ما النتيجة حين يجتمع القلق الامتحاني والقلق الوطني؟
الأزمنة
الأحد، ٣ يوليو ٢٠١١
المرسوم رقم 174 الذي صدر في التاسع من أيار الماضي، والقاضي بمنح طلبة الشهادة الثانوية العامة بجميع فروعها لدورة عام 2011 دورة امتحانية إضافية؛ لقي ارتياحاً كبيراً لدى الطلبة.. حيث تعلمون أن المواطن السوري يعيش منذ ثلاثة أشهر تحت تأثير حالة من التوتر والضغط بعد أن أصبح يتلقى طيلة اليوم ضخاً إعلامياً هائلاً عبر شبكة واسعة من القنوات الفضائية، ولم تسلم منه الأسر وأفرادها ممن يستعدون للتقدم إلى الامتحانات العامة.. كيف ينظر الأهالي والطلاب إلى هذا المرسوم؟.
وبحسب وزارة التربية فقد وصل عدد المتقدمين لامتحان الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي هذا العام إلى 339605 وذلك بزيادة مقدارها 30311 طالباً على العام الماضي بينما يبلغ عدد المسجلين لامتحانات الثانوية المهنية بفروعها صناعة - تجارة - نسوي 39398 طالباً بزيادة مقدارها 2417 طالباً على العام الماضي في حين بلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الثانوية الشرعية لهذا العام 5591 طالباً بزيادة مقدارها 16 طالباً على العام الماضي.
وحول الخطوات التي قامت بها وزارة التربية ومدى مراعاتها للظروف التي تمر بها سورية وتأثير هذه الأحداث على طلاب شهادة الثانوية العامة بالإضافة إلى المفاضلة التي تضعها وزارة التعليم العالي أجرت الأزمنة العديد من اللقاءات للوقوف على ذلك.
تقاطعت آراء الأهالي الذين التقتهم الأزمنة بأن المرسوم عزّز الروح المعنوية لدى الطلبة في وقت كان الكثير منهم يعيش بين قلقين الأول على تحصيلهم التعليمي والثاني على مستقبل بلدهم.
البداية كانت لدى طلاب البكالوريا الذين نسوا همّهم الصغير وتحدثوا عن همهم الوطني فأشار أغلبهم إلى أن المؤامرة الخبيثة التي تجري على الأراضي السورية لم تزدهم سوى إصراراً وعزيمة على المضي قدماً في التحصيل العلمي والارتقاء إلى درجات التفوق.
وعن مدى تأثير هذه الأحداث على نفسيتهم خلال مرحلة المراجعة وتقديم الامتحان أبدى معظم من التقيناهم من الطلاب أن هذه الأحداث احتلت مساحة كبيرة من اهتمامهم في الآونة الأخيرة رغم تفرغهم الكامل للدراسة والمراجعة لتقديم الامتحان مشيرين إلى أن هذه الأحداث أدت إلى تشتيت ذهن الطالب ولكن في نفس الوقت أعطته ذريعة قوية من أجل المثابرة والتحصيل العلمي العالي.
الأسئلة كانت تناسب الجميع
وعن الأسئلة أجاب أغلب الطلاب أن الأسئلة كانت تناسب الجميع، وتوقَّع معظم الطلاب أن تكون الأسئلة في غاية السهولة نتيجة الأحداث إلا أن بعضها كان صعباً، هذا ما قاله الطالب علي " ثانوية أدبي " حيث أشار إلى أن أسئلة الفلسفة كانت سهلة بشكل عام وتناسب حتى الطلاب ذوي المستوى المتوسط وكل الأسئلة كانت من الأسئلة المتوقعة، وأما المساعدة الكبيرة كانت بالنسبة لنا أن أغلبية الأسئلة كانت من بداية الكتاب وهذا بالتأكيد لمصلحة الطلاب الذين درسوا على أقل تقدير الدروس الأولى من الفلسفة وحتى لا يظلم أحد من الطلبة الذين لم يستطيعوا إكمال مناهجهم نتيجة الظروف التي تمرّ بها بلدنا.. أما عن الصعوبات فكانت تتمثل بأسئلة الأخلاق وأيّده في ذلك الطالب ماهر الذي قال بأن الأسئلة جاءت سهلة ويستطيع أغلب الطلاب النجاح بها وخاصة المتوسطين منهم منوهاً إلى أن السهولة كانت في موضوع التعبير مشيراً إلى أن أسئلة الأخلاق سهلة وصعبة في نفس الوقت إذ إن صعوبتها تكمن بأنها لم يعتد طلاب السنوات السابقة أن تكون من أسئلة الامتحان ومع ذلك فقد كانت اختيارية، والطالب الذي درس بشكل جيد جداً سينال وبسهولة علامات جيدة.
البكالوريا العلمي.. أقوال أخرى
هذا بالنسبة للبكالوريا الأدبي أما بالنسبة للعلمي فقد رأت الطالبة ياسمين أن أسئلة العلوم لم تكن سهلة عكس ما نشر بين الطلاب أن امتحان هذا العام ونظراً لظروف البلد ستكون سهلة على العكس، فأنا وأغلب صديقاتي لن نستطيع تحصيل علامة ممتازة فيها هذا إن لم نكن من أصحاب العلامات المتوسطة، كما أشارت إحدى الطالبات أن الأسئلة تحتاج لتركيز والطالب النبيه والذي درس بطريقة صحيحة يستطيع الإجابة على الأسئلة والانتباه إلى الطلبات الصغيرة الموجودة في السؤال الواحد.. مشيرة إلى أن الأسئلة كانت شاملة من كل الكتاب ربما أسئلة الأعصاب كانت مركزة لكن المسألة وعليها خمس علامات فموجودة في الكتاب ربما تحتاج لسؤالين منهما على إجابة نظرية والبقية كانت لمن درس وركز جيداً يستطيع نيل علامات جيدة جداً، حتى وإن كانت صعبة.
وبعد أن تحدثنا مع الطلاب توجهنا إلى ذويهم..إذ من المعروف لدينا إنه مع بدء امتحانات الشهادات فإن أغلب الأسر تستنفر سواء في المنازل أو حتى على أبواب المدارس والمراكز الامتحانية وذلك لكي يتأكدوا من أداء أبنائهم في الامتحان، ونظراً للظروف التي تمرّ على بلدنا الحبيب فإن هذه الظاهرة زادت عن السنوات السابقة حيث أشار أبو محمد الذي كان ينتظر ابنه على باب المدرسة أن ابنه يقدم امتحان شهادة البكالوريا العلمي وهو ينتظره لكي يطمئن عليه ويحرص على سلامته أيضاً.
وعن الدور الذي لعبته الأسرة في منزله من أجل توفير الجو المناسب لابنه محمد قال أبو محمد: نحن في المنزل نلتزم ببرنامج ولدي الامتحاني والتدريسي أيضاً فلا نصدر أي ضجة في أوقات دراسته حتى أني أخرج معه في أوقات راحته للتنزه قليلاً، وعن مدى تأثير الأحداث الراهنة التي تمر على سورية قال أبو محمد: في حقيقة الأمر هذه الأحداث لم توفر صغيراً ولا كبيراً فكل من يرى ويسمع يتأثر.. لقد أثرت علينا نفسياً كثيراً ولا أخفي أنها أثرت أيضاً على ولدي وخاصة أنها تصادفت مع بدء الامتحانات ولكن نرجو أن يكون هناك تقدير من وزارة التربية ووزارة التعليم العالي بأن هذه الأحدث أثرت على الطلاب وتركيزهم الامتحاني وذلك عن طريق مساعدة هؤلاء الطلاب سواء من حيث المفاضلة أو من خلال تسهيل الأسئلة قليلاً عليهم..
لا علاقة لوزارة التعليم العالي
هيام البشارة مديرة شؤون الطلاب في وزارة التعليم العالي أوضحت في معرض ردها عن أسئلة الأزمنة: أن المرسوم رقم 174 تاريخ 9/5/2011 جاء ليمنح الطلاب المسجلين لامتحانات الشهادة الثانوية العامة والمهنية والشرعية دورة إضافية للعام الدراسي 2010-2011 وللطالب اختيار نتائج إحدى الدورتين.
وبالنسبة لتخوّف الطلاب من ارتفاع المفاضلة الجامعية نتيجة الدورة الإضافية الجديدة قالت البشارة إنه لا علاقة لوزارة التعليم العالي بارتفاع معدلات القبول الجامعي، فالقبول مرتبط بالطاقة الاستيعابية للجامعات ويفاضل الطلاب فيما بينهم وفق المعدلات التي حصلوا عليها وتسلسل رغباتهم.
وعن عدد الطلاب الجدد المتوقعين أن يدخلوا الجامعات السورية في العام الدراسي الجديد أوضحت البشارة أنه سيتم استيعاب الطلاب بالطاقة القصوى للجامعات مع الحفاظ على جودة التعليم والعملية التعليمية والاستثمار الكامل للبنى التحتية وللأبنية الجامعية وللوقت وللدوام إضافة إلى زيادة في الشعب الطلابية التي ستؤدي إلى زيادة في عدد المقبولين.
الأسئلة الامتحانية جاءت شاملة وبعيدة عن التعقيد
وعن مدى مراعاة وزارة التربية للظروف الحالية التي تمر بها سورية ومدى تأثيرها على الطالب عند وضع الأسئلة الامتحانية وكيف تم ذلك أوضح مدير المناهج والتوجيه في وزارة التربية والتعليم عبد الحكيم الحماد في معرض رده عن الأسئلة التي وجهناها لوزارة التربية مجيباً: إن وزارة التربية تحرص على إيلاء كل الاهتمام للطلبة سواء كانت حالة امتحان أو حالة تطوير مناهج، ولذلك تم تهيئة الأجواء المريحة في المراكز الامتحانية في مديريات التربية في المحافظات بحيث تكون الامتحانات بالجودة المطلوبة كما أن الأسئلة الامتحانية جاءت شاملة للموضوعات المقررة وواضحة وبعيدة عن التعقيد وتغطي المستويات التفكيرية المطلوب تحقيقها في الامتحان.
وعن الخطوات التي قامت بها الوزارة للتخفيف من وطأة الأحداث على الطلاب قبل الامتحان وأثناءه أجاب الحماد: أن وزارة التربية قامت من خلال وزير التربية والمعاونين ومدراء الإدارة المركزية والموجهين الأولين بإجراء حوارات إرشادية توجيهية للطلبة تتعلق بكيفية التقدم إلى الامتحان وكيفية التعامل مع ورقة الأسئلة وورقة الإجابة وتقديم النصائح بالإضافة إلى أن هناك لقاءات للإجابة عن استفسارات الطلبة حول الدورة الامتحانية الأولى والدورة الإضافية وشروحات حول التعليمات التنفيذية للمرسوم الكريم الذي سمح لطلبتنا في الشهادة الثانوية التقدم إلى الدورة الإضافية.
وعن المساعدة التي ستقدم للطلبة سواء من حيث العلامات أو من حيث نمطية الأسئلة أجاب الحماد: نساعد طلبتنا بإرشادهم إلى كيفية استثمار الوقت التحضير للامتحان وكيفية قراءة الأسئلة والإجابة عليها، وأن أبرز ما تتصف به الأسئلة للشهادات العامة هي الموضوعية والتوازن ومراعاة المستويات المختلفة بين الطلبة والتدرج في الأسئلة في المستويات، وجاء المرسوم الكريم ليفسح أمام الطلبة فرصة التقدم للامتحان مرة أخرى من خلال دورة إضافية يستطيع الطالب من خلالها أن يحصل على درجات قد تكون أفضل من درجات الدورة الأولى أما سوية الأسئلة في جميع الدورات هي متوازنة وشاملة ومتساوية في درجة السهولة والصعوبة.
وعن نسبة النجاح المتوقعة خلال هذا العام ومدى ارتفاع علامات المفاضلة قال الحماد: ستكون النسبة المتوقعة للنجاح هي النسبة الطبيعية الاعتيادية وتتغير من مادة إلى أخرى وبمقدار بسيط جدا (+ -) درجة أو درجتين أو ثلاث عن السنوات السابقة وبما أن الأسئلة شاملة وواضحة ومتوازنة وتراعي المستويات المختلفة للطلبة ستكون النسبة أيضاً منسجمة مع ما تم التخطيط له؛ وهي أن المكتسبات المعرفية والأدائية قد تحققت في نهاية المرحلة الدراسية وتقاس باختبار تحصيلي مقنن لهذا الغرض وهناك اتساق وانسجام بين أهداف الامتحان ونسبة تحقيقها ونسبة النجاح وكل طالب يستحق النجاح وحقق المكتسبات المطلوبة سيكون من الناجحين في أي مجال من مجالات الحياة.
وسيم وليد إبراهيم