المغرب في اليوم الثاني: الضحايا يتجاوزون الألفين... وخسائر الكارثة تتكشّف
حوادث وكوارث طبيعية
الأحد، ١٠ سبتمبر ٢٠٢٣
يشيّع المغرب، اليوم، ضحايا الزلزال العنيف الذي دمّر جزءاً كبيراً من البلاد، وأودى، حتى الآن، بحياة أكثر من ألفي شخص، وفق حصيلة رسمية من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث. ويعتبر هذا الزلزال الأكثر دموية في المغرب، منذ ذاك الذي دمّر مدينة أغادير، على الساحل الغربي للبلاد، في 29 شباط 1960، ولقي خلاله حوالى 15 ألف شخص، أي ثلث سكان المدينة، حتفهم.
والزلزال الذي وقع ليل الجمعة - السبت، كان بقوة 7 درجات، بحسب «المركز المغربي للبحث العلمي والتقني» (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، وهو أقوى زلزال تمّ تسجيله في المغرب على الإطلاق. وأعلنت وزارة الداخلية، مساء السبت، أن الكارثة أسفرت عن ألفين و12 قتيلاً، وألفين و59 جريحاً، بينهم ألف و404 حالاتهم خطرة.
وتعدّ ولاية الحوز مركز الزلزال والأكثر تضرّراً، حيث سقط 1293 قتيلاً فيها، تليها ولاية تارودانت التي سقط فيها 452 قتيلاً. كما دمر الزلزال في هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غرب مدينة مراكش السياحية، قرى بأكملها.
«سنوات من المساعدات»
في أعقاب الكارثة، أعلن مجلس الوزراء الملكي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، فيما أعرب زعماء العالم عن صدمتهم وتعازيهم.
وعرضت عدة دول، من بينها وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، المساعدة، فيما فتحت الجزائر، التي تربطها علاقات متوترة مع المغرب، مجالها الجوي المغلق منذ عامين، أمام الرحلات الجوية التي تحمل المساعدات الإنسانية والجرحى. من جهته، قال البنك الدولي إنّه عرض «دعمه الكامل للبلاد».
ووفقاً لـ«الصليب الأحمر الدولي»، فإنّ احتياجات المغرب من المساعدات «هائلة». وحذر مدير «الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسام الشرقاوي، من أنّ «الأمر لن يستغرق أسبوعاً أو أسبوعين (...)، إننا نتوقّع أن تستمر الاستجابة للأزمة أشهراً، بل ربما سنوات».
ومن بين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماماً، قرية تفغاغت الواقعة على بُعد حوالى 50 كيلومتراً من مركز الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوب غرب مراكش. إذ أصبح من النادر رؤية أبنية لا تزال قائمة فوق تراب تلك القرية الجبلية.
ومساءً، بثّت قنوات تلفزيونية لقطات جوية تظهر قرى بأكملها وبيوتها الطينية في منطقة الحوز مدمّرة بالكامل، فيما أعلنت وزارة الداخلية، مساء أمس، أنّ «السلطات العامة لا تزال في حالة استنفار لتسريع عمليات الإنقاذ والإخلاء للمصابين».
وفي مراكش، امتلأت شوارع الملاح، الحي اليهودي التاريخي، بالحطام. وقضى العشرات ليلتهم الثانية في العراء، خوفاً من انهيار منازلهم المتضرّرة.
وتقول فاطمة ساتر (62 عاماً)، وهي من السكان لوكالة «فرانس برس»: «أنظروا أين ينام كلّ هؤلاء الناس، لا يوجد أيّ مساعدة لنا، منازلنا متصدّعة، وأخرى مدمّرة مثل منزل ابنتي، إنها فوضى».
بدورهم، شعر سكّان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال، حيث خرج العديد من السكان المذعورين إلى الشوارع عند منتصف الليل، خوفاً من انهيار منازلهم.