ماذا يحدث للقناة الدمعية وما هو جفاف العين؟!

ماذا يحدث للقناة الدمعية وما هو جفاف العين؟!

الأزمنة

الجمعة، ٣٠ ديسمبر ٢٠١١

 الجهاز الدمعي... جهاز صغير، ولكنه عجيب، يعمل بشكل متناغم، يعمل بدقة متناهية وتناسق عجيب في الأداء.. غدة دمعية في طرف العين الخارجي، تفرز الدموع من الغدة الدمعية ثم تسير فوق سطح المقلة وبالذات فوق القرنية في اتجاه واحد ناحية الفتحة الرفيعة الموجودة في الجفون، لتصب في الكيس الدمعي ثم إلى الأنف عن طريق القناة الموصلة ما بين الكيس الدمعي والأنف.
نظام دقيق يؤدي وظيفته بأكمل وجه, لتظل العين رطبة والقرنية الشفافة الصافية رطبة لتؤدي وظيفتها بشكل صحيح. وأي خلل وظيفي في الأداء في أي جزء من هذا الجهاز ينتج عنه أمراض كثيرة....
عن هذه الأمراض وعن أمور أخرى سيحدثنا الدكتور عمار كيال الاختصاصي في أمراض العين وجراحتها والمعالجة بالليزر...
* هل تحدثنا عن جهاز تصريف الدمع عند الإنسان... ومم يتألف؟
إن جهاز تصريف الدمع عند الإنسان يتألف من نقاط دمعية موجودة في طرف العين من الناحية الأنفية على حافة الجفن العلوية والسفلية. وقنيات دمعية تسير من النقاط الدمعية باتجاه الأنف لما يسمى بـ (كيس الدمع) الموجود على حافة الأنف عند الزاوية بين العين والأنف مباشرة نستطيع تلمّسه والشعور به ككبسول مطاطي صغير أما القناة الأنفية الدمعية، فهي تسير داخل العظم الدمعي ضمن عظام الأنف لتفتح على الأنف في الوسط والخلف حتى يصرف الدمع إلى البلعوم الأنفي.
* ما آليات حدوث الدمع المرضي؟
- آليات حدوث الدمع المرضي متعددة فمنها الدمعان أي زيادة إفراز الدمع التالية لأمراض عينية، والدماع والذي ينجم عن نقص تصريف الدمع، ويتفاقم بالبرد وينقص بالحر والجفاف. وكذلك سوء توضع نقاط الدمع في الشيخوخة كانسدال الأجفان وشتر الجفن الشيخي أو الندبي التالي لمرض فيزيائي أو كيميائي كالحروق، أو حراري. وهناك فشل المضخة الدمعية تلاحظ عند الكهول نتيجة رخاوة في الأجفان.
* هل للدمع أنواع من الناحية الإفرازية؟
- الدمع نوعان من الناحية الإفرازية، فهناك دمع انعكاسي والذي يحدث نتيجة تهيج أو شدّة نفسية مثل البكاء أو دخول جسم غريب داخل العين أو نتيجة طرفة أو رض بسيط على العين. ويتم إفرازه من الغدّة الدمعية الموجودة على حافة جفن العين العلوي الخارجي.
أما الدمع الأساسي: فيفرز من غدد موجودة بالغشاء المخاطي للعين (الملتحمة) وخاصة الرتجيّة ومهمة هذا النوع من الدمع المحافظة على ترطيب العين وغسلها من الأوساخ والأتربة والبكتريا، ويتألف من ثلاث طبقات مائية وزيتية ودسمة. وفي حال وجود أي خلل في إحدى هذه الطبقات فإننا نلاحظ دماعاً مع آلية حدوث تجفاف في العين بنفس الوقت، لأن الدمع لن يتماسك بشكل طبقة على سطح العين. وفي حال وجود خلل بأكثر من طبقة في نفس الوقت قد يلاحظ جفاف للدمع بشكل كامل.
* وماذا تحدثنا عن جفاف العين؟
- تظهر هذه الحالة عندما لا تفرز العين القدر الكافي من الدموع التي تساعد على ترطيبها ومنع التهابها. وتفرز الدموع بطريقتين: إما بشكل طبيعي بمعدل بطيء وثابت لتساعد على تشحيم وتسهيل حركة العين. أو تفرز بكميات كبيرة بمعدل سريع في حالة تهيج العين أو عند البكاء.
* ما هي أعراض جفاف العين؟
- حكّة العين، تهيج العين من الدخان والرياح، وخز وحرقان بالعين، وجود مخاط في شكل خيوط حول العين وداخلها، صعوبة واضحة في ارتداء العدسات اللاصقة في حال استعمالها، وزيادة كبيرة في إفراز الدموع.
* يلاحظ عند البعض انحباس الدمع الانعكاسي عند الشدة النفسية.. ما السبب برأيك؟
- لهذا أسباب كثيرة منها سوء بتعصيب الغدّة الدمعية، وقد يكون نتيجة بعض الأمراض مثل الساركوئيد وهو مرض خطير يصيب الجهاز التنفسي كما يصيب الغدّة الدمعية والعين، لذلك قد يكون لانعدام الدمع أثناء الشدّة النفسية علامة لهذا المرض. أو ممكن إصابتها بورم (حبيبوم واغنر) وهو ورم غالباً ما يكون من النوع السليم. ويمكن حدوث جفاف للعين.
* لماذا يلاحظ التجفاف عند بعض المرضى الذين أجروا عملية تصحيح للبصر بالليزر؟
- يوجد عاملان لحدوث هذه الآلية، العامل الأول أن سطح القرنية يحتاج إلى فترة من الوقت قد تمتد إلى ثلاثة أشهر بعد عملية تصحيح البصر حتى يعود سوياً أملس كما كان. أما العامل الثاني فهو حدوث اضطراب مجهول السبب في الغدد الدمعية الأساسية وهو يؤدي إلى اضطراب مؤقت ويستمر أيضاً حوالي الشهر.
* وما هو انسداد مجرى الدمع؟
- هو انسداد في أي مكان ضمن هذا المجرى، وقد يكون الانسداد طرياً أي على حساب النسج الرخوة أو قاسياً على حساب العظم والغضروف في الأنف.
* تعريف الانسداد الولادي؟
- تأخر تشكّل القناة الدمعية. ومن علاماته دماع، التصاق الأجفان بمفرزات خروج قيح عند الضغط على كيس الدمع عند زاوية العين من ناحية الأنف، ويحدث فيه الشفاء بنسبة 90% إلا إذا تأخر عندها نقوم بإجراء بسيط يسمى سبر مجرى الدمع. وأما المعالجة فتكون بصادات حيوية، أو بالتمسيد أو بالسبر.
* وما هي أسباب انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الكبار؟
- يكون هذا الانسداد لعدة أمور قد يكون بسبب رضوض فيزيائية أو كيميائية أو حرارية، أو نتيجة الإصابة ببعض الأورام أو ارتشاحاتها، أو بسبب انسداد بما يسمّى حصيات دمعية حيث تحدث نتيجة انسداد في مجرى الدمع مؤقت قد يكون بسبب التهابي تتشكل بآلية غير معروفة تؤدي إلى انسداد مزمن. وقد يحدث خراج كيس دمع ذلك بسبب انسداد مزمن مع حدوث خمج (التهاب بمنطقة الانسداد يتحول لقيح ويؤدي إلى تخرب النسج المحيطة). أو نتيجة تضيّق وهو مجهول السبب.
* وهل خراج كيس الدمع خطير؟
- أجل... خطير وبشدة، لأنه قد يتحول إلى التهاب نسيج خلوي أو قد يرشح إلى المناطق المجاورة. وهنا لدينا الجيب الكهفي أي تماس مباشر مع تروية الدماغ. أو الجيوب الغربالية أيضاً تماس مع السحايا مع التنبيه إلى أنه ممنوع منعاً باتاً عصر الخراج كي لا يؤدي إلى ما ذكر.
* هل تكون الوراثة سبباً في انسداد مجرى الدمع؟
- إن بعض الناس لديهم شكل أنف مميز وإن جذر الأنف العريض غالباً ما يترافق بانسداد مجرى دمع لكن مع النمو ينفتح المجرى تلقائياً.
* المعالجة؟
- عند الرضع يفضل الانتظار حتى عمر سبعة أشهر ثم نقوم بسبر مجرى الدمع ويكون بمشفى، إذا عاد الانسداد، عندها يمكن إعادة السبر مرة أخرى وإذا تكرر نقوم بإجراء عمل جراحي. تنبيت القناة الدمعية وهو إجراء غير راض، أي لا يوجد جرح إنما بواسطة أنبوب سيلكون يوضع ضمن القناة الدمعية لمدة ليست أقل من سنة حتى تتشكّل القناة الدمعية عليه بشكل جيد.
أما عند الكبار فيكون بعدة طرق جراحية هدفها إجراء مفاخرة دمعية أنفية.
* ماذا لو أهمل المريض الانسداد وقرر عدم إجراء الجراحة؟
- يبقى المريض مسؤولاً عن نفسه فممكن حدوث خراج كما ذكرنا سابقاً وأعراضه ومخاطره كبيرة.
* هل من الممكن الشفاء العفوي؟
- مطلقاً.. إلا في حال كان هذا الانسداد نتيجة مرض معين وتم الشفاء من هذا المرض.
* مثل ماذا؟
- الرشح مثلاً.. وهو أبسط الأمثلة.
* طالما نحن نتكلم عن قناة دمعية أنفية ومجرى تصريف دمع هل من الممكن حدوث اختلاط بعد عمليات تجميل الأنف؟
- من النادر حدوث مثل هذا الاختلاط، لأن العمليات تحدث على الوترة الغضروفية مع تقويم في عظم الأنف. إلا إذا كان التداخل كبيراً كإجراء عمل تجميلي لتشوه ناتج عن رض شديد أو حادث.
* بماذا تنصح للوقاية من انسداد مجرى الدمع؟
- كوقاية من انسداد مجرى الدمع بشكل مستقل لا يوجد. وما ننصح به هو الاهتمام بصحة العين التامة، وذلك بمراقبة أي التهاب مهما كان خفيفاً إن كان خمجياً أو تحسسياً. أما عند الكهول فيجب عدم إهمال رخاوة الأجفان أو شتر الجفن. وإن أي دماع مجهول السبب يجب على المريض مراجعة طبيبه خاصة إذا ترافق مع أعراض غير عينية مثل انسداد بالأنف من طرف واحد أو طرفين أو رعاف متكرر أو خراجات أسنان أو التهاب جيوب متكرر.
وفاء حيدر