الهندي: كثرة إقامة البطولات والدورات العالمية هي

الهندي: كثرة إقامة البطولات والدورات العالمية هي "بزنس" لتكبير حجم السوق وزيادة التسويق والأرباح

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ١٥ أغسطس ٢٠٢٣

على مدى أربعة أيام أقام اتحاد الصحفيين / لجنة الصحفيين الرياضيين في سورية بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة ومركز الاتحاد للتدريب الإعلامي UCMT ورشة الإعلام المركزية بمشاركة أكثر من 50 دارساً ودارسة من كوادر اتحاد الشبيبة.
وتمحورت عناوين المحاضرات حول صفات الصحفي الرياضي الناجح والصحافة الرياضية الاستقصائية وإعداد وتقديم البرامج الرياضية والمراسل الصحفي والسوشال ميديا والإعلام الجديد وتمكين الشباب للمستقبل المهني في ظل التطور التكنولوجي وفن تحرير الأخبار الرياضية وأهمية الصورة في الخبر الرياضي والتحقيق الصحفي وصياغة التقرير الرياضي والعمود الصحفي الرياضي.
وفي محاضرته حول الإعلام الرياضي والتسويق استعرض الزميل صفوان الهندي سفير النادي الدولي للإعلام الرياضي في سورية أهمية وشعبية الرياضة وأنها واحدة من أكثر الصناعات ربحية اليوم وأنّ الناس على استعداد لإنفاق المال من أجل الذهاب لمشاهدة الأحداث الرياضية والإنفاق على المنتجات التي يؤيُدها الرياضيون ولذلك استغلّ المسوقون شعبية الرياضة وجعلوها محور الحملات التسويقية لمنتجاتهم.
وأشار الزميل الهندي إلى أنه لم يعد التنافس في الرياضة وكرة القدم تحديداً يقتصر على إحراز البطولات والتتويج بالألقاب فحسب، بل تحول إلى سوق مالية قائمة بذاتها، مدارها الظفر بأضخم عقود الإعلانات واستقطاب شركات الرعاية والسباق نحو الفوز بأغلى صفقات اللاعبين,ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ التسويق الرياضي والإعلام الرياضي له مواسم تختلف, يعني عندما تكون هناك دورة أولمبية أو كأس عالم يصبح الإعلام والتسويق قوياً وينشط ,ولذلك كثرة إقامة البطولات والدورات العالمية الكبرى توجد فيها حركة ذكية, رغم أنها مرهقة للأداء الرياضي إلا أنها بشكلها الحالي عبارة عن بزنس لتكبير حجم السوق وزيادة التسويق والأرباح.
وأضاف الهندي إلى أنه تعتبر عملية بيع تذاكر المباريات من أهم مصادر الدخل المالي لها، لذا تحرص أندية كرة القدم على توسعة ملاعبها، فكلما كان عدد الحضور أكبر، كان العائد المادي من التذاكر أضخم وسعر التذكرة يتضاعف في البطولات الكبيرة مثل نهائي دوري أبطال أوروبا، إذ تراوح سعر التذكرة 70-600 يورو حسب الفئة، ولكل نادٍ عدد معين من التذاكر,وهناك أيضاً حقوق البث التلفزيوني إضافة لامتلاك العديد من أندية كرة القدم متاجر إلكترونية ومتاجر بشكلها العادي تقوم من خلالها ببيع منتجاتها من الملابس والمستلزمات الرياضية، فتجني أرباحاً إضافية، أو من نشاطات على هامش أيام المباريات، مثل بيع الطعام والشراب، كما تدشن بعض الأندية الكبيرة متاحف تستعرض فيها ألقابها ومقتنياتها التاريخية، وتربح من خلال تذاكر دخولها,وهناك بيع اللاعبين فبينما تفضّل الأندية الكبيرة التعاقد مع نجوم مميزين بمبالغ ضخمة، فإن الأندية الأقل ثراءً تعتبر عملية بيع وشراء اللاعبين مصدراً مهماً لإنعاش خزائنها وعلى جانب آخر، تنتهج الكثير من الأندية سياسة تعاقدات قائمة على ضم مواهب شابة بمبالغ ضئيلة، ثم بيعهم بمبالغ أكبر في وقت لاحق بعد اكتسابهم مزيداً من الخبرة والشهرة.
واستعرض الهندي بالأرقام دور وسائل التواصل الاجتماعي التي غيّرت حياة الناس وبدلت طريقة تفاعلهم مع المجتمع كما أنها قدمت طرقًا أسرع وأكثر فاعلية لاستهلاك الأخبار وأنواع أخرى من المعلومات ويعزو الخبراء الزيادة في شعبية وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاستخدام الواسع للهواتف المحمولة بسبب ما يقرب من 5 مليار مستخدم يستخدمون الهواتف المحمولة للوصول إلى منصات الوسائط الاجتماعية المفضلة لديهم وأنه من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على الإعلانات الرقمية إلى 682 مليار دولار في عام 2023 كما أن سوق الرياضة العالمي نما من 486.61 مليار دولار في عام 2022 إلى 512.14 مليار دولار في عام 2023 بمعدل نمو سنوي بنسبة 5.2٪ ومن المتوقع أن ينمو سوق الرياضة إلى 623.63 مليار دولار في عام 2027 
وتحدث الزميل الهندي عن بطولة كأس العالم التي تنظم مرة كل أربعة أعوام هي المصدر الرئيسي لإيرادات الاتحاد الدولي لكرة القدم أو بالمعنى الأدق مصدر ثراء الفيفا حيث يوفر المونديال عائدات بأكثر من ستة مليارات دولار، معظمها من حقوق البث التلفزيوني وحقوق التسويق والتذاكر، لأغنى اتحاد رياضي في العالم وفي المقابل، تبلغ تكاليف إقامة المونديال نحو ملياري دولار ويعيد الاتحاد الدولي توزيع أرباحه على المنتخبات المشاركة في كأس العالم، والأندية التي تحرر لاعبيها لخوض غماره، ويعيد استثمار جزء كبير في تطوير كرة القدم من خلال المنح إلى الاتحادات الوطنية وسيزداد عدد المشاركين في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخباً بداية من نسخة 2026من أجل جذب مزيد من المال للفيفا وأيضاً للفرق المشاركة.
كما تحدث الزميل الهندي عن تجربة السعودية وإطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية في المملكة، الذي يهدف بالمرتبة الأولى إلى تطوير كرة القدم  في المملكة بشكل عام، ومنافساتها في البلاد والوصول بالدوري المحلي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم ورفع معدل ممارسة الرياضة في المجتمع لتصل إلى مليون رياضي سعودي بنسبة 40%، خلال الـ15 عاماً المقبلة بدلاً من 13% في الوضع الحالي كما استعراض موضوع التعاقد مع اللاعبين النجوم فوق عمر 30 عاماً للدوري السعودي وفائدة ذلك في زيادة دخل الأندية من خلال بيع قمصان اللاعبين، وزيادة الأرباح من الحضور الجماهيري الكبير والزيادة في عدد المشاهدات حول العالم، ما يسهم في تقدم الدوري السعودي ليصبح من أكثر 10 أندية متابعة حول العالم.
وختم سفير النادي الدولي للإعلام الرياضي في سورية محاضرته بالحديث عن تجربته في تغطية أولمبياد طوكيو 2020 وكيف قام بالتسويق الناجح إعلامياً للمشاركة السورية فيه وكيف حظيت البعثة السورية باهتمام إعلامي كبير من مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية.