لماذا كرتهم متطورة وكرتنا تراوح مكانها ..؟.. بقلم: صفوان الهندي
تحليل وآراء
السبت، ٣٠ أبريل ٢٠٢٢
حين تناولنا في مقالات ماضية مايجري في كواليس الكرة السورية وكشف أسباب الإخفاقات الكروية لم نكتب سوى الحقيقة ولم نعبر إلا عن واقع كروي يبدو أن عنوانه ينطبق عليه المثل (( فالج لا تعالج )) والدليل على ذلك أنّ اتحاد الكرة لم يستطع أن يتقدم ويطور نفسه في كل المجالات فمن الناحية الفنية فشلت منتخباتنا في استحقاقاتها الخارجية وكان الخروج المخيب للآمال من عرس الكرة العالمي، وفي مجال التحكيم أصبح حكامنا سيرة على كل لسان إلى درجة التفكير بحكام أجانب للتحكيم بدلاً من الحكام المحليين وماحدث في الأسابيع الأخير أكبر دليل على كلامنا، أما فيما يخص الدوري فالكل وبدون استثناء وصفه بأسوأ الدوريات على الإطلاق ،وفي مجال تطوير الأندية الكل شاهد المستوى المتدني لها وحالة عدم الاستقرار الذي تشهده وهو مايبدو واضحاً في الاستقالات المتتالية لإدارات الأندية .
وكم هي مسكينة كرتنا إلى درجة أنها لم تستطع أن تجد مدرباَ يقودها إلى بر الأمان ويفرح قلوب الجماهير الكروية المتعطشة لفرح كروي الذي على ما نعتقده أنه بعيد في ظل الواقع الكروي الحالي والقيادات التي تسلمت اتحاد الكرة وأخرها اللجنة المؤقتة وعلى ما يبدو أن الجمهور الكروي ضجر من التسويف والوعود ولم يعد يحتمل أن يرى منتخباته الكروية خارج العصر الكروي المبني على التخطيط المبرمج والنظريات الكروية العلمية.
نعيش هذه الأيام حمى انتخابات اتحاد الكرة التي ستجري الشهر القادم وجميعنا اطلع على الأسماء المرشحة وأغلبها ممن عمل في مراحل سابقة وفشل وحتى أنّ البعض قد تم استبعاده أو طلب منه تقديم الاستقالة ونحن نطالب أعضاء الجمعية العمومية أن يضعوا أيديهم على ضمائرهم لأنهم لن يفعلوا ذلك، (بحكم القياس للمرات السابقة) بل سيضعون مصالحهم الشخصية في الواجهة ويختارون من يعدهم بمزيد من المكاسب، وستبقى كما هي في كلّ مرة، كرة القدم السورية هي الخاسر الأكبر وهي الخاسر الأوحد ربما.
نتمنى من السادة الناخبين وضع المصلحة العامة أمام أعينهم فقد يأتي من يضع الله به بصيرة وعقل كروي محترف…لا يقبل بالتدخلات التي تجيء يمنة ويسرة.. قد يأتي ومن بيديه عصى موسى كي يخرج لنا منتخبات وأكاديميات وملاعب يلعب عليها الموهوبون من أبناء هذا البلد المعطاء بشتى أعمارهم وألوانهم … ويخرجنا من الخسارة إلى نور الفوز والانتصار.. قد يأتي وفي عينيه رؤية ثاقبة في اختيار المدربين وقد يأتي بلجان محترفة تدرس الوضع الكروي في سورية ويدرسون نفسيات لاعبينا ومهاراتهم وقدراتهم الفنية وعليه يرشحون المدرب المناسب والأفضل لقيادة منتخبنا وقد يأتي من تخرجه رحم هذه الأرض الخصبة المعطاءة والمليئة بالمواهب والعقول الرياضية النيرة ولكنهم لم يأخذوا فرصتهم وهم يحبون الرياضة ولاشيء سوى الرياضة.
أعرف أن هذا الكلام قد يزعج بعض المرشحين لكننا والله لا نتجنى عليكم جزافاً وأنتم تعرفون ذلك ولكنكم وعدتمونا فأخلفتم وتركتمونا ننظر إلى صحراء كرتنا كأنها واحتنا الخضراء فإذا كنتم قد أسأتم قراءة حقيقتنا أو قرأتموها بالمقلوب عندها تكونوا قد خدعتمونا وهنا تكمن القضية بأسرها.