحد الأشخاص في إحدى مناطق ريف دمشق وأردى جاره قتيلاً بواسطة سلاح حربي وذلك على خلفية أن الاثنين يملكان ما يعرف بـ(كشة الحمام) حيث وقع خلاف بينهما نتيجة أن الأول وهو يقوم بإجراء تفقد يومي على طيوره وجد أن أحدها وهو المميز بالنسبة له مفقود وإثر عملية بحث عنه عثر عليه عند جاره فكانت حادثة القتل التي أثارت سخطاً عارماً في الوسط الذي وقعت فيه.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها على صعيد كشاشي الحمام حيث أن حوادث كثيرة وقعت في هذا المجال من المهن البعيدة كل البعد عن قوانين احترازية وضوابط تمنعها وتحد منها.
 وفي التقرير الذي أعدته (الأزمنة) عن هذه المهنة تبيّن أن كشاشي الحمام لا تقبل لهم شهادة وأقوالهم حتى لو كانت صحيحة فهي كاذبة بالنسبة للجميع وخاصة المقربون، كما أن (الحميماتية) ووفق أقاويل كثيرة لا تقبل شهادتهم في المحاكم المختصة فهم على حد المتعارف به مستعدّون لكي يحلفوا بكتاب الله مئة ألف يمين كاذب حتى يحرروا أسْر طير وقع في مصيدة أحدهم كما أن (كشاشي الحمام) على أهبة الاستعداد دوماً لإخفاء الحقيقة عن طير محتجز لديهم، باختصار الحميماتية (كاذبون وسلاحهم الكذب في سبيل النجاة) هذا بحسب الأقاويل والإشاعات التي تتردد عنهم، كما ساد مفهوم عن كشاشي الحمام ألا وهو أن لا أحد يقبل تزويجه لأنه "نسونجي" ويبذخ أمواله على ملذاته الشخصية.
ويؤكد أحد رجال الدين لـ"الأزمنة" أن الشريعة الإسلامية دعت إلى العناية بكلّ ظروف الكائنات الحيوانية فقال عليه الصلاة والسلام: (في كل كبد رطبة صدقة)، وقال: (لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها).
 وعليه اعتبر المجتمع الشرقي بحسب رجل الدين أن هذه الهواية مرذولة، ورفض معها عرف قبول شهادة هذا "الحميماتي"، وأنكر عليه أخلاقه التي تترافق مع هذه الهواية عادة.
ويتابع: "حتى لو علمت المحكمة أنه كشاش حمام، فهذا يعني إنه لا يمكن أن ننكر شهادته، باعتبار المواطنة أولاً والاعتبارات التي تحمل على قبول شهاداته.. لكن "العرف" هو الذي أسس لهذه النظرية، وهي مقبولة عرفياً، حملاً للناس على أن يقلعوا عن الكذب ويمتنعوا عن أكل الأموال بينهم بالباطل.
وفيما يخص شهادة الحميماتي(الكشاش) في المحكمة وقبولها يقول المحامي الأستاذ سامر سكيف:"لا يقبل القاضي شهادة الحميماتي مع إنه لا يوجد نص قانوني يمنع شهادته، ورد شهادة الحميماتي قضية قديمة".
أما أساتذة علم الاجتماع فقد أكدوا تأثير هواية "كش الحمام" على الأسرة والعلاقة مع الجوار، حيث يتوقف هذا الأمر على طبيعة العلاقة التي تربط كشاش الحمام مع أسرته إذ هناك زوجات مقتنعات بما يفعله أزواجهن في هذه الحالة لن تكون هناك مشكلة معينة في الأسرة، أما العلاقة مع الجوار، في حال لا ترغب الزوجة في امتلاك الطيور، فمن الممكن أن تحدث مشاكل بينها وبين زوجها، إذاً لا نستطيع أن نحكم بشكل مطلق وقطعي بين علاقة الزوج مع زوجته.
وعن تأثير هذه المهنة على شخصيته أكد باحثون نفسيون سوريون أن الإنسان دائماً ما ينجذب إلى الأشياء وفقاً للقوى المؤثرة فيه، في حال كانت علاقته وثيقة مع الجيران، بالطبع عندما يشعر أنه يتأذى من الطيور، سيخفف من هذه الظاهرة القائمة، أما في حال كانت العلاقة سيئة مع الجوار، فمن الممكن أن يجد الطيور ملاذاً وحيداً للتخفيف من حدة الظاهرة القائمة.
إذاً مستوى الحاجات النفسية والمعنوية التي حققها مع الطيور، تتوقف على طبيعة العلاقة التي يقيمها مع الآخرين.
الجدير بالذكر أن (الحميماتية) كثيراً ما يعتلون سطوح المنازل والأماكن المرتفعة، فتشكف لهم عورات الناس، وتكشف أسرارهم؛ ما جعل الناس يرفضون مثل هذه الهواية وذلك لما فيها من كشف لعيوب الناس واطلاع على أسرارهم، ولما فيها من كذب وبهتان يرافق صاحب هذه الهواية غالباً".

أسعد جحجاح