عالم الفن في سورية 2014...نجوم انطفأت وبقي نورها... وفنانون دخلوا عالم النجومية وآخرون غابوا لأسباب عديدة
فن ومشاهير
السبت، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
ساعات قليلة نودع بعدها عام 2014 بلحظاته الحلوة والمرّة ليسدل الستار على 365 يوماً كانت حافلة بالنشاطات الفنية، لنستقبل عاماً آخر نأمل أن يكون أفضل من سابقه على الصعد جميعها.
وشهد العام المنصرم إنتاج عدد كبير من المسلسلات، عُرض النصيب الأكبر منها في شهر رمضان الكريم، إلى جانب عدد من الأعمال عُرضت خارج الشهر الكريم.
وما زالت الدراما السورية محافظة على مكانتها على الشاشات العربية، وإن كانت طبيعة الموضوعات المطروحة قد انحدرت بطريقة تقديمها وتناولها، ولا شك في أن المحافظة على الكم أثر على الكيف وأدى إلى تدهور المستوى الأخلاقي والثقافي، من خلال السهام الملوثة التي نقلت الصورة السوداوية وإن كانت تمت للواقع، فليس كل قبيح يُنقل للشاشة.
في الوقت ذاته، هنالك فنانون غادرونا إلى غير رجعة شكلوا خسارة لا تعوض لدرامانا، وآخرون استقبلوا مواليدهم الجدد ومنهم من احتفل بزفافه أو خطوبته.
«الوطن» رصدت لقرائها أهم ما جاء في عام 2014 من خلال السطور التالية:
28 عملاً
تفوقت الدراما السورية على نفسها وعلى ظروفها الصعبة ونجحت بإنتاج 28 مسلسلاً هذا العام، وهو العدد ذاته الذي أنتجته العام الماضي.
من بين هذه الأعمال، ستة أعمال شامية، إضافة إلى أحد عشر عملاً اجتماعياً ومثلها كوميدياً، في حين ابتعدت هذا العام عن السياسة بعكس العام الماضي.
وفيما يتعلق بالمسلسلات فقد نجح الثنائي ممدوح حمادة والليث حجو في صنع الضحكة في الزمن المظلم عبر «ضبوا الشناتي» الذي جمع نجوماً متمرسين.
ورغم انخفاض مستوى النصوص التي حاولت ملامسة الأزمة السورية إلا أن نجوم «بقعة ضوء10» جنبّوا مسلسلهم الحرج بأدائهم العفوي والمعتاد، فكان للعمل نصيب كبير من المتابعة.
وشكّل هذا العام انعطافاً مهماً في الأعمال الشامية من خلال الإشارة إلى الكثير من الحقائق المضيئة في تاريخ أقدم عاصمة مأهولة في العالم فكسرت النمطية المملة وقاربت الحقيقة، وللمرة الأولى تطرح مواضيع جديدة ويعطي للمرأة الشامية حقها، كل ذلك تجسد في «طوق البنات» و«بواب الريح»، و«الغربال»، في حين استمر «باب الحارة» بنهجه الفانتازي الشامي.
«قلم حمرة» ورغم أهميته إلا أنه لم يحظ بالمتابعة بسبب عرضه على قناة واحدة مغمورة، أما «حمّام شامي» الكوميدي الشامي فلم يواز الطموحات إثر عرضه على الشاشات المحلية فقط.
ونظراً لاكتفائها بالشاشات المحلية وبعض الظروف الأخرى، فإن أعمال المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني لم تلق المتابعة المأمولة، فوقع «القربان» في فخ الإخراج الكلاسيكي وهشاشة النص، أما «الحب كله» ورغم تنوع خماسياته الست إلا أنه بقي تحت الظل.
ويتشابه مسلسلا «خواتم» و«صرخة روح2» بمداعبة الغرائز لدى المشاهد من خلال المثابرة على الترويج للدعارة والخيانة الزوجية فكانا بعيدين جداً عن الأجواء الرمضانية.
ولا تستحق العديد من الأعمال الكثير من الكلام لأنها سقطت منذ حلقاتها الأولى، منها «حلم ولا بعلم»، و«رجال الحارة».
من ناحية ثانية، ولأسباب تتعلق بضعف التسويق وتدني المستوى الفني فقد حُرمت سبعة أعمال دفعة واحدة من الظهور على الشاشة، منها «انسى همك»، و«بلاستيك»، و«حكي نسوان»، و«شركة ضايعة».
أما «ما وراء الوجوه» فقد أجل بقرار من الشركة المنتجة، في حين لم يحظ «منعطفات» بفرصة عرض بسبب تأخره في التصوير، وللعام الثاني على التوالي يبقى «العبور» في الدروج دون عرض.
غياب وعودة
تعددت الأسباب والغياب واحد، هكذا سجل الموسم الدرامي المنصرم غياب الكثير من النجوم البارزين.
تعد النجمة سلاف فواخرجي أبرز الغائبات، حيث قدّمت عاماً سينمائياً بامتياز عندما فرّغت موهبتها للفن السابع عبر بطولة فيلمي «بانتظار الخريف» مع جود سعيد، و«الأم» مع باسل الخطيب، غير أنها لم تقتنع أيضاً بالعروض الدرامية المقدمة خاصة أنها حريصة دوماً على المحافظة على مستوى راق لا تحيد عنه.
بدوره فإن النجم قصي خولي انشغل كلياً بتصوير المسلسل المصري التاريخي «سرايا عابدين»، في حين اكتفت سوزان نجم الدين بالمسلسل الخليجي «وش رجعك».
جيهان عبد العظيم قضت معظم وقتها في مصر بأدائها دور البطولة في مسلسل «قلوب» في أول اقتحام لها لدراما «المحروسة»، أيضاً نسرين طافش انشغلت بالمسلسلين العربيين «تحالف الصبار»، و«حلاوة روح».
أما جومانة مراد وفراس إبراهيم وزهير عبد الكريم ولمى إبراهيم فقد غابوا تماماً عن المشهد الدرامي هذا العام.
واللافت هذا العام غياب العمالقة المخضرمين أمثال أسعد فضة الذي اكتفى بالمشاركة في «وش رجعك»، أما سامية الجزائري ورغم تفوقها بالكوميديا إلا أنها لم تجد مكاناً سوى في المسلسل اللبناني «زفة».
بدورها فإن نجاح حفيظ استمرت بالغياب عاماً آخر، في حين ثناء دبسي غابت للعام الثاني على التوالي.
كما أن سمر سامي التي غابت ثلاثة أعوام وعادت العام الماضي عبر «منبر الموتى» غابت عن الشاشة الرمضانية، وبالنسبة لمها المصري فإنها كانت حاضرة على الشاشة عبر مسلسل «حمّام شامي» الذي أنتج العام الماضي لكنها لم تشارك في أي عمل هذا الموسم.
على الجانب الآخر، شهد العام عودة محمودة للعديد ممن غابوا الأعوام السابقة، وتتصدر أمل عرفة المشهد الدرامي كأفضل ممثلة بعد غيابها العام الماضي.
وكعادته، تألق عبد المنعم عمايري بأدوار مميزة في «بقعة ضوء10»، و«خواتم»، و«الغربال».
بدورها فإن كاريس بشار وبعد أن عادت من أميركا، أطلت عبر «قلم حمرة»، و«خواتم»، في حين عادت أناهيد فياض إلى حارة الضبع عبر «باب الحارة6» بعد غياب ثلاث سنوات، ومثلها عادت دينا هارون عبر بوابة «الحب كله» بخماسية واحدة بعد غياب عامين.
أما أيمن زيدان المطالب دوماً بالأفضل فقد عاد وشارك في «صرخة روح2»، و«باب الحارة6»، في حين ولسوء حظه تأجل عرض عمله «ما وراء الوجوه».
كما أن عام 2014 شهد غياب الكثير من المخرجين، على رأسهم هشام شربتجي الذي بقي ملازماً منزله للسنة الثانية على التوالي.
أما باسل الخطيب فقد ارتأى التفرغ لمشروعه السينمائي «الأم» بعد نجاحه في الأول «مريم» علماً أنه يتحضر للعودة إلى الدراما هذا الموسم.
ولأنه اختار إنتاج مشروع سينمائي ضخم يرصد قصة تأسيس المملكة السعودية بفيلم «ملك الرمال» فإن نجدت أنزور لم يجد الوقت الكافي للدراما.
وللسنة الثانية توالياً تغيب رشا شربتجي، أما سامر برقاوي فقد حضر على الشاشة بالمسلسل العربي المشترك «لو» وغاب عن الدراما المحلية.
كذلك غاب سمير حسين، وأسامة الحمد، ومصطفى برقاوي، ومهند قطيش، وفراس دهني، ورضوان شاهين.
عشرة راحلين
خسرت الدراما السورية هذا العام عشرة فنانين دفعة واحدة، علماً أنها فقدت العام الماضي ثمانية.
بداية، لم يمر سوى أربعة أيام من انطلاق العام حتى غيّب الموت الفنان الشاب طارق عيسى (23 عاماً) بعد صراع مع مرض عضال، وهو من أهم المواهب التي أبرزها ياسر العظمة في سلسلته «مرايا»، في حين تعود آخر مشاركاته إلى «زمن البرغوت»، و«بقعة ضوء8»، و«رجال العز».
بعدها بأسبوع واحد، حصد العام ثاني الفنانين ففارقت عهد فنري الحياة عن عمر ناهز الـ(53 عاماً)، علماً أنها المتخرجة من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1981، وقد توزعت أعمالها بين الإذاعة والمسرح والتلفزيون، ومن أعمالها الدرامية (كوم الحجر)، و(باب الحديد)، و(أسير الانتقام)، و(هدوء نسبي)، و(باب المقام)، و(كليو باترا).
وقبل أن ينتهي الشهر خسرت الدراما السورية ثالث فنانيها، فشيعت محمود عبد العزيز أحمد إلى مثواه الأخير، وقد تنوعت أعماله بين المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون، ومن أعماله الدرامية «سيرة آل الجلالي»، و«إخوة التراب»، و«الموت القادم من الشرق»، و«الفراري»، و«رمح النار»، و«سحر الشرق»، و«أحلام لا تموت».
وحصد الشهر الثالث الكبير وفيق الزعيم متأثراً بمرض السرطان عن عمر (54 عاماً)، أما أهم مسلسلاته فهي: حارة نسيها الزمن، وحمام القيشاني، والداية، وحد الهاوية، وكوم الحجر، وخالد بن الوليد، لكنه قبل رحيله بسنوات، أكد أن «باب الحارة» هو المسلسل الذي أعاد اكتشافه، لكنه لم يكن قادراً على الظهور بجزءيه السادس والسابع لشدة مرضه.
بعد ذلك، وفي منتصف شهر نيسان وبعد مسيرة فنية دامت خمسين عاماً، فارق عبد الرحمن آل رشي الحياة عن عمر ناهز الـ83 بعد مرض في رئتيه.
ويعد الراحل القدير من أبرز مؤسسي الدراما السورية وقد أثراها بأكثر من مئة عمل، منها: نهاية رجل شجاع، والعبابيد، وغضب الصحراء، وبقعة ضوء، وباب الحارة، وأهل الراية، والخوالي، والظاهر بيبرس، وبيت جدي، وخالد بن الوليد، والقعقاع، وراس غليص، وأهل المدينة، وجواهر، وإخوة التراب، في حين يعتبر «الغربال» الذي عرض في رمضان الماضي آخر أعماله.
بعد 15 يوماً، شيعت الأوساط الفنية الفنان القدير رياض شحرور عن عمر ناهز الـ78 عاماً، قضى أكثر من نصفها في عالم الدراما والمسرح، وقد أسس الراحل أول فرقة مسرحية عام 1955 وكان يعرض مسرحياته في البيوت العربية القديمة وقد تتلمذ الكثير من الفنانين في مسرحه، ووصف بخفة الدم من خلال أدواره الكوميدية وهو عضو في المسرح القومي ومن مؤسسي نقابة الفنانين بدمشق، وله الكثير من الأعمال الكوميدية المعروفة، أشهرها: عيلة خمس نجوم، ويوميات مدير عام، والدغري، ودنيا، وبقعة ضوء، وأحلام أبو الهنا، وقلة ذوق وكترة غلبة.
وجاء خبر مقتل سوزان سلمان صادماً في أواخر الشهر السادس بعد تعرض منزلها لقذيفة غادرة أطلقها مسلحون على حي باب شرقي بدمشق، علماً أنها من مواليد 1983، وهي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، برصيدها العديد من الأعمال المسرحية والدرامية، آخرها «الحب كله»، و«نيو يوك» في رمضان الماضي.
وفي مطلع شهر تموز توفي الفنان القدير أدهم الملا في دمشق عن عمر ناهز الـ82 عاماً متأثراً بنوبة تنفسية بعد إصابته بمرض عضال، وقد تميز بأعماله الشامية آخرها «باب الحارة»، وقبلها «أيام شامية»، و«ليالي الصالحية»، و«حمّام القيشاني» وغيرها، إضافة إلى مشاركاته في عدة أعمال مهمة منها «مرايا»، و«حي المزار»، و«خلف الجدران»، و«صلاح الدين الأيوبي»، علماً أنه والد المخرجين بسام ومؤمن الملا.
وحصد شهر تشرين الأول الماضي عميد الفنانين السوريين تيسير السعدي عن عمر 97 عاماً، وهو أحد أهم مؤسسي الفن السوري إذاعياً وتلفزيونياً وحتى مسرحياً.
وقبل نهاية شهر تشرين الثاني بأسبوع واحد، ودعت الدراما السورية آخر راحليها، وهو الفنان عصام عبجي الذي توفي عن عمر 65 عاماً إثر نوبة قلبية مفاجئة، ومن أهم أعماله «عودة غوار»، و«باب الحارة»، و«عيلة 5 نجوم». وإضافة إلى وفاة عشرة فنانين سوريين، فقد فجع ستة آخرون بوفاة أحد والديهم.
فتوفي والد الكاتب والممثل رافي وهبي دون ذكر أية تفاصيل، أما محمد خير جراح فقد أعلن عن وفاة والدته متأثرة بمرضها، وبعد شهر واحد على احتفاله بزفاف ابنته، فجع عباس النوري بوفاة والده «الحاج توفيق» عن عمر يناهز التسعين عاماً في باب توما بدمشق، وأعلن عدنان أبو الشامات المقيم في الإمارات العربية المتحدة عن وفاة والده، ونعى علاء قاسم وفاة والده متأثراً بمرضه، وعلى لسان ليليا الأطرش تم الإعلان عن وفاة والدة الفنانة المعتزلة نورمان أسعد.
عرسان الدراما
لم تمنع الظروف الصعبة الفنانين السوريين من إعلان الأفراح وإشهار خطوبتهم وزواجهم.
فبعد شهرين على خطوبته، أصبح مصطفى الخاني عريساً خلال حفل أقيم في فندق «داما روز» بدمشق ودخل إلى القفص الذهبي برفقة يارا ابنة بشار الجعفري سفير سورية في منظمة الأمم المتحدة.
ودخلت صفاء رقماني القفص الذهبي بصحبة الشاب راغب عزام المصور في الوكالة السورية للأنباء، ليعيشا معاً تحت سقف الزوجية بعد شهرين على خطوبتهما.
وتزوجت هلا يماني من الشاب اللبناني محمد سيف الدين في بيروت، واقتصر الحفل الصغير الذي أحياه صبحي توفيق على أفراد العائلة فقط، لتنتقل للعيش في موطن زوجها.
كما تزوج جود سعيد من الإعلامية اللبنانية في قناة الميادين أوغاريت دندش، وتزوجت زينة أفتيموس من الشاب وليد عبد النور بعد ستة أشهر على خطوبتهما، علماً أن الإثنين أقاما في دبي.
وتزوج الفنانان الشابان يزن الخليل وحلا رجب، كما احتفل الممثلان زيد الظريف وليزا نصير بزفافهما.
أما المخرج تامر إسحق فقد احتفل بالخطوة الأولى نحو عش الزوجية برفقة طبيبة الأسنان ميرنا الترك في دمشق بحضور الأقرباء والأصدقاء وعدد من الوجوه الفنية.
كما أعلن مظهر الحكيم خطوبته على الممثلة اللبنانية حنان يمق، واحتفل الفنانان علي صطوف ورانيا ريشة بخطوبتهما، كما خطبت عهد ديب للمخرج يزن أبو حمدة، في حين قطع الفنان السوري الشاب فادي الشامي نصف الطريق وخطب الشابة دانا من خارج الوسط الفني.
مبروك
اكتفت فنانتان فقط بالحمل والولادة هذا العام على خلاف الأعوام السابقة، فاحتفلت كل من قمر خلف بمولودتها الثانية، في حين أنجبت كندا حنا توءماً من البنات بعد بكرها «فارس».
الأولى متزوجة من الفنان مهيار خضور، وقد رزقا ببنت سمياها «أنات» في الشهر الثامن بعد عامين ونصف على زواجهما، علماً أن لخلف ولداً اسمه «جود» من زوجها الأول مهند قطيش.
أما الثانية وبعد عام واحد فقط على إنجابها طفلها الأول، أنجبت توءماً سمتهما «كاتاليا وكريستينا»، بعد سنة وتسعة أشهر من زواجها من المخرج ناجي طعمي.
مطلقة واحدة
سجلت الدراما السورية حالة واحدة من الطلاق هذا الموسم، مقابل حالتين العام الماضي.
فأعلنت سوزان نجم الدين انفصالها عن زوجها بعد إنجابهما أربعة أطفال، في حين وبعدما فاجأا المتابعين بنبأ انفصالهما بعد خمس سنوات من الزواج، عاد الفنانان أمارات رزق وحسام جنيد إلى عش الزوجية بعد أسبوع واحد فقط من الانفصال غير الرسمي، لتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية بعد خلاف بسيط.
وشهد العام المنصرم إنتاج عدد كبير من المسلسلات، عُرض النصيب الأكبر منها في شهر رمضان الكريم، إلى جانب عدد من الأعمال عُرضت خارج الشهر الكريم.
وما زالت الدراما السورية محافظة على مكانتها على الشاشات العربية، وإن كانت طبيعة الموضوعات المطروحة قد انحدرت بطريقة تقديمها وتناولها، ولا شك في أن المحافظة على الكم أثر على الكيف وأدى إلى تدهور المستوى الأخلاقي والثقافي، من خلال السهام الملوثة التي نقلت الصورة السوداوية وإن كانت تمت للواقع، فليس كل قبيح يُنقل للشاشة.
في الوقت ذاته، هنالك فنانون غادرونا إلى غير رجعة شكلوا خسارة لا تعوض لدرامانا، وآخرون استقبلوا مواليدهم الجدد ومنهم من احتفل بزفافه أو خطوبته.
«الوطن» رصدت لقرائها أهم ما جاء في عام 2014 من خلال السطور التالية:
28 عملاً
تفوقت الدراما السورية على نفسها وعلى ظروفها الصعبة ونجحت بإنتاج 28 مسلسلاً هذا العام، وهو العدد ذاته الذي أنتجته العام الماضي.
من بين هذه الأعمال، ستة أعمال شامية، إضافة إلى أحد عشر عملاً اجتماعياً ومثلها كوميدياً، في حين ابتعدت هذا العام عن السياسة بعكس العام الماضي.
وفيما يتعلق بالمسلسلات فقد نجح الثنائي ممدوح حمادة والليث حجو في صنع الضحكة في الزمن المظلم عبر «ضبوا الشناتي» الذي جمع نجوماً متمرسين.
ورغم انخفاض مستوى النصوص التي حاولت ملامسة الأزمة السورية إلا أن نجوم «بقعة ضوء10» جنبّوا مسلسلهم الحرج بأدائهم العفوي والمعتاد، فكان للعمل نصيب كبير من المتابعة.
وشكّل هذا العام انعطافاً مهماً في الأعمال الشامية من خلال الإشارة إلى الكثير من الحقائق المضيئة في تاريخ أقدم عاصمة مأهولة في العالم فكسرت النمطية المملة وقاربت الحقيقة، وللمرة الأولى تطرح مواضيع جديدة ويعطي للمرأة الشامية حقها، كل ذلك تجسد في «طوق البنات» و«بواب الريح»، و«الغربال»، في حين استمر «باب الحارة» بنهجه الفانتازي الشامي.
«قلم حمرة» ورغم أهميته إلا أنه لم يحظ بالمتابعة بسبب عرضه على قناة واحدة مغمورة، أما «حمّام شامي» الكوميدي الشامي فلم يواز الطموحات إثر عرضه على الشاشات المحلية فقط.
ونظراً لاكتفائها بالشاشات المحلية وبعض الظروف الأخرى، فإن أعمال المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني لم تلق المتابعة المأمولة، فوقع «القربان» في فخ الإخراج الكلاسيكي وهشاشة النص، أما «الحب كله» ورغم تنوع خماسياته الست إلا أنه بقي تحت الظل.
ويتشابه مسلسلا «خواتم» و«صرخة روح2» بمداعبة الغرائز لدى المشاهد من خلال المثابرة على الترويج للدعارة والخيانة الزوجية فكانا بعيدين جداً عن الأجواء الرمضانية.
ولا تستحق العديد من الأعمال الكثير من الكلام لأنها سقطت منذ حلقاتها الأولى، منها «حلم ولا بعلم»، و«رجال الحارة».
من ناحية ثانية، ولأسباب تتعلق بضعف التسويق وتدني المستوى الفني فقد حُرمت سبعة أعمال دفعة واحدة من الظهور على الشاشة، منها «انسى همك»، و«بلاستيك»، و«حكي نسوان»، و«شركة ضايعة».
أما «ما وراء الوجوه» فقد أجل بقرار من الشركة المنتجة، في حين لم يحظ «منعطفات» بفرصة عرض بسبب تأخره في التصوير، وللعام الثاني على التوالي يبقى «العبور» في الدروج دون عرض.
غياب وعودة
تعددت الأسباب والغياب واحد، هكذا سجل الموسم الدرامي المنصرم غياب الكثير من النجوم البارزين.
تعد النجمة سلاف فواخرجي أبرز الغائبات، حيث قدّمت عاماً سينمائياً بامتياز عندما فرّغت موهبتها للفن السابع عبر بطولة فيلمي «بانتظار الخريف» مع جود سعيد، و«الأم» مع باسل الخطيب، غير أنها لم تقتنع أيضاً بالعروض الدرامية المقدمة خاصة أنها حريصة دوماً على المحافظة على مستوى راق لا تحيد عنه.
بدوره فإن النجم قصي خولي انشغل كلياً بتصوير المسلسل المصري التاريخي «سرايا عابدين»، في حين اكتفت سوزان نجم الدين بالمسلسل الخليجي «وش رجعك».
جيهان عبد العظيم قضت معظم وقتها في مصر بأدائها دور البطولة في مسلسل «قلوب» في أول اقتحام لها لدراما «المحروسة»، أيضاً نسرين طافش انشغلت بالمسلسلين العربيين «تحالف الصبار»، و«حلاوة روح».
أما جومانة مراد وفراس إبراهيم وزهير عبد الكريم ولمى إبراهيم فقد غابوا تماماً عن المشهد الدرامي هذا العام.
واللافت هذا العام غياب العمالقة المخضرمين أمثال أسعد فضة الذي اكتفى بالمشاركة في «وش رجعك»، أما سامية الجزائري ورغم تفوقها بالكوميديا إلا أنها لم تجد مكاناً سوى في المسلسل اللبناني «زفة».
بدورها فإن نجاح حفيظ استمرت بالغياب عاماً آخر، في حين ثناء دبسي غابت للعام الثاني على التوالي.
كما أن سمر سامي التي غابت ثلاثة أعوام وعادت العام الماضي عبر «منبر الموتى» غابت عن الشاشة الرمضانية، وبالنسبة لمها المصري فإنها كانت حاضرة على الشاشة عبر مسلسل «حمّام شامي» الذي أنتج العام الماضي لكنها لم تشارك في أي عمل هذا الموسم.
على الجانب الآخر، شهد العام عودة محمودة للعديد ممن غابوا الأعوام السابقة، وتتصدر أمل عرفة المشهد الدرامي كأفضل ممثلة بعد غيابها العام الماضي.
وكعادته، تألق عبد المنعم عمايري بأدوار مميزة في «بقعة ضوء10»، و«خواتم»، و«الغربال».
بدورها فإن كاريس بشار وبعد أن عادت من أميركا، أطلت عبر «قلم حمرة»، و«خواتم»، في حين عادت أناهيد فياض إلى حارة الضبع عبر «باب الحارة6» بعد غياب ثلاث سنوات، ومثلها عادت دينا هارون عبر بوابة «الحب كله» بخماسية واحدة بعد غياب عامين.
أما أيمن زيدان المطالب دوماً بالأفضل فقد عاد وشارك في «صرخة روح2»، و«باب الحارة6»، في حين ولسوء حظه تأجل عرض عمله «ما وراء الوجوه».
كما أن عام 2014 شهد غياب الكثير من المخرجين، على رأسهم هشام شربتجي الذي بقي ملازماً منزله للسنة الثانية على التوالي.
أما باسل الخطيب فقد ارتأى التفرغ لمشروعه السينمائي «الأم» بعد نجاحه في الأول «مريم» علماً أنه يتحضر للعودة إلى الدراما هذا الموسم.
ولأنه اختار إنتاج مشروع سينمائي ضخم يرصد قصة تأسيس المملكة السعودية بفيلم «ملك الرمال» فإن نجدت أنزور لم يجد الوقت الكافي للدراما.
وللسنة الثانية توالياً تغيب رشا شربتجي، أما سامر برقاوي فقد حضر على الشاشة بالمسلسل العربي المشترك «لو» وغاب عن الدراما المحلية.
كذلك غاب سمير حسين، وأسامة الحمد، ومصطفى برقاوي، ومهند قطيش، وفراس دهني، ورضوان شاهين.
عشرة راحلين
خسرت الدراما السورية هذا العام عشرة فنانين دفعة واحدة، علماً أنها فقدت العام الماضي ثمانية.
بداية، لم يمر سوى أربعة أيام من انطلاق العام حتى غيّب الموت الفنان الشاب طارق عيسى (23 عاماً) بعد صراع مع مرض عضال، وهو من أهم المواهب التي أبرزها ياسر العظمة في سلسلته «مرايا»، في حين تعود آخر مشاركاته إلى «زمن البرغوت»، و«بقعة ضوء8»، و«رجال العز».
بعدها بأسبوع واحد، حصد العام ثاني الفنانين ففارقت عهد فنري الحياة عن عمر ناهز الـ(53 عاماً)، علماً أنها المتخرجة من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1981، وقد توزعت أعمالها بين الإذاعة والمسرح والتلفزيون، ومن أعمالها الدرامية (كوم الحجر)، و(باب الحديد)، و(أسير الانتقام)، و(هدوء نسبي)، و(باب المقام)، و(كليو باترا).
وقبل أن ينتهي الشهر خسرت الدراما السورية ثالث فنانيها، فشيعت محمود عبد العزيز أحمد إلى مثواه الأخير، وقد تنوعت أعماله بين المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون، ومن أعماله الدرامية «سيرة آل الجلالي»، و«إخوة التراب»، و«الموت القادم من الشرق»، و«الفراري»، و«رمح النار»، و«سحر الشرق»، و«أحلام لا تموت».
وحصد الشهر الثالث الكبير وفيق الزعيم متأثراً بمرض السرطان عن عمر (54 عاماً)، أما أهم مسلسلاته فهي: حارة نسيها الزمن، وحمام القيشاني، والداية، وحد الهاوية، وكوم الحجر، وخالد بن الوليد، لكنه قبل رحيله بسنوات، أكد أن «باب الحارة» هو المسلسل الذي أعاد اكتشافه، لكنه لم يكن قادراً على الظهور بجزءيه السادس والسابع لشدة مرضه.
بعد ذلك، وفي منتصف شهر نيسان وبعد مسيرة فنية دامت خمسين عاماً، فارق عبد الرحمن آل رشي الحياة عن عمر ناهز الـ83 بعد مرض في رئتيه.
ويعد الراحل القدير من أبرز مؤسسي الدراما السورية وقد أثراها بأكثر من مئة عمل، منها: نهاية رجل شجاع، والعبابيد، وغضب الصحراء، وبقعة ضوء، وباب الحارة، وأهل الراية، والخوالي، والظاهر بيبرس، وبيت جدي، وخالد بن الوليد، والقعقاع، وراس غليص، وأهل المدينة، وجواهر، وإخوة التراب، في حين يعتبر «الغربال» الذي عرض في رمضان الماضي آخر أعماله.
بعد 15 يوماً، شيعت الأوساط الفنية الفنان القدير رياض شحرور عن عمر ناهز الـ78 عاماً، قضى أكثر من نصفها في عالم الدراما والمسرح، وقد أسس الراحل أول فرقة مسرحية عام 1955 وكان يعرض مسرحياته في البيوت العربية القديمة وقد تتلمذ الكثير من الفنانين في مسرحه، ووصف بخفة الدم من خلال أدواره الكوميدية وهو عضو في المسرح القومي ومن مؤسسي نقابة الفنانين بدمشق، وله الكثير من الأعمال الكوميدية المعروفة، أشهرها: عيلة خمس نجوم، ويوميات مدير عام، والدغري، ودنيا، وبقعة ضوء، وأحلام أبو الهنا، وقلة ذوق وكترة غلبة.
وجاء خبر مقتل سوزان سلمان صادماً في أواخر الشهر السادس بعد تعرض منزلها لقذيفة غادرة أطلقها مسلحون على حي باب شرقي بدمشق، علماً أنها من مواليد 1983، وهي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، برصيدها العديد من الأعمال المسرحية والدرامية، آخرها «الحب كله»، و«نيو يوك» في رمضان الماضي.
وفي مطلع شهر تموز توفي الفنان القدير أدهم الملا في دمشق عن عمر ناهز الـ82 عاماً متأثراً بنوبة تنفسية بعد إصابته بمرض عضال، وقد تميز بأعماله الشامية آخرها «باب الحارة»، وقبلها «أيام شامية»، و«ليالي الصالحية»، و«حمّام القيشاني» وغيرها، إضافة إلى مشاركاته في عدة أعمال مهمة منها «مرايا»، و«حي المزار»، و«خلف الجدران»، و«صلاح الدين الأيوبي»، علماً أنه والد المخرجين بسام ومؤمن الملا.
وحصد شهر تشرين الأول الماضي عميد الفنانين السوريين تيسير السعدي عن عمر 97 عاماً، وهو أحد أهم مؤسسي الفن السوري إذاعياً وتلفزيونياً وحتى مسرحياً.
وقبل نهاية شهر تشرين الثاني بأسبوع واحد، ودعت الدراما السورية آخر راحليها، وهو الفنان عصام عبجي الذي توفي عن عمر 65 عاماً إثر نوبة قلبية مفاجئة، ومن أهم أعماله «عودة غوار»، و«باب الحارة»، و«عيلة 5 نجوم». وإضافة إلى وفاة عشرة فنانين سوريين، فقد فجع ستة آخرون بوفاة أحد والديهم.
فتوفي والد الكاتب والممثل رافي وهبي دون ذكر أية تفاصيل، أما محمد خير جراح فقد أعلن عن وفاة والدته متأثرة بمرضها، وبعد شهر واحد على احتفاله بزفاف ابنته، فجع عباس النوري بوفاة والده «الحاج توفيق» عن عمر يناهز التسعين عاماً في باب توما بدمشق، وأعلن عدنان أبو الشامات المقيم في الإمارات العربية المتحدة عن وفاة والده، ونعى علاء قاسم وفاة والده متأثراً بمرضه، وعلى لسان ليليا الأطرش تم الإعلان عن وفاة والدة الفنانة المعتزلة نورمان أسعد.
عرسان الدراما
لم تمنع الظروف الصعبة الفنانين السوريين من إعلان الأفراح وإشهار خطوبتهم وزواجهم.
فبعد شهرين على خطوبته، أصبح مصطفى الخاني عريساً خلال حفل أقيم في فندق «داما روز» بدمشق ودخل إلى القفص الذهبي برفقة يارا ابنة بشار الجعفري سفير سورية في منظمة الأمم المتحدة.
ودخلت صفاء رقماني القفص الذهبي بصحبة الشاب راغب عزام المصور في الوكالة السورية للأنباء، ليعيشا معاً تحت سقف الزوجية بعد شهرين على خطوبتهما.
وتزوجت هلا يماني من الشاب اللبناني محمد سيف الدين في بيروت، واقتصر الحفل الصغير الذي أحياه صبحي توفيق على أفراد العائلة فقط، لتنتقل للعيش في موطن زوجها.
كما تزوج جود سعيد من الإعلامية اللبنانية في قناة الميادين أوغاريت دندش، وتزوجت زينة أفتيموس من الشاب وليد عبد النور بعد ستة أشهر على خطوبتهما، علماً أن الإثنين أقاما في دبي.
وتزوج الفنانان الشابان يزن الخليل وحلا رجب، كما احتفل الممثلان زيد الظريف وليزا نصير بزفافهما.
أما المخرج تامر إسحق فقد احتفل بالخطوة الأولى نحو عش الزوجية برفقة طبيبة الأسنان ميرنا الترك في دمشق بحضور الأقرباء والأصدقاء وعدد من الوجوه الفنية.
كما أعلن مظهر الحكيم خطوبته على الممثلة اللبنانية حنان يمق، واحتفل الفنانان علي صطوف ورانيا ريشة بخطوبتهما، كما خطبت عهد ديب للمخرج يزن أبو حمدة، في حين قطع الفنان السوري الشاب فادي الشامي نصف الطريق وخطب الشابة دانا من خارج الوسط الفني.
مبروك
اكتفت فنانتان فقط بالحمل والولادة هذا العام على خلاف الأعوام السابقة، فاحتفلت كل من قمر خلف بمولودتها الثانية، في حين أنجبت كندا حنا توءماً من البنات بعد بكرها «فارس».
الأولى متزوجة من الفنان مهيار خضور، وقد رزقا ببنت سمياها «أنات» في الشهر الثامن بعد عامين ونصف على زواجهما، علماً أن لخلف ولداً اسمه «جود» من زوجها الأول مهند قطيش.
أما الثانية وبعد عام واحد فقط على إنجابها طفلها الأول، أنجبت توءماً سمتهما «كاتاليا وكريستينا»، بعد سنة وتسعة أشهر من زواجها من المخرج ناجي طعمي.
مطلقة واحدة
سجلت الدراما السورية حالة واحدة من الطلاق هذا الموسم، مقابل حالتين العام الماضي.
فأعلنت سوزان نجم الدين انفصالها عن زوجها بعد إنجابهما أربعة أطفال، في حين وبعدما فاجأا المتابعين بنبأ انفصالهما بعد خمس سنوات من الزواج، عاد الفنانان أمارات رزق وحسام جنيد إلى عش الزوجية بعد أسبوع واحد فقط من الانفصال غير الرسمي، لتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية بعد خلاف بسيط.