خلافات مستعرة بين ريال مدريد وبرشلونة

خلافات مستعرة بين ريال مدريد وبرشلونة

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٢٠ أبريل ٢٠٢٣

اشتعلت الخلافات بين قطبي كرة القدم الإسبانية، وأشهر ناديين في العالم، مجدداً، بعد سنين طويلة ظلت علاقتهما محكومة بهدنة غير معلنة، وتقاربا أكثر بعد أن توحدت أهدافهما بإنشاء دوري السوبر الأوروبي.
إلا أن القضية المعروفة إعلامياً باسم قضية "نيغريرا"، التي اتهم فيها نادي برشلونة بدفع مبالغ مالية إلى نائب رئيس لجنة الحكام الإسبانية السابق، أعادت تفجير الأزمة الأزلية بين الناديين، وذهبت بهما لتبادل التهم علانية، وبشكل رسمي، خاصة في ما يتعلق بأيهما "نادي النظام".
وخلال مؤتمره الصحافي الأخير، فتح رئيس نادي برشلونة، خوان لابورتا، النار على منافسه الأزلي ريال مدريد، واصفاً إياه بـ"نادي النظام"، الذي لطالما كان مفضلاً من قبل حكام المباريات، وأنه أكثر من استفاد من التحكيم.
وخلال حديثه، هاجم لابورتا مدريد أكثر مما دافع عن فريقه، فقال: "أريد أن أشير إلى أن أحد الأندية قرر من تلقاء نفسه المثول أمام القضاء عند حدوث المحاكمة"، وأكمل مهاجماً الفريق الملكي: "نادٍ يقول إنه يشعر بالظلم، ريال مدريد الذي تم تفضيله تاريخياً من خلال قرارات الحكام، تاريخياً وحالياً". وبيّن لابورتا، في مؤتمره الصحافي، أن نادي ريال مدريد لطالما كان قريباً من السلطة السياسية والمالية في إسبانيا، لذلك هو فريق النظام". وأضاف: "على مدى سبعة عقود، كانت الغالبية العظمى من رؤساء اللجنة الفنية للحكام أعضاء سابقين، أو لاعبين، في ريال مدريد". وتابع أنه، ومنذ 70 عاماً مضت، كان اللاعبون السابقون في ريال مدريد هم من يقومون بتعيين الحكام لإدارة المباريات، واصفاً ادعاءات ريال مدريد، وتدخله في هذه القضية، بأنها "وقاحة غير مسبوقة، خلعت عنهم أقنعتهم".
رد فوري:
بصورة غير مسبوقة، قرر نادي ريال مدريد الرد على برشلونة، عبر منصاته المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر فيديو يسرد فيه حكاية برشلونة مع الديكتاتور الإسباني السابق فرانكو، الذي لطالما اتهم بأنه يحابي نادي ريال مدريد. وسخرت الحسابات الرسمية للميرينغي من كلام لابورتا، عندما نشرت جزءاً من خطابه الذي كال فيه التهم لناديها، وعلق الملكي بالقول: "أحسنت!.. نريدها أيضًا باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية، نريد عشرة إصدارات مع ترجمة بمجموعة من اللغات".
أما الفيديو، فقد بين فريق النظام من وجهة نظر مدريد، الذي قال إن برشلونة كان على علاقة وثيقة بفرانكو، رغم زعمه عكس ذلك، فقد افتتح الوزير العام للجنرال فرانكو ملعب الكامب نو الخاص ببرشلونة، وأنقذه فرانكو نفسه من الإفلاس ثلاث مرات، كما أن برشلونة قام في ذلك العصر بمنح فرانكو شارةً من الذهب والألماس، وأعلنه شريكاً فخرياً في النادي عام 1965.
وجاء في الفيديو، أيضاً، أن برشلونة كرم فرانكو في ثلاث مناسبات، وأنقذه هو من الإفلاس ثلاث مرات بتدخل مباشر منه، وفاز نادي برشلونة بالدوري ثماني مرات، وبكأس الملك تسع مرات في عصر فرانكو، بينما احتاج مدريد 15 عاماً في ذلك العصر ليحقق لقب الدوري، وتفكك النادي بذلك الزمان بسبب الحرب الأهلية، ونفي لاعبون كثيرون منه، وتوفي آخرون، واختفى مقرهم إثر تعرضه للقصف، وسرقت جوائزهم، ودمرت مدرجات ملعبهم القديم. واختتم الفيديو بطرح سؤال واضح: "إذن من فريق النظام؟".
 
ودخلت حكومة كاتالونيا على خط الأزمة بعد هذا الفيديو، فقد ظهرت المتحدثة الرسمية باسم حكومة كاتالونيا، باتريسيا بلايا، في مؤتمر صحافي، نقلته صحيفة "ماركا"، الإسبانية، وطالبت نادي ريال مدريد بحذف هذا الفيديو، الذي قالت عنه إنه تصرف غير مسؤول، وإهانة لآلاف الأشخاص الذين عانوا في ظل نظام فرانكو، ومن بينهم نادي برشلونة، قائلة: "إن نادي ريال مدريد تجاوز الخطوط الحمراء بهذا الفيديو، ويتوجب عليه الاعتذار فوراً"، وهو الأمر الذي لم يفعله ريال مدريد حتى الآن.