ملحمة جديدة.. تحيا الجزائر ..!!.. بقلم: صالح الراشد
تحليل وآراء
السبت، ٢٠ يوليو ٢٠١٩
استعادت الجزائر أبطالها في حروب الإستقلال, فخرج الأمير عبد القادر ومحمد بن عبد الله الملقب بومعزة , وأولاد سيدي الشيخ والأمير خالد, وأحمد بن بله وهواري بو مدين والشاذلي بن جديد, وأكثر من مليون شهيد للإحتفال بشهر الإستقلال والفرح والظفر بكأس أمم إفريقيا بكرة القدم, فرح جديد صنعته فرقة الكوماندز الجزائرية التي نفذت مهمتها الخطيرة في مصر جمال عبد الناصر, الذي وقف الى جانب ثورة الشعب العظيم بكل قوة, وقدم الغالي والنفيس لأبطال الجزائر, لذا أراد محاربوا الصحراء أن يقولوا لجمال عبدالناصر لقد تحررنا وها نحن أبطال إفريقيا, فشكراً لك على ما فعلته لنا, واليوم نكرمك ونحي ذكراك مع ذكرى الإستقلال والظفر باللقب.
فرقة الكوماندوز لم يرهبها ضعف التحكيم, ولم تتراجع ودماء قلب الدفاع جمال تنزف, فقد علم أبناء الجزائر ان الدماء هي الثمن الأغلى للحرية والبطولة, فظهر تصميمهم على القتال بكل قوة وعلى كل كرة, فقاتلوا كالابطال ولم يهنوا, ووقف ورائهم ريس رئيس حراس افريقيا, فذاد عن مرماه كبطل مغوار قادم من عصر الأُسطورة التاريخية, بل قادم من اسطورة جبال الجزائر التي يُعطر كل شبر فيها دم شهيد أو شهيدة, فحاربت فرقة الكوماندوز كما تكون الرجال الأبطال حتى اللحظات الأخيرة وهم يرفعون شعار فلتيحا الجزائر في فرحة إستقلالها.
وتوحد العشق العربي مع الجزائر حين وقف العرب متوحدين يشجعون فرقة المحاربين, ففي فلسطين كانت السعادة تنافس فرح مدن وقرى الجزائر, وفي الاردن كان الفرح عارماً وفي مصر إرتفعت الأعلام المُشتركة, وفي الخليج تغنى الجميع بيوم الإنتصار, وفي شمال إفريقيا شعرنا بأن كل دولة هي التي ظفرت باللقب, وفي سوريا علت الأفراح على الألم, وفي العراق قفز الشعب مهللاً لهدف بغداد, وفي بلاد الغربة تجمع العرب من جميع الجنسيات لتشجيع الجزائريين, فتفوقت روح العروبة والقومية العربية على كل شيء, لترسم شعوب الأمة العربية خارطة طريق جديدة بأن العرب ينتظرون بوابة للوحدة حتى إن كانت بكرة القدم.
هي الجزائر, كما هي في صفحات التاريخ تجمع العرب اليوم على كرة القدم كما جمعتهم في حروب التحرير والإستقلال, هي الجزائر عشق الأمة وروحها صوب العُلا والسؤدد, هي الجزائر التي يقاتل رجالها في كل موقف لرفعة الوطن, هي الجزائر أرض الحُب والخير وعطاء الطبيعة وعاشقة العرب لذا نعشقها وتستقر في القلوب والعقول, فهي بلد شعب العطاء بمليون شهيد واحتضان أمة العرب والوقوف الى جانب كل دولة عندما تدلهم الخطوب.
وفي يوم الفرح وقف ابن الجزائر البار المُعلق حفيظ دراجي كما يقف الوطني المُخلص لوطنه, فكنا نشعر بأنه يخوض اللقاء في أرض الملعب ويركل الكرة مع كل لاعب , ويتنقل من مهاجم الى مدافع والى حارس مرمى يذود عن المرمى مع الريس, فمنحنا المتعة والإنفعال حتى تحولنا الى جزء من اللقاء بفعل وطنيته الصادقة, كما أعاد جمال بالماضي الماضي الجميل لأبناء الجزائر بفكره المبدع وأستغلال قدرات لاعبي الفرق الذين كانوا على الوعد والعهد وعقدوا العزم بأن تحيا الجزائر.