فرط التعرق.. مشكلة الصيف المتكررة
صحتك وحياتك
الخميس، ٢٩ يونيو ٢٠٢٣
يعتبر إفراز العرق من الأشياء الطبيعة التي تزيد مع دخول فصل الصيف وزيادة درجات الحرارة، حيث تنتجه الغدد العرقية المنتشرة في أجزاء الجسم، وخاصة عند ممارسة الأنشطة الرياضية أو بذل مجهود بدني، أو عند التوتر أو القلق، ولكن يعاني حوالي 5% من الأشخاص حول العالم حالة مرضية تسمى «فرط التعرق» والتي تتسم بزيادة إفراز كميات كبيرة من العرق بشكل غير طبيعي، وخاصة في مناطق اليدين، القدمين، الإبطين، وعلى الرغم من عدم وجود أسباب محددة لهذه الحالة، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من الأعراض التي تؤثر سلباً في المريض اجتماعياً ونفسياً، ويناقشها مجموعة من الخبراء والاختصاصيين في السطور القادمة ويوضحون الطرق العلاجية والطبيعية للحد من مضاعفاتها.
تقول د.منى المليجي، أخصائية الأمراض الجلدية، إن زيادة إفراز العرق يحدث لأسباب متعددة، أكثرها شيوعاً التعرض لأشعة الشمس والحرارة والتوتر أو القلق، ويمكن أن تستهدف هذه الحالة الأشخاص نتيجة الإصابة بأمراض معينة مثل: النقرس، داء السكري، السمنة، النساء أثناء فترة الحمل أو بعد انقطاع الطمث، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وربما يكون سببها بعض أنواع السرطان مثل أورام الغدد الليمفاوية (هودجكين).
وتتابع: «تستهدف هذه المشكلة ما يقرب من 5% من سكان العالم، وتنقسم الإصابة إلى فرط التعرق الأولي الذي يصيب الجنسين في المرحلة العمرية بين 18 إلى 40 عاماً، أما النوع الثانوي فهو بمثابة عرض يصاحب بعض الأمراض».
أعراض وتشخيص
تشير د.منى المليجي إلى أن فرط التعرق يظهر على أجزاء متفرقة من الجسم مثل: الوجه والقدمين واليدين والإبطين، ويمكن أن يصاحب النوع الثانوي التهابات فطرية أو بكتيرية، وخاصةً في الأماكن التي تغطيها الملابس، كما يعاني الأشخاص المصابون عادةً من انبعاث الرائحة الكريهة في منطقة التعرق، ما يتسبب في تأثيرات سلبية نفسية واجتماعية في نوعية حياة الشخص.
وتضيف: «يتم تشخيص فرط التعرق، عن طريق إجراء بعض الاختبارات المعملية للتحقق من بعض الأسباب الأساسية مثل: معدل هرمون الغدة الدرقية أو مستوى السكر، وعمل اختبار باستخدام مسحوق النشا لتشخيص المنطقة الدقيقة التي يوجد بها ارتفاع نسبة التعرق».
أسباب وعوامل
تذكر د.تحريم كاشف، أخصائي الأمراض الجلدية، أن فرط التعرق الأساسي لا يرتبط بأي حالة مرضية، وفي أغلب الحالات تكون الجينات الوراثية سبباً محورياً في الإصابة، أما فرط التعرق الثانوي فهو يرتبط بحالة طبية مرضية، مثل: فرط نشاط الغدة الدرقية، نقص سكر الدم، الحمى، سرطان الدم أو أورام الغدد الليمفاوية، البدانة، الالتهابات، الشلل الرعاش، الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية.
وتتابع: «يؤدي فرط التعرق إلى بعض المضاعفات التي تؤثر في حياة الشخص المصاب، كالتهابات الجلد، التعب العام، تقليل جودة الأداء وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة العامة، والتعرض للمواقف المحرجة نتيجة رائحة الجسم الكريهة».
عادات خاطئة
تلفت د.تحريم كاشف إلى أن هناك بعض العادات الخاطئة التي يقوم بها الأشخاص، وهم غير مُدركين أنها تزيد من فرط التعرق في فصل الصيف، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: ارتداء الملابس الضيقة والغامقة اللون التي تمتص حرارة الشمس، تقليل استهلاك المياه وشرب الكمية الكافية بحسب حاجة الجسم، الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالتوابل والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحوليات، وزيادة النشاط البدني.
وتبين أن علاج فرط التعرق الثانوي يعتمد في المقام الأول على معرفة الأسباب أو الأمراض التي أدت إلى الإصابة، ويمكن استخدام الكريمات والمستحضرات الطبية المضادة للعرق والتي تقلل من زيادة الإفراز بوصفة طبية، والأدوية المضادة للأعصاب (مضادات الكولين)، ومضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة مثل: حقن البوتكس، مع الحرص على النظافة الشخصية والاستحمام بشكل دوري، والحفاظ على رطوبة الجسم، وارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة، وتجنب المسببات في نمط الحياة والتغذية، ممارسة تمارين التأمل والتنفس واليوجا، الحد من ممارسة المجهود الزائد في ساعات الذروة في فصل الصيف.
أشعة الشمس
تذكر د.نيللي محمد، أخصائية الأمراض الجلدية، أن البشرة من أكثر المناطق المستهدفة بالمشكلات المتعددة مع دخول فصل الصيف نتيجة تعرضها لأشعة الشمس المباشرة والرطوبة أو عند استعمال أجهزة التسمير، وبالتالي الإصابة بالجفاف وبداية ظهور حب الشباب والمسامات المفتوحة والكلف والالتهابات أو سرطان الجلد.
وتضيف: «على الرغم من التأثير العام للحرارة الزائدة في جميع الأشخاص، إلا أن ذوي البشرة الفاتحة هم الأكثر عرضة لحروق الشمس الخطيرة، وكذلك الأطفال الصغار حتى سن السادسة لأن لديهم حاجز الميلانين أقل تطوراً والجلد يكون رقيقاً».
عناية وحماية
تشير د.نيللي محمد إلى أن البشرة الحساسة يجب أن تتم العناية بها أثناء فصل الصيف، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، عن طريق وضع واقي الشمس واسع المجال Spf +50، والغسول الخالي من العطور، مع الحفاظ على ترطيب البشرة بالكريم المناسب، ولكن لابد من اختيار منتجات الحماية المناسبة بحسب نوع البشرة، واستخدامها بحذر وبعد إجراء اختبار الحساسية.
وتؤكد أهمية الاهتمام بنظافة البشرة وتطبيق روتين العناية، لتجنب الالتهابات المصاحبة للتعرق والتعرض للأتربة والجو الجاف، وارتداء النظارات الشمسية والقبعات والمواظبة على الترطيب المستمر، وتجنب التعرض للشمس في أوقات الذروة لحماية البشرة من الحروق والحبوب والاسمرار.
وتشير إلى أن الإكثار من شرب الماء مهم لتجنب جفاف البشرة، وتناول فاكهة الصيف التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات الهامة للبشرة، والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل: الجزر، البروكلي، المانجو، البرتقال، الليمون، اللوز، الأسماك والموز، حيث إنها تسهم في الحماية من التجاعيد والحبوب، وتقلل الإصابة بسرطان الجلد.
5 وصفات طبيعية تمنع رائحة العرق
تعتبر رائحة العرق القوية من أكثر الأشياء غير المرغوبة، والتي تتسبب في تعرض الشخص المصاب للمواقف المحرجة، خلال موسم الصيف والحر، لذا تلعب الوصفات الطبيعية المتنوعة دوراً هاماً للحد من انبعاث رائحة الحرق، ومنها:
1-الشبة التي تُشبه الملح البحري، وتُعرف بكبريتات البوتاسيوم أو الألومنيوم، إحدى الوصفات العربية التقليدية التي تستخدم منذ القدم في الوقاية من رائحة العرق، وهي خلطة طبيعية تمزج بين الشب المطحون جزئياً مع ملعقة من مطحون المسك، ثم استخدام الخليط عند الحاجة أو مرة في اليوم على الأقل.
2- يُعتمد ماء الورد في الكثير من الخلطات التجميلية، وقد كشفت الدراسات الحديثة عن فعاليته في منع رائحة العرق الكريهة، عن طريق تمرير قطعة من القطن مُبللة بماء الورد في منطقة الإبط، ليمنح الجسم رائحة منعشة.
3- يحتوي الليمون على مجموعة من الخصائص الحمضية التي تساعد على قتل البكتيريا، ولذلك ينصح الخبراء باستخدام عصير الليمون في الوصفات الطبيعية لإزالة العرق.
4- يفيد وضع خل التفاح تحت الإبطين لفترة نصف ساعة ثم الاغتسال، في تقليل نسبة التعرّق ويحمي الجسم من الرائحة الكريهة بسبب الصيف والحر.
5- يستخدم عصير الطماطم المصفى في الحماية من الرائحة غير المحببة في الموسم الحار، عن طريق وضع كمية منه على الإبط مدة ربع ساعة ثم الاغتسال.