قاسيون جبل الأساطير يسكن في قلوب كل السوريين
ثقافة
السبت، ٨ مارس ٢٠١٤
شمس الدين العجلاني
الحديث عن دمشق مهمة شاقة وصعبة وطويلة، فالمعرف لا يعرف، ودمشق في آن واحد حقيقة وأسطورة، سحر وخيال، فكيف يمكننا في آن واحد جمع الماء والنار في جعبتنا؟
عظمة دمشق قد تكون كونها عاصمة سورية، وسورية عاصمة الشام، والشام عاصمة العرب، ودمشق هي دمشق العرب، سحر، وسر، وأسطورة.
سحر، لأنها أخذت القلوب والعقول من كل زائريها. روادها.. أهلها.. سكانها.. عربها.. عجمها.. لأنها قلب العرب، وقلب الشام، وقلب سورية. وسورية هي: (كرمة قد نمت قُدماً أمام وجه الشمس.. وأعطت عنباً لذيذاً تمجدت بطعمه الآلهة.. وخمراً سحرياً شربت منه الإنسانية فسكرت، ولم تصحُ بعد من نشوته.-جبران خليل جبران).
وسر، لأنها هي الدين والدنيا (ما بعث الله نبياً إلا من الشام، فإن لم يكن من الشام هاجر إلى الشام.- نزهة الأنام في محاسن الشام).
وأسطورة، لأنها حيكت حولها قصص وحكايات، لها أول وليس لها آخر، وأنها كانت منذ البدء هامتها قوية جبارة، لم تستسلم لغاز ولا فتحت بابها إلا لعاشق، وأنها كانت ولم تزل تسدد ديون العالم العربي وحدها: (82 يوماً والشام تسدد وحدها ديون العالم العربي المستحقة منذ عام 1948 وعام 1967 ولا تطلب من المديونين جزاءً ولا شكوراً.. الشام حين تفعل ذلك، فإنما بحكم الغريزة القومية، والميراث والانتماء التاريخي.- نزار قباني 1973).
ومن حكايا دمشق التي تكمن فيها الحقيقة والواقع والخيال والأسطورة، حكاية جبل قاسيون..
قاسيون:
قاسيون سجل تاريخي لسورية وجزء مهم من ذاكرتها.. حجارته تخبر عن أمّة أبت أن تركع على مرّ العصور، عن أمّة رفضت أن تخلي مكانها تحت الشمس.. شعوب وأمم غزاة وفاتحون مرّوا على سورية ورحلوا، وبقي قاسيون، وبقيت دمشق. وطالما قاسيون وسورية بخير، فالأرض مكان أفضل للحياة..
جبل يطل على مدينة دمشق، هو امتداد جغرافي للسلاسل الجبال السورية الغربية، امتداد لهذا النشاط العمراني خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. حيث تقع بعض أحياء دمشق مثل حي المهاجرين، حي ركن الدين، حي أبورمانة والشيخ محي الدين وغيره.
ترتفع قمة جبل قاسيون أكثر من 1,150 متراً عن سطح البحر. توجد على قمة الجبل الآن محطة لتقوية البث الإذاعي والتلفزيوني، أقيمت على ذروة قاسيون في الستينيات من القرن الماضي وكان المذيعون والممثلون يصعدون إلى قمة الجبل لإذاعة فقراتهم الإخبارية والفنية على الهواء مباشرة لعدم توفر الاستوديوهات في ذلك الوقت.
هو جبل قابيل وهابيل أو جبل الصالحية أو جبل دير مران، تسميات رافقت اسم جبل قاسيون عبر السنوات الغابرة.. وقاسيون هي التسمية لهذا الجبل الذي عايشه الدمشقيون عبر آلاف السنوات..
جبل قَاسيون مشرف على مدينة دمشق، أول من سكنه المقادسة الذين هاجروا من مدينة القدس إلى دمشق..
لجبل قاسيون حكايا في الواقع والأسطورة، وقد أحاطه الدمشقيون بالأساطير والقداسة، واستطاعوا أن يجعلوه محط أنظار العرب والعجم، فقيرهم وغنيِّهم مما جعل الناس بجميع مشاربهم يقصدونه للزيارة والقداسة.
قاسيون هو جبل التاريخ الذي تعشعش بين حجارته وترابه آلاف القصص والحكايا وضمَّ بين جنباته دور العبادة والقصور والمدارس والأوابد التاريخية النادرة..
اختلف على سبب تسميته بقاسيون، فتقول الروايات التاريخية إن سبب تسميته هذه تعود لطبيعته الجيولوجية القاسية وخاصة قمته حيث من الصعوبة أن تنبت فيها الأشجار، حيث قسا فلم تنبت الأشجار على قمته برغم وجود ما يقارب 12000 نخلة في زمان ما، وقام بقطعها وأحرقها تيمورلنك حين غزا دمشق، وقيل أيضاً إنه قسا على الكفار فلم يقدروا أن يأخذوا منه الأصنام.
قاسيون قد لا يُعرف عمر له على حد قول قتيبة الشهابي: "قاسيون قديم قدم البشرية الأولى".
أساطير أغرب من الخيال:
تروي لنا صفحات التاريخ والسير الشعبية قصصاً وحكايا قد تبدأ ولا تنتهي عن جبل قاسيون، ففي سفحه الأدنى كان يسكن نبي الله آدم أبو البشر، ويحوي الجبل على العديد من المغارات الطبيعية وأشهرها مغارة الجوعية ومغارة الدم ومغارة الأربعين وهناك مغارات شقّها الإنسان ويُقال بوجود نفق عظيم أثري في قاسيون شقّه التدمريون وأهالي مدينة تدمر لجرِّ مياه الشرب إلى مدينتهم من نبع الفيجة إبان حكم زنوبيا!!
في أعلى جبل قاسيون ارتُكبت أول جريمة قتل على وجه الأرض حين قتل قابيل أخاه هابيل ففتح الجبل فاهُ لفظاعة العمل يريد أن يبتلع القاتل، وأخذ الجبل يبكي وتسيل دموعه حزناً على هابيل ومغارة الدم كانت شاهداً على الجريمة، حتى أنهم يقولون إن هنالك في المغارة موضعاً لم يزل يقطر دمعاً حزناً على هذه الجريمة حتى الآن؟! وبقي لون الدم على صفحة الصخرة التي قُتل عليها هابيل ظاهراً بادياً للعين المجردة!!..
وفي التفاصيل؛ أن هذه المغارة يقع في زاويتها فتحة تمثل فماً كبيراً يظهر اللسان والأضراس والأسنان وسقف الفم بتفاصيل متقنة وأمامها على الأرض صخرة عليها خط أحمر يمثل لون الدم وفي سقف المغارة شق صغير ينقط منه الماء ليسقط في جرن صغير فيتجمع ليأتي الناس بعد ذلك فيتباركوا به!! وفي سقف المغارة علامة لأصابع قالوا إنها أصابع سيدنا جبريل عليه السلام حينما أمسك السقف حتى لا يقع على قابيل القاتل!!
كهف جبريل في جبل قاسيون، قيل سُمي كذلك لأن جبريل والملائكة جاءت إلى النبي آدم تعزيه بابنه هابيل في هذا الكهف، وفي شرقيّ قاسيون كان مولد إبراهيم الخليل عليه السلام، وفي غربه الربوة التي آوى إليها المسيح وأمه عليهما السلام وقرب الربوة في النيرب كان مسكن حنّة أم مريم جدة المسيح عليه السلام.
في أعلى إحدى قممه جامع صغير يعرفه العامة باسم جامع الأربعين، وهو مكان مقدس وهنالك من يحجّون إليه في بعض المواسم وخاصة من دول القوقاز، وسُمي المسجد كذلك لأن فيه أربعين محراباً صغيراً، والأربعون محراباً هي لأربعين تقياً نقياً حماة الشام الذين ورد اسمهم في الأحاديث النبوية الشريفة بأنهم "أبدال الشام"..
جبل قاسيون على مر السنوات من الأماكن المحببة لسكنى أهل دمشق ومن الأماكن المفضلة للسيران الدمشقي، ومكان مميز للعبادة والتصوف، ومكان مقدس لضمة قبر النبي ذي الكفل، ومقام النبي يونس، وقبر الشيخ ابن عربي وفيه احترس نبي الله يحيى من رجل من قوم عاد في الغار، والنبي إلياس أيضاً احترس من ملك قومه، وفيه صلى أنبياء الله ورسله، إبراهيم، ولوط وموسى، وعيسى، وأيوب عليهم السلام..
كما بُني على هذا الجبل قبتان شهيرتان هما: (قبة السيار) التي لم تزل قائمة إلى يومنا وقيل إنها مرصد فلكي، وهي مشهورة جداً عند أهل دمشق باسم قبّة السيار نسبة إلى الأمير سيار الشجاعي، وقيل إن هذا المرصد الفلكي يعود إلى عصر علم الفلك الإسلامي الذهبي، كما قيل إنها تعود للعصر الأيوبي.. وقبة السيار قائمة على الجبل المعروف باسم جبل الجنك غرب قاسيون، ويشرف على خانق الربوة من الجنوب إلى الشمال وعلى امتداد قاسيون وراءها حتى طريق المهاجرين - مشروع دمر، وقد اكتشفت حديثاً أطلالٌ تحت موقعه يعتقد أنها تعود إلى دير مران..
أما القبة الثانية فكانت تسمى بـ (قبة النصر) وقد أقيمت كذكرى لانتصار نائب السلطنة المملوكي على دمشق الأمير برقوق الصالحي على الأمير (سوار) الثائر على الدولة أيام السلطان (قايتباي) عام 1471م، وتهدمت هذه القبة بفعل الزلزال الذي أصاب دمشق عام 1759م، وبقيت أطلالها إلى سنوات عدة ثم اندثرت.
قاسيون يسكن في قلوبنا:
قاسيون هو رمز شموخ سورية.. قاسيون هو ذاكرتنا في السراء والضراء هو من الأماكن التي نمر بها أو نسكنها والتي لها تفاصيلها الخاصة في حياتنا عبر آلاف السنين، تنثر عبقاً ينفذ داخل مسام أجسادنا.. لتصبح محملة بذاكرة المكان، وبدلاً من أن نسكن نحن الأماكن.. تصبح هي من تسكننا.. وقاسيون يسكن في قلوب كل السوريين.

الحديث عن دمشق مهمة شاقة وصعبة وطويلة، فالمعرف لا يعرف، ودمشق في آن واحد حقيقة وأسطورة، سحر وخيال، فكيف يمكننا في آن واحد جمع الماء والنار في جعبتنا؟
عظمة دمشق قد تكون كونها عاصمة سورية، وسورية عاصمة الشام، والشام عاصمة العرب، ودمشق هي دمشق العرب، سحر، وسر، وأسطورة.
سحر، لأنها أخذت القلوب والعقول من كل زائريها. روادها.. أهلها.. سكانها.. عربها.. عجمها.. لأنها قلب العرب، وقلب الشام، وقلب سورية. وسورية هي: (كرمة قد نمت قُدماً أمام وجه الشمس.. وأعطت عنباً لذيذاً تمجدت بطعمه الآلهة.. وخمراً سحرياً شربت منه الإنسانية فسكرت، ولم تصحُ بعد من نشوته.-جبران خليل جبران).
وسر، لأنها هي الدين والدنيا (ما بعث الله نبياً إلا من الشام، فإن لم يكن من الشام هاجر إلى الشام.- نزهة الأنام في محاسن الشام).
وأسطورة، لأنها حيكت حولها قصص وحكايات، لها أول وليس لها آخر، وأنها كانت منذ البدء هامتها قوية جبارة، لم تستسلم لغاز ولا فتحت بابها إلا لعاشق، وأنها كانت ولم تزل تسدد ديون العالم العربي وحدها: (82 يوماً والشام تسدد وحدها ديون العالم العربي المستحقة منذ عام 1948 وعام 1967 ولا تطلب من المديونين جزاءً ولا شكوراً.. الشام حين تفعل ذلك، فإنما بحكم الغريزة القومية، والميراث والانتماء التاريخي.- نزار قباني 1973).
ومن حكايا دمشق التي تكمن فيها الحقيقة والواقع والخيال والأسطورة، حكاية جبل قاسيون..
قاسيون:
قاسيون سجل تاريخي لسورية وجزء مهم من ذاكرتها.. حجارته تخبر عن أمّة أبت أن تركع على مرّ العصور، عن أمّة رفضت أن تخلي مكانها تحت الشمس.. شعوب وأمم غزاة وفاتحون مرّوا على سورية ورحلوا، وبقي قاسيون، وبقيت دمشق. وطالما قاسيون وسورية بخير، فالأرض مكان أفضل للحياة..
جبل يطل على مدينة دمشق، هو امتداد جغرافي للسلاسل الجبال السورية الغربية، امتداد لهذا النشاط العمراني خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. حيث تقع بعض أحياء دمشق مثل حي المهاجرين، حي ركن الدين، حي أبورمانة والشيخ محي الدين وغيره.
ترتفع قمة جبل قاسيون أكثر من 1,150 متراً عن سطح البحر. توجد على قمة الجبل الآن محطة لتقوية البث الإذاعي والتلفزيوني، أقيمت على ذروة قاسيون في الستينيات من القرن الماضي وكان المذيعون والممثلون يصعدون إلى قمة الجبل لإذاعة فقراتهم الإخبارية والفنية على الهواء مباشرة لعدم توفر الاستوديوهات في ذلك الوقت.
هو جبل قابيل وهابيل أو جبل الصالحية أو جبل دير مران، تسميات رافقت اسم جبل قاسيون عبر السنوات الغابرة.. وقاسيون هي التسمية لهذا الجبل الذي عايشه الدمشقيون عبر آلاف السنوات..
جبل قَاسيون مشرف على مدينة دمشق، أول من سكنه المقادسة الذين هاجروا من مدينة القدس إلى دمشق..
لجبل قاسيون حكايا في الواقع والأسطورة، وقد أحاطه الدمشقيون بالأساطير والقداسة، واستطاعوا أن يجعلوه محط أنظار العرب والعجم، فقيرهم وغنيِّهم مما جعل الناس بجميع مشاربهم يقصدونه للزيارة والقداسة.
قاسيون هو جبل التاريخ الذي تعشعش بين حجارته وترابه آلاف القصص والحكايا وضمَّ بين جنباته دور العبادة والقصور والمدارس والأوابد التاريخية النادرة..
اختلف على سبب تسميته بقاسيون، فتقول الروايات التاريخية إن سبب تسميته هذه تعود لطبيعته الجيولوجية القاسية وخاصة قمته حيث من الصعوبة أن تنبت فيها الأشجار، حيث قسا فلم تنبت الأشجار على قمته برغم وجود ما يقارب 12000 نخلة في زمان ما، وقام بقطعها وأحرقها تيمورلنك حين غزا دمشق، وقيل أيضاً إنه قسا على الكفار فلم يقدروا أن يأخذوا منه الأصنام.
قاسيون قد لا يُعرف عمر له على حد قول قتيبة الشهابي: "قاسيون قديم قدم البشرية الأولى".
أساطير أغرب من الخيال:
تروي لنا صفحات التاريخ والسير الشعبية قصصاً وحكايا قد تبدأ ولا تنتهي عن جبل قاسيون، ففي سفحه الأدنى كان يسكن نبي الله آدم أبو البشر، ويحوي الجبل على العديد من المغارات الطبيعية وأشهرها مغارة الجوعية ومغارة الدم ومغارة الأربعين وهناك مغارات شقّها الإنسان ويُقال بوجود نفق عظيم أثري في قاسيون شقّه التدمريون وأهالي مدينة تدمر لجرِّ مياه الشرب إلى مدينتهم من نبع الفيجة إبان حكم زنوبيا!!
في أعلى جبل قاسيون ارتُكبت أول جريمة قتل على وجه الأرض حين قتل قابيل أخاه هابيل ففتح الجبل فاهُ لفظاعة العمل يريد أن يبتلع القاتل، وأخذ الجبل يبكي وتسيل دموعه حزناً على هابيل ومغارة الدم كانت شاهداً على الجريمة، حتى أنهم يقولون إن هنالك في المغارة موضعاً لم يزل يقطر دمعاً حزناً على هذه الجريمة حتى الآن؟! وبقي لون الدم على صفحة الصخرة التي قُتل عليها هابيل ظاهراً بادياً للعين المجردة!!..
وفي التفاصيل؛ أن هذه المغارة يقع في زاويتها فتحة تمثل فماً كبيراً يظهر اللسان والأضراس والأسنان وسقف الفم بتفاصيل متقنة وأمامها على الأرض صخرة عليها خط أحمر يمثل لون الدم وفي سقف المغارة شق صغير ينقط منه الماء ليسقط في جرن صغير فيتجمع ليأتي الناس بعد ذلك فيتباركوا به!! وفي سقف المغارة علامة لأصابع قالوا إنها أصابع سيدنا جبريل عليه السلام حينما أمسك السقف حتى لا يقع على قابيل القاتل!!
كهف جبريل في جبل قاسيون، قيل سُمي كذلك لأن جبريل والملائكة جاءت إلى النبي آدم تعزيه بابنه هابيل في هذا الكهف، وفي شرقيّ قاسيون كان مولد إبراهيم الخليل عليه السلام، وفي غربه الربوة التي آوى إليها المسيح وأمه عليهما السلام وقرب الربوة في النيرب كان مسكن حنّة أم مريم جدة المسيح عليه السلام.
في أعلى إحدى قممه جامع صغير يعرفه العامة باسم جامع الأربعين، وهو مكان مقدس وهنالك من يحجّون إليه في بعض المواسم وخاصة من دول القوقاز، وسُمي المسجد كذلك لأن فيه أربعين محراباً صغيراً، والأربعون محراباً هي لأربعين تقياً نقياً حماة الشام الذين ورد اسمهم في الأحاديث النبوية الشريفة بأنهم "أبدال الشام"..
جبل قاسيون على مر السنوات من الأماكن المحببة لسكنى أهل دمشق ومن الأماكن المفضلة للسيران الدمشقي، ومكان مميز للعبادة والتصوف، ومكان مقدس لضمة قبر النبي ذي الكفل، ومقام النبي يونس، وقبر الشيخ ابن عربي وفيه احترس نبي الله يحيى من رجل من قوم عاد في الغار، والنبي إلياس أيضاً احترس من ملك قومه، وفيه صلى أنبياء الله ورسله، إبراهيم، ولوط وموسى، وعيسى، وأيوب عليهم السلام..
كما بُني على هذا الجبل قبتان شهيرتان هما: (قبة السيار) التي لم تزل قائمة إلى يومنا وقيل إنها مرصد فلكي، وهي مشهورة جداً عند أهل دمشق باسم قبّة السيار نسبة إلى الأمير سيار الشجاعي، وقيل إن هذا المرصد الفلكي يعود إلى عصر علم الفلك الإسلامي الذهبي، كما قيل إنها تعود للعصر الأيوبي.. وقبة السيار قائمة على الجبل المعروف باسم جبل الجنك غرب قاسيون، ويشرف على خانق الربوة من الجنوب إلى الشمال وعلى امتداد قاسيون وراءها حتى طريق المهاجرين - مشروع دمر، وقد اكتشفت حديثاً أطلالٌ تحت موقعه يعتقد أنها تعود إلى دير مران..
أما القبة الثانية فكانت تسمى بـ (قبة النصر) وقد أقيمت كذكرى لانتصار نائب السلطنة المملوكي على دمشق الأمير برقوق الصالحي على الأمير (سوار) الثائر على الدولة أيام السلطان (قايتباي) عام 1471م، وتهدمت هذه القبة بفعل الزلزال الذي أصاب دمشق عام 1759م، وبقيت أطلالها إلى سنوات عدة ثم اندثرت.
قاسيون يسكن في قلوبنا:
قاسيون هو رمز شموخ سورية.. قاسيون هو ذاكرتنا في السراء والضراء هو من الأماكن التي نمر بها أو نسكنها والتي لها تفاصيلها الخاصة في حياتنا عبر آلاف السنين، تنثر عبقاً ينفذ داخل مسام أجسادنا.. لتصبح محملة بذاكرة المكان، وبدلاً من أن نسكن نحن الأماكن.. تصبح هي من تسكننا.. وقاسيون يسكن في قلوب كل السوريين.
