مع تكرار خروجه من حسابات الجدوى الاقتصادية موسم التفاح .. فرحة فلاح نخرها الدود وعمليات التسويق أجهزت على إنتاجه
أخبار سورية
الخميس، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٥
جودة ثمار التفاح وتميزها بالطعم واللون والنكهة، هو أهم ما يعتمد عليه فلاح السويداء في تسويق محصوله في السوق المحلية، وتصديره أحياناً إلى الخارج، وخاصة أن تفاح السويداء يعد من أجود أنواع التفاح العالمي، ولكن هذه الثمرة اليوم باتت بين مطرقة استيراد المواد الأولية التي بمعظمها غير موثوقة لجهة الصلاحية والفعالية، وسندان التصدير الذي باتت تحكمه المعابر المائية بعد إغلاق معبر نصيب الحدودي، وهذا ما أضاف أعباء إضافية على سعره، فماذا يقول فلاحو السويداء عن معاناتهم التصديرية والإنتاجية لهذا الصنف من الفاكهة؟! وما هي الحلول؟!.
إصابة الموسم
خلال جولتنا في بساتين التفاح التقينا الكثير من الفلاحين الذين أكدوا على إصابة إنتاج التفاح هذا العام بدودة التفاح التي أدت إلى تراجع الإنتاج، ويعود السبب في ذلك إلى عدم فاعلية المبيدات الحشرية المستخدمة في الرش، أو بالأحرى انتهاء صلاحية هذا المبيد، ولاسيما (الأغري- ثوات)، و(الدايمثوت)، علماً بأن مفعول هذا الدواء ينتهي خلال /4/ أيام، وهذا ما أدى إلى هذه الإصابة الكبيرة، فهناك حقول تجاوزت نسبة الإصابة فيها الـ 60%، وأخرى وصلت إلى 90%، وهذا يعني خسارة مؤكدة للفلاح، مع العلم بأن كل المزارعين كانوا يتقيدون بمواعيد الرش، وبحسب تعليمات الوحدات الإرشادية، وأنهم لم يتأخروا يوماً عن الموعد المحدد للرش، عدا ذلك فإن معظم الفلاحين أبناء هذا الكار، أي الزراعة والفلاحة منذ حوالي 30 عاماً، ومن غير الممكن أن يجهلوا مواعيد الرش!.
والمسألة المهمة التي أشاروا إليها هي المبالغ المالية الكبيرة التي دفعوها ثمناً لهذه المبيدات الحشرية، فمثلاً سعر الليتر الواحد من مانع الانسلاخ وصل إلى /22/ ألف ليرة، وسعر الليتر الواحد من المبيدات المذكورة آنفاً بلغ حوالي 3500 ليرة، هذا عدا تكاليف الفلاحة، والحراثة، وأجور اليد العاملة، طبعاً يضيف هؤلاء بأن إصابة الإنتاج بهذه الدودة ارتد عكساً على المزارع اقتصادياً ومالياً، وذلك بسبب تراجع الإنتاج، وتراجع سعره، فمثلاً سعر الكغ الواحد من الثمار المصابة بهذه الحشرة لا يتجاوز الـ 20ل.س في السوق المحلية، إضافة إلى رفض استجراره من قبل التجار، ودائرة الخزن والتسويق لكونه غير قابل للتخزين، ما يدفع المزارعين لبيعه وفق الإصابة بأسعار بخسة جداً، وبخسارة كبيرة، ولاسيما أن معظم الإنتاج مصاب بهذه الحشرة!.
خبرتهم لم تشفع لهم!
وأضافوا: في السنوات الماضية كنا نقوم برش الأشجار /4/ رشات في السنة، وكانت النتائج جيدة، وهذا الموسم وصلت الرشات إلى /6/ رشات، ومع ذلك كانت الإصابة كبيرة، وبشكل غير مسبوق، وما زاد الطين بلة الارتفاع اللامسبوق لأسعار المبيدات الحشرية التي لا تتناسب على الإطلاق مع واقع الحال، وطالبوا بتحليل هذه المبيدات ضمن مخابر وزارة الزراعة، وتشديد الرقابة على الصيدليات الزراعية للتأكد من صلاحية هذا المبيد، وإجراء دراسة علمية لمعرفة أسباب هذه الإصابة التي تم تسجيلها بشكل ملحوظ هذا الموسم، طبعاً ما طالب به منتجو مادة التفاح لم يغب عن حديث رئيس الغرفة الزراعية في السويداء حاتم أبو راس الذي أكد بدوره ضرورة تحليل جميع المواد الخاصة بالرش للتأكد من فعاليتها، ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية، علماً بأن معرفة أسباب الإصابة تحتاج إلى مهندسين زراعيين، وقال: أعتقد بأن مديرية الزراعة بدأت بدراسة هذه الأسباب لكون الإصابة هذا الموسم تختلف عن السنوات السابقة، كما لم يخف عنا المزارعون معاناتهم من أجور النقل، والتبريد، والتخزين، فمثلاً تبلغ أجور التبريد للصندوق الواحد 300ل.س، بينما تبلغ أجرة العامل الواحد 1500ل.س في اليوم الواحد، وأجرة الفلاحة 3000ل.س للدونم الواحد، عدا معاناتهم من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي ينعكس سلباً على التخزين، وصعوبة تصدير هذه المادة، ولاسيما بعد إغلاق المعابر البرية، ليصبح التصدير عبر المنافذ البحرية، وهذا صراحة مكلف جداً، إذ تصل تكاليف البراد الواحد، سعة 25طن تفاح، إلى حوالي 3 ملايين ليرة، بينما كانت سابقاً لا تتجاوز المليون ليرة!.. وبهذا تصبح تكلفة إنتاج الكغ الواحد من التفاح حوالي 270 ليرة، بينما مبيعه لا يتجاوز الـ135 ليرة، ليضيفوا أن تسويق التفاح ضمن السوق المحلية في هذه الظروف بات شبه معدوم، إضافة إلى الأسعار المتدنية له، وارتفاع مستلزمات الإنتاج.
الزراعة تسحب عينات
وعن سر منافسة تفاح “السويداء” للتفاح العالمي بكل أصنافه؛ يقول المهندس بسام الجرمقاني، مدير زراعة السويداء، إن سبب جودة تفاح “السويداء”، ومنافسته للتفاح العالمي يعود لعدة أسباب أولها: أن زراعة التفاح في المحافظة هي زراعة طبيعية بعلية تعتمد على مياه الأمطار، حيث يبلغ متوسط الهطول المطري السنوي في مناطق الزراعة نحو 525مم، وثانيها أن التربة البازلتية ذات المنشأ البركاني تحتفظ بالرطوبة بطريقة جيدة؛ وهذا ما ينعكس بدوره على جودة ثمار التفاح من حيث زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة فيه والسكريات التي تصل نسبتها إلى 20%، ومن ثم انعكاس ذلك على القدرة التخزينية للثمار، كما أن انتشار زراعة هذه الشجرة بدءاً من ارتفاع 1200 متر وحتى 1800 متر عن سطح البحر يوفر لها في الشتاء إضاءة وسطوعاً شمسياً جيداً، إضافة إلى العدد الكافي من ساعات البرودة التي تزيد على 2000 ساعة برد، كما يوفر هذا الارتفاع للأشجار تعرضها للأشعة فوق البنفسجية في الصيف؛ وهو ما يكسبها لوناً وطعماً ونكهةً مميزة تجعلها من أفضل الأصناف التجارية الرئيسة في العالم، كما أن الرطوبة النسبية في شهري حزيران وآب تساعد فيما يعرف بظاهرة قطف الندى التي تمتاز بها الحجارة البازلتية السوداء؛ وهو ما يساهم في تحسين صفات الثمار من حيث الحجم واللون.
وبين الجرمقاني فيما يتعلق بإصابة التفاح بدودة الثمار، أنه بالفعل لوحظ هذا الموسم انتشار غير مسبوق لدودة ثمار التفاح ضمن حقول المزارعين، إضافة إلى عدم تمكنهم من السيطرة على هذه الإصابة، وقد وردنا العديد الشكاوى من قبل المزارعين بعدم فعالية مبيد “الأغري ثوات والدايمثوت”، فقمنا بسحب عينتين عشوائيتين من هذين المبيدين وإرسالهما إلى مديرية الوقاية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وذلك بغية التأكد من صلاحية وفعالية هذين المبيدين، إضافة إلى ذلك فقد تم إجراء تجربة حقلية بالتعاون مع قسم المكافحة عام 2014 باستخدام هذين المبيدين على الحشرات المذكورة، وقد أعطى هذان المبيدان نتائج جيدة، مضيفاً أنه من خلال متابعة المصائد الفرمونية التي بلغ عددها 100 والموزعة على جميع مناطق ومواقع زراعة التفاح، تبين لدينا بدء خروج فراشات الجيل الأول في 15/4/2015 على ارتفاع 1650م مع استمرار طيران فراشات هذا الجيل حتى تاريخ 14/6/2015، ولاسيما في مناطق الكفر وظهر الجبل وعرمان، كما لوحظ بدء طيران فراشات الجيل الثاني بعد أسبوع حتى أسبوعين من توقف طيران فراشات الجيل الأول، وذلك في أغلبية المواقع، علماً بأنه لم يسجل فاصل واضح بين نشاط الجيل الأول والجيل الثاني منذ عدة أعوام، إضافة لاستمرار طيران فراشات الجيل الثاني لأكثر من شهرين إذ مازالت القراءات أعلى من العتبة الاقتصادية في أغلب المناطق حتى تاريخه، حيث بلغ عدد الرشات منذ بداية الموسم /5/ رشات مشيراً إلى أن انتشار الإصابة مرده إلى تأخر الفلاحين بتنفيذ المكافحة وعدم التقيد بمواعيد الرش، عدا عن ارتفاع درجات الحرارة، ولاسيما خلال شهري تموز وآب وتعرض المنطقة لموجات حارة متعاقبة، وهذا انعكس سلباً على فعالية المبيدات الحشرية المستخدمة، ولاسيما المبيدات ذات الضغط البخاري، إضافة إلى ازدياد أعداد فراشات الجيل الثاني بشكل ملحوظ مقارنة مع الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن نجاح مكافحة هذه الحشرات يتطلب أولاً أن تكون فعالية المبيد الحشري جيدة، إضافة إلى التقيد بمواعيد الرش والتغطية الجيدة للمبيد، تنفيذ هذه الشروط يخفض من الإصابة.
مشاكل تصديرية
مشاكل التصدير التي برزت العام الماضي وهذا العام لاتقل أهمية عن المشاكل السابقة والتي يعود سببها الرئيس لإغلاق معبر نصيب الحدودي والتوجه نحو النقل البحري، يقول المخلص الجمركي رضوان الظاهر إنه من أهم الدول المستوردة لتفاح السويداء هي مصر والأردن، وقد أثر إغلاق معبر نصيب الحدودي على عمليات التصدير لتلك الدول، حيث رفعت عمليات النقل البحري أسعار مادة التفاح أكثر من 75 ليرة سورية للكيلو الواحد عن النقل البري، وهذا انعكس على سعر المادة والفلاحين.
وبين الظاهر أن تفاح السويداء تفاح منافس، وهناك أسواق واعدة يجب العمل على طرقها وأهمها السوق الروسية وكذلك أسواق فنزويلا واستراليا، حيث توجد جالية كبيرة من أبناء المحافظة في هذين البلدين ويجب أن يلعب اتحاد المصدرين دوراً هاماً في هذا المجال.
الخطوة الأولى
يبدو أن الخطوة الأولى يجب أن تبدأ عند نهاية الحلقة، أي عبر إحداث فرع لاتحاد المصدرين في السويداء يسهل عمليات التصدير ويساهم فيها بشكل جدي، فالاتحاد مشغول بصفقات أكثر أهمية ولم يلفت انتباهه تفاح السويداء وجودته، وكذلك المراقبة الدقيقة للمبيدات الحشرية التي يتم استيرادها، وأن يلعب القطاع العام دوراً فاعلاً في هذا المجال.
يذكر أن المساحة المزروعة من أشجار التفاح في المحافظة قد بلغت حتى الآن نحو 14000 هكتار أغلبها في مناطق سفح الجبل والمناطق التي تتجاوز أمطارها 400مم، وأن عدد الأشجار في المحافظة هو 266483 شجرة، وأن إنتاج المحافظة يصل وسطياً إلى 50 ألف طن سنوياً،
يارا البكفاني- البعث
إصابة الموسم
خلال جولتنا في بساتين التفاح التقينا الكثير من الفلاحين الذين أكدوا على إصابة إنتاج التفاح هذا العام بدودة التفاح التي أدت إلى تراجع الإنتاج، ويعود السبب في ذلك إلى عدم فاعلية المبيدات الحشرية المستخدمة في الرش، أو بالأحرى انتهاء صلاحية هذا المبيد، ولاسيما (الأغري- ثوات)، و(الدايمثوت)، علماً بأن مفعول هذا الدواء ينتهي خلال /4/ أيام، وهذا ما أدى إلى هذه الإصابة الكبيرة، فهناك حقول تجاوزت نسبة الإصابة فيها الـ 60%، وأخرى وصلت إلى 90%، وهذا يعني خسارة مؤكدة للفلاح، مع العلم بأن كل المزارعين كانوا يتقيدون بمواعيد الرش، وبحسب تعليمات الوحدات الإرشادية، وأنهم لم يتأخروا يوماً عن الموعد المحدد للرش، عدا ذلك فإن معظم الفلاحين أبناء هذا الكار، أي الزراعة والفلاحة منذ حوالي 30 عاماً، ومن غير الممكن أن يجهلوا مواعيد الرش!.
والمسألة المهمة التي أشاروا إليها هي المبالغ المالية الكبيرة التي دفعوها ثمناً لهذه المبيدات الحشرية، فمثلاً سعر الليتر الواحد من مانع الانسلاخ وصل إلى /22/ ألف ليرة، وسعر الليتر الواحد من المبيدات المذكورة آنفاً بلغ حوالي 3500 ليرة، هذا عدا تكاليف الفلاحة، والحراثة، وأجور اليد العاملة، طبعاً يضيف هؤلاء بأن إصابة الإنتاج بهذه الدودة ارتد عكساً على المزارع اقتصادياً ومالياً، وذلك بسبب تراجع الإنتاج، وتراجع سعره، فمثلاً سعر الكغ الواحد من الثمار المصابة بهذه الحشرة لا يتجاوز الـ 20ل.س في السوق المحلية، إضافة إلى رفض استجراره من قبل التجار، ودائرة الخزن والتسويق لكونه غير قابل للتخزين، ما يدفع المزارعين لبيعه وفق الإصابة بأسعار بخسة جداً، وبخسارة كبيرة، ولاسيما أن معظم الإنتاج مصاب بهذه الحشرة!.
خبرتهم لم تشفع لهم!
وأضافوا: في السنوات الماضية كنا نقوم برش الأشجار /4/ رشات في السنة، وكانت النتائج جيدة، وهذا الموسم وصلت الرشات إلى /6/ رشات، ومع ذلك كانت الإصابة كبيرة، وبشكل غير مسبوق، وما زاد الطين بلة الارتفاع اللامسبوق لأسعار المبيدات الحشرية التي لا تتناسب على الإطلاق مع واقع الحال، وطالبوا بتحليل هذه المبيدات ضمن مخابر وزارة الزراعة، وتشديد الرقابة على الصيدليات الزراعية للتأكد من صلاحية هذا المبيد، وإجراء دراسة علمية لمعرفة أسباب هذه الإصابة التي تم تسجيلها بشكل ملحوظ هذا الموسم، طبعاً ما طالب به منتجو مادة التفاح لم يغب عن حديث رئيس الغرفة الزراعية في السويداء حاتم أبو راس الذي أكد بدوره ضرورة تحليل جميع المواد الخاصة بالرش للتأكد من فعاليتها، ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية، علماً بأن معرفة أسباب الإصابة تحتاج إلى مهندسين زراعيين، وقال: أعتقد بأن مديرية الزراعة بدأت بدراسة هذه الأسباب لكون الإصابة هذا الموسم تختلف عن السنوات السابقة، كما لم يخف عنا المزارعون معاناتهم من أجور النقل، والتبريد، والتخزين، فمثلاً تبلغ أجور التبريد للصندوق الواحد 300ل.س، بينما تبلغ أجرة العامل الواحد 1500ل.س في اليوم الواحد، وأجرة الفلاحة 3000ل.س للدونم الواحد، عدا معاناتهم من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي ينعكس سلباً على التخزين، وصعوبة تصدير هذه المادة، ولاسيما بعد إغلاق المعابر البرية، ليصبح التصدير عبر المنافذ البحرية، وهذا صراحة مكلف جداً، إذ تصل تكاليف البراد الواحد، سعة 25طن تفاح، إلى حوالي 3 ملايين ليرة، بينما كانت سابقاً لا تتجاوز المليون ليرة!.. وبهذا تصبح تكلفة إنتاج الكغ الواحد من التفاح حوالي 270 ليرة، بينما مبيعه لا يتجاوز الـ135 ليرة، ليضيفوا أن تسويق التفاح ضمن السوق المحلية في هذه الظروف بات شبه معدوم، إضافة إلى الأسعار المتدنية له، وارتفاع مستلزمات الإنتاج.
الزراعة تسحب عينات
وعن سر منافسة تفاح “السويداء” للتفاح العالمي بكل أصنافه؛ يقول المهندس بسام الجرمقاني، مدير زراعة السويداء، إن سبب جودة تفاح “السويداء”، ومنافسته للتفاح العالمي يعود لعدة أسباب أولها: أن زراعة التفاح في المحافظة هي زراعة طبيعية بعلية تعتمد على مياه الأمطار، حيث يبلغ متوسط الهطول المطري السنوي في مناطق الزراعة نحو 525مم، وثانيها أن التربة البازلتية ذات المنشأ البركاني تحتفظ بالرطوبة بطريقة جيدة؛ وهذا ما ينعكس بدوره على جودة ثمار التفاح من حيث زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة فيه والسكريات التي تصل نسبتها إلى 20%، ومن ثم انعكاس ذلك على القدرة التخزينية للثمار، كما أن انتشار زراعة هذه الشجرة بدءاً من ارتفاع 1200 متر وحتى 1800 متر عن سطح البحر يوفر لها في الشتاء إضاءة وسطوعاً شمسياً جيداً، إضافة إلى العدد الكافي من ساعات البرودة التي تزيد على 2000 ساعة برد، كما يوفر هذا الارتفاع للأشجار تعرضها للأشعة فوق البنفسجية في الصيف؛ وهو ما يكسبها لوناً وطعماً ونكهةً مميزة تجعلها من أفضل الأصناف التجارية الرئيسة في العالم، كما أن الرطوبة النسبية في شهري حزيران وآب تساعد فيما يعرف بظاهرة قطف الندى التي تمتاز بها الحجارة البازلتية السوداء؛ وهو ما يساهم في تحسين صفات الثمار من حيث الحجم واللون.
وبين الجرمقاني فيما يتعلق بإصابة التفاح بدودة الثمار، أنه بالفعل لوحظ هذا الموسم انتشار غير مسبوق لدودة ثمار التفاح ضمن حقول المزارعين، إضافة إلى عدم تمكنهم من السيطرة على هذه الإصابة، وقد وردنا العديد الشكاوى من قبل المزارعين بعدم فعالية مبيد “الأغري ثوات والدايمثوت”، فقمنا بسحب عينتين عشوائيتين من هذين المبيدين وإرسالهما إلى مديرية الوقاية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وذلك بغية التأكد من صلاحية وفعالية هذين المبيدين، إضافة إلى ذلك فقد تم إجراء تجربة حقلية بالتعاون مع قسم المكافحة عام 2014 باستخدام هذين المبيدين على الحشرات المذكورة، وقد أعطى هذان المبيدان نتائج جيدة، مضيفاً أنه من خلال متابعة المصائد الفرمونية التي بلغ عددها 100 والموزعة على جميع مناطق ومواقع زراعة التفاح، تبين لدينا بدء خروج فراشات الجيل الأول في 15/4/2015 على ارتفاع 1650م مع استمرار طيران فراشات هذا الجيل حتى تاريخ 14/6/2015، ولاسيما في مناطق الكفر وظهر الجبل وعرمان، كما لوحظ بدء طيران فراشات الجيل الثاني بعد أسبوع حتى أسبوعين من توقف طيران فراشات الجيل الأول، وذلك في أغلبية المواقع، علماً بأنه لم يسجل فاصل واضح بين نشاط الجيل الأول والجيل الثاني منذ عدة أعوام، إضافة لاستمرار طيران فراشات الجيل الثاني لأكثر من شهرين إذ مازالت القراءات أعلى من العتبة الاقتصادية في أغلب المناطق حتى تاريخه، حيث بلغ عدد الرشات منذ بداية الموسم /5/ رشات مشيراً إلى أن انتشار الإصابة مرده إلى تأخر الفلاحين بتنفيذ المكافحة وعدم التقيد بمواعيد الرش، عدا عن ارتفاع درجات الحرارة، ولاسيما خلال شهري تموز وآب وتعرض المنطقة لموجات حارة متعاقبة، وهذا انعكس سلباً على فعالية المبيدات الحشرية المستخدمة، ولاسيما المبيدات ذات الضغط البخاري، إضافة إلى ازدياد أعداد فراشات الجيل الثاني بشكل ملحوظ مقارنة مع الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن نجاح مكافحة هذه الحشرات يتطلب أولاً أن تكون فعالية المبيد الحشري جيدة، إضافة إلى التقيد بمواعيد الرش والتغطية الجيدة للمبيد، تنفيذ هذه الشروط يخفض من الإصابة.
مشاكل تصديرية
مشاكل التصدير التي برزت العام الماضي وهذا العام لاتقل أهمية عن المشاكل السابقة والتي يعود سببها الرئيس لإغلاق معبر نصيب الحدودي والتوجه نحو النقل البحري، يقول المخلص الجمركي رضوان الظاهر إنه من أهم الدول المستوردة لتفاح السويداء هي مصر والأردن، وقد أثر إغلاق معبر نصيب الحدودي على عمليات التصدير لتلك الدول، حيث رفعت عمليات النقل البحري أسعار مادة التفاح أكثر من 75 ليرة سورية للكيلو الواحد عن النقل البري، وهذا انعكس على سعر المادة والفلاحين.
وبين الظاهر أن تفاح السويداء تفاح منافس، وهناك أسواق واعدة يجب العمل على طرقها وأهمها السوق الروسية وكذلك أسواق فنزويلا واستراليا، حيث توجد جالية كبيرة من أبناء المحافظة في هذين البلدين ويجب أن يلعب اتحاد المصدرين دوراً هاماً في هذا المجال.
الخطوة الأولى
يبدو أن الخطوة الأولى يجب أن تبدأ عند نهاية الحلقة، أي عبر إحداث فرع لاتحاد المصدرين في السويداء يسهل عمليات التصدير ويساهم فيها بشكل جدي، فالاتحاد مشغول بصفقات أكثر أهمية ولم يلفت انتباهه تفاح السويداء وجودته، وكذلك المراقبة الدقيقة للمبيدات الحشرية التي يتم استيرادها، وأن يلعب القطاع العام دوراً فاعلاً في هذا المجال.
يذكر أن المساحة المزروعة من أشجار التفاح في المحافظة قد بلغت حتى الآن نحو 14000 هكتار أغلبها في مناطق سفح الجبل والمناطق التي تتجاوز أمطارها 400مم، وأن عدد الأشجار في المحافظة هو 266483 شجرة، وأن إنتاج المحافظة يصل وسطياً إلى 50 ألف طن سنوياً،
يارا البكفاني- البعث