ماذا نعرف عن "الكَلَف والنمش"؟
الأزمنة
الخميس، ٢٧ يناير ٢٠١١
الكلف آفة جلدية تصيب النساء أكثر ما تصيب الرجال، حيث يحدث لدى 50 – 70% من النساء الحوامل، وتتشابه أسباب الإصابة به بين كلا الجنسين من حيث التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ولون البشرة، واختلافها يكون بأن الرجال يمكن أن يصابوا بالكلف دون علاقة للتغيرات الهرمونية، والحمل وتعاطي حبوب منعه.
ويعد النمش من الآفات الصباغية التي تصيب الجلد وهو مزعج، وأكثر ما يشاهد لدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء والشعر الأشقر والأحمر.
ولأن الكثير من النساء الحوامل تصاب بالكلف، والأغلبية من النساء والرجال ذات الألوان الفاتحة يصابون به، كان تسليط الضوء على هاتين الآفتين مهماً– وبناءً على طلب بعض القراء الأعزاء كان هذا الحوار مع الدكتورة فاتن حمامية الاختصاصية بالأمراض الجلدية والتناسلية.. التي عرفت الكلف بأنه اضطراب صباغي في الوجه يشمل الوجنتين ومقدمة الوجه والشفة العلوية. وهذه الحالة أكثر لدى النساء حيث تشكل 90% من الحالات ويحدث الكلف عند 70% من النساء الحوامل ويتراجع غالباً خلال أشهر بعد الولادة. كما يصادف عند 29 – 80% من النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل ويستمر غالباً لعدة سنوات بعد إيقافها.
* ما هي الأسباب الأخرى لظهوره غير حبوب منع الحمل والحمل بحدّ ذاته.. وهل يترافق الكلف مع أعراض لأمراض أخرى؟
- قد يترافق الكلف مع زيادة تصبغ في الحلمتين والأعضاء التناسلية، كما قد يترافق عند النساء مع اضطرابات غدّية مبيضية. أما عند الرجال فلا علاقة للتغيرات الهرمونية بالكلف. ويظهر في كل الأنواع العرقية، ولكنه أكثر تكراراً عند الأشخاص ذوي الأنماط الجلدية السمراء والذين يعيشون في مناطق تتعرض للأشعة فوق البنفسجية بنسبة عالية حيث أن التعرض للشمس في هذه المناطق يعمق فرط التصبغ.
وغالباً يصيب الكلف النساء الشابات ويصادف عند السمر أكثر، حيث يتظاهر ببقع أو لطخ محددة تماماً متناظرة عادة. تتوضع على جلد النواتئ العظمية من الوجه.
* ما هي المناطق التي يتوضع فيها الكلف تحديداً؟
- يقسم الكلف وفق التوضع إلى:
كلف منتصف الوجه: حيث يصادف بنسبة 63% من الحالات ويتوضع على الخدين والجبهة والشفة العلوية والأنف والذقن.
كلف الوجنتين: يصادف بنسبة 21% ويتوضع على الخدين والأنف
كلف الفك السفلي: يصادف بنسبة 16% ويتوضع على فرعي الفك السفلي.
- وما هي أقسام الكلف وفقاً لتوزع الميلانين المزداد في الآفة؟
- يقسم الكلف إلى بشروي وأدمي ومختلط.
بشروي: حيث تتوضح البقعة بأشعة وود وتكون المعالجة أسهل.
أدمـــــي: لا تكون البقعة أوضح بأشعة وود والمعالجة أصعب.
مختلـــط: حيث تتوضح البقع قليلا بأشعة وود
* وكيف يتم علاج الكلف؟
- تشمل المعالجة طيفاً من العوامل المزيلة للتصبغ الموضعية إضافة إلى المعالجات الفيزيائية. وقد تم إحراز درجات مختلفة من النجاح لهذه المعالجات. وتتم معالجته كالآتـي:
- عوامل موضعية منقصة للتصبغ: مثل الهيدروكينون Hydroquinone – تريتوئين Tretinoin – كوجيك أسيد kojic acid – أزيليك أسيد Azilaic acid.
- المعالجة الفيزيائية: كالتقشير الكيميائي (حمض الغليكوليك – حمض الخل ثلاثي الكلور T.C.A
- المعالجة بالليزر، وسنفرة الجلد.
* هل لك أن تحدثينا بالتفصيل عن كل من التقشير الكيميائي، المعالجة بالليزر، وسنفرة الجلد؟
التقشير الكيميائي: يستخدم في معالجة الكلف وهو يتضمن التقشير بالحمض الغليكولي. والتقشير به يتم بتراكيز تتراوح بين 10-70% وهو شائع. ويمكن أن يستعمل للمرضى ذوي البشرة السمراء، وحدث تحسن بنسبة 91%، ولكن قد تظهر تأثيرات جانبية على نصفي الوجه وهي الحمامى – الحمرة – حس الوخز – التقشير.
المعالجة بالليزر: إن استخدام ليزر Ryby –Q-S بمفرده كان غير فعال بتطبيقه على بعض المرضى المصابات بالكلف. وبينما تحسنت النتائج بمشاركة ليزر2CO. ويجب ألاّ ننسى أن الكلف قد يعود إذا لم يوضع الواقي الشمسي.
سنفرة الجلد: أجريت دراسة على المرضى الذين يعانون من الكلف على الوجه، بأن معالجتهم تضمنت سنفرة موضعية أو سنفرة لكامل الوجه باستخدام رأس ماسي مخروطي خشن، وتم وضع المريض تحت التخدير الموضعي، وتمت سنفرة الجلد حتى مستوى الأدمة العليا أو المتوسطة. وبمتابعة هؤلاء المرضى لمدة خمس سنوات كانت النتائج لدى الأغلبية أي بنسبة 97% انتهى الكلف بشكل كامل، أما لدى 3% من الحالات حدث لديهم نكس جزئي.
- ذكرت بأن علاج سنفرة الجلد أعطى نتائج جيدة.. هل كان هناك اختلاطات؟
- أجل... حدث بنسبة 7% اختلاطات تضمنت ندب ضخامية، ونقص تصبغ دائم. وتضمنت الآثار الجانبية الحكّة والدخنيات.
* وماذا عن النمش؟
- هو من الآفات الصباغية المعروفة والشائعة وتعرف بالزهرة وتشاهد عند ذوي الشعر الأحمر والأشقر.
ويبدو بشكل نقط وبقع صغيرة مستديرة ذات لون أسمر أو أصفر، متناثرة على الوجنتين والجبين والأنف، وعلى المناطق المكشوفة من الجسم والمعرضة أفقياً لأشعة الشمس كالأطراف وأعلى الظهر. وهي تظهر منذ الطفولة وتزداد في الصيف وتعتبر أشعة الشمس السبب الرئيس عند ذوي الاستعداد لذلك تزداد في الصيف وتتراجع في الشتاء. وآليتها فرط نشاط الخلايا الميلانية بتأثير للضياء وليس بازدياد عددها.
* لماذا يشاهد النمش أو الكلف عند من يمارسون السباحة أكثر؟
- بسبب تعرضهم لأشعة الشمس بشكل مباشر، وعدم استعمالهم الواقيات الشمسية الخاصة بالسباحة. وأنصح بوضع الواقيات للحماية وممارسة السباحة بعد الساعة الرابعة، لأن أوقات الذروة تكون بين 12-4 ظهراً.
* ما دور الوراثة بالإصابة؟
- هناك استعداد وراثي للإصابة بالكلف عند ذوي البشرة السمراء، أما النمش فيكون أكثر عند ذوي البشرة البيضاء والشعر الأحمر.
* وما علاج النمش؟
- معالجته وقائية من تأثير أشعة الشمس، ومعالجته بتطبيق المواد القاصرة مثل مراهم الهيدروكينون الخفيفة في بعض الحالات، وقد يلجأ إلى تطبيق مراهم مؤسفة وقاصرة للجلد، وتطبق بحذر وانتباه.
* وأخيراً.. هل تنصحين ببعض الأطعمة التي تخفف أو تقي من الإصابة بكل منهما؟
- أنصح بتناول فيتامين C، وكما هو معروف بأن الحمضيات والفليفلة الخضراء والبندورة غنية بهذا الفيتامين، وأنصح بتناول الجزر الذي يحتوي على البيتاكاردتين، للحماية من الإصابة بالتصبغات الجلدية.
وفاء حيدر