من كنسبا إلى حلب .. الجيش يكسر عظم "الفتح والتركستان"

من كنسبا إلى حلب .. الجيش يكسر عظم "الفتح والتركستان"

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٩ يوليو ٢٠١٦

ثبّت الجيش السوري أقدامه في بلدة كنسبا الاستراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي، بعد ساعات قليلة على تنفيذه هجوماً واسعاً هدفه فيما يبدو "مابعد ما بعد كنسبا"، إلا أن المعارك استمرت لثلاثة أيام متواصلة مع اتخاذ القادة العسكريين في المنطقة، قراراً حاسماً بـ"قطع أنفاس العدو" طيلة فترة الهجوم، الذي انتهت المرحلة الأولى منه بالسيطرة الكاملة على محيط بلدة كنسبا والانتقال إلى توسيع نطاق أمان البلدة، التي اعتبر تنظيم "جيش الفتح" المدعوم سعودياً وتركياً، أن السيطرة عليها "فيما سبق"، هي تهديد لمدينة اللاذقية بشكل كامل، وإبعاد خطر سقوط بلدة "كبّاني" الاستراتيجية، والتي تعتبر الهدف الأهم للجيش بعد الانتهاء من معارك "كسر العظم" في كنسبا.

استغلت وحدات الجيش السوري حالة التخبّط التي عاشتها الميليشيات الإرهابية "الحدودية" مع تركيا، والوضع الأمني الذي ضرب تركيا بعد "مسرحية" الانقلاب العسكري الذي نفذه مجموعة من الضباط على نظام أردوغان الحاكم، وشنّت عملية واسعة في ريف اللاذقية الشرقي ومحيط مدينة حلب، انتهت الأولى "مبدئياً" باسترجاع عشرات النقاط التي دخلها تنظيم "الفتح" بعد أن حشد من تركيا ما يقدّر بحسب خبراء عسكريين أكثر من "10 آلاف" مقاتل، أدخلهم عبر ريف إدلب الغربي بهدف إعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية التي كان الجيش السوري قد سيطر عليها سابقاً في ريف اللاذقية الشمالي، كانت وحدات الجيش قد اقتربت من حسم معركة "كبّاني" آخر معاقل "جيش التركستان وجيش الفتح" التابعين لتنظيم جبهة النصرة، أو يقاتلون تحت رايته" بشكل رئيسي. حينها، انتهت معركة "اليرموك" بانسحاب وحدات الجيش أمام الموجات الانتحارية والانغماسية التي استخدمها المهاجمون، لكن، لم يضيّع قادة الجبهات هذه المرة فرصة الرد بضعف المثل، حيث أخذوا وقتهم في التخطيط والتنفيذ، لتكون النتائج سريعة ومتلاحقة في هذا الريف المعقّد جغرافياً، والذي اعتمد فيه الجيش السوري على أبنائه في استرداد النقاط التي وقعت بيد التنظيمات الإرهابية منذ بدء الأزمة السورية.

ومع بدء معركة "كسر العظم" التي أعلنها الجيش السوري"، سيطرة وحداته المقتحمة خلال ساعاته الأولى، على "قرية كنسبا وقرية شلف وقلعة شلّف وقلعة طوبال ورأس الحسين والراقم ورويسة الكنيسة ووادي باصور، ثم صدّ هجوماً معاكساً نفذه تنظيم "الفتح" بالتعاون مع مقاتلي "التركستاني والنصرة" على قلعة شلف، إلا أن تحصينات الجيش السوري وثبات جنوده، أفشلت الهجوم الذي اعتبره القادة العسكريين هو الأكبر، لتستغل وحدات الجيش إرهاق التنظيمات الإرهابية، وتشن هجوماً معاكساً على مواقعهم في "شير القبوع وقرية الحمرات" بالقرب من بلدة كنسبا، و"رويسة شكارة"  والسيطرة عليها، حيث أسقط الجيش السوري قرية "عين القنطرة" الاستراتيجية نارياً، ثم سيطرت وحداته على مرج الزاوية بيت جناورو عين الغزال وعدة تلال محيطة في المنطقة، وسط انهيار وضياع كامل في صفوف مقاتلي جيش الفتح وحلفائه من التنظيمات الإرهابية الأخرى.

ومع انقضاء مايقارب الـ 73 ساعة اشتباك متواصل، تقدّمت وحدات الجيش إلى رويسة الشمس في محيط كنسبا باتجاه بلدة نحشبا، وفرضت سيطرة مطلقة عليها. فيما استمرت الغارات الجوية من سلاح الجو السوري مترافقة برمايات نارية عنيفة استهدف مواقع التنظيمات الإرهابية في "سحاقين وحردبين وتل أبو أسعد وتلال كباني"، وغيرها من مناطق الريف التي مازالت التنظيمات تسيطر عليها. فيما أكد مصدر إعلامي متابع للقوات العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي، أن الوحدات الخاصة في الجيش السوري بسطت سيطرتها الكاملة على مناطق "شير الضبعة وقرية عين البيضا وتلة القرميد" في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، حيث تجري عملية التثبيت في المناطق التي ستبقى حسبما نقل المصدر الإعلامي عن القادة العسكريين "مناطق اشتباك" ريثما يتم تثبيت وتحصين مواقع الجيش الجديدة فيها.

ما حصل خلال الأيام الثلاثة الماضية في ريف اللاذقية، قابله يومين من العمليات العسكرية في محيط مدينة حلب، حيث استكملت وحدات الجيش السوري تطويق الميليشيات الإرهابية في الأحياء الشرقية للمدينة، بعد سيطرة القوات العسكرية على دوار الليرمون ومنطقة الكاستيلو، لتقطع عن الفصائل الإرهابية في المدينة، الإمدادات العسكرية والمواد الغذائية، في حين سارع المسلحين إلى مصادرة معظم تلك المواد وإخفائها عن الأهالي، حسبما أكدت مصادر أهلية.

على مايبدو أن "مسرحية أردوغان الانقلابية"، عادت على شخصه بــ"النفع"، لكنها نسفت ست سنوات من العمل على إسقاط الدولة السورية عبر الدعم المفتوح للميليشيات الإرهابية التي تم إنشائها في أروقة الاستخبارات العربية والخليجية والتركية والغربية، حيث استغل الجيش السوري التخبط التركي في لملمة "إكسسوارات المسرحية" من مسرح "الانقلاب"، والذي انعكس مباشرةً على التنظيمات الإرهابية المقاتلة في سورية، والتي رأت نفسها بلحظة، وحيدةً، أمام جنود الجيش السوري الذين شمّروا عن زنودهم، وبدؤوا عملية التطهير السريعة، دون حتى السماح لهذه التنظيمات الإرهابية بالتنفس إذا ماقرر مقاتلوها أخذ قسطاً من الراحة، حتى يباغتهم الجيش وحلفائه بهجوم جديد على جبهة جديدة، ينتهي دائماً بسيطرة مطلقة، وفرار جماعي لهذه التنظيمات التي وبحسب متابعة تغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بدؤوا بتجهيز أنفسهم "نفسياً" لاستقبال خبر خسارتهم منطقة هنا، وسحق مقاتليهم هناك .. كما يفعل "ثوّار الجنوب" الآن .. تماماً.