الطلاق والأمن الأسري.. بقلم: د. فاطمة عبدالله الدربي
تحليل وآراء
الأربعاء، ٢٨ يوليو ٢٠٢١
تعتبر العلاقة بين الزوجين من أوثق العلاقات، وينبغي على الزوجين المحافظة على هذا الكيان الجديد. فالأصل في الزواج الاستمرار والاستقرار في العلاقة بين الشريكين، ودوام المودة والرحمة والتعاطف بينهما، حتى يستقيم المعنى الحقيقي له، ويتحقق الأمن الأسري، ويتواصل العطاء لإمداد المجتمع بالنسل الصالح، وهذا ما يجب أن يكون في قلب وعقل كل شخص مقبل على الزواج، لأنه بالتأكيد لا يمكن أن يفكر في زواج وطلاق في الوقت عينه. لو وضع الزوجان الخلافات الأسرية في كفة وآثار الطلاق في كفة أخرى، لبان لهما الأمر بوضوحٍ أكثر.
تظل قضية الطلاق واحدة من القضايا التي طرحت نفسها بقوة خلال الفترة الماضية، ويبدو أنها تزداد انتشاراً في مجتمعاتنا العربية، والطلاق هو أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة والآثار السلبية التي تنعكس على الأطفال.
هناك ما يسمى بالطلاق الآمن الخالي من المشاحنة والذي يضمن السلامة المجتمعية ومحاولة لإعادة صياغة الحياة بشكل آخر لتتحقق المصلحة لكافة الأطراف، فالطلاق ذاته ليس مشكلة وإنما هو حل لمشكلة تفاقمت حتى أصبح من الأصلح للزوجين الانفصال حفاظاً على نفسية الأسرة واستقرارها. معظم حالات الطلاق اليوم يمكن تداركها والقليل منها فقط يستوجب الفرقة. وإذا لم يتمكن الزوجان من الحفاظ على رباط الزوجية، واستحالت حياتهما والمعاشرة بالمعروف، فإن الحد الأدنى من الاتفاق بينهما النظر إلى أولادهما الذين ليس لهم ذنب ولا جريرة مما حدث بين والديهما من اختلاف، ويجب أن يتفقا على ما يصلح شأنهم، بحيث يرسمان سوياً صورة حياة أبنائهما، وإرسال رسالة واضحة لهم، مفادها أن كلا الأبوين فيهما من الصفات الحسنة حتى وإن لم يواصلا معيشتهما سوياً.