هل يكون التعيين هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الارتقاء والاستقرار للكرة السورية..؟!
الأخبار الرياضيــة
الأحد، ١٣ فبراير ٢٠٢٢
لا شك بأن أولويات المرحلة القادمة تتطلب إعادة ترتيب أوراق الكرة السورية وفقا للتطور والأصول والأعراف وأن نستقطب الكفاءات والخبرات بعيداً عن الفهم القاصر (الضد والمع).
وفي مقدمة ما يجب أن نفعله لإعادة البناء الكروي هو أن لا نقف على أطلال الماضي إلا بما يمكن أن نستفيد منه في هذا الوقوف وبما ينعش آمالنا ويحفزنا على بذل المزيد من العمل للنهوض الكروي.
وفي هذا السياق يجب أن نلتفت إلى مسألة إعادة البناء الكروي من خلال إعداد الخطط والبرامج القابلة للتنفيذ على أساس المنطق والعلم والدعم المالي المتوفر وغير ذلك فإننا نمشي في دروب ظلماء وعليه فإن العناية بقواعد الكرة والانطلاق من رياضة الأحياء الشعبية والرياضة المدرسية وانتقاء المواهب ورعايتها هو الأساس في تدعم بنيان الكرة السورية.
وهنا لا بد أن يأتي المؤتمر القادم لاتحاد الكرة الشهر القادم ترجمةً حقيقيةً لنبض الجماهير وللآمال والتطلعات التي نريدها من الكرة السورية فمهما ينتابها من أحوال فالحقيقة تؤكد أننا باقون في همها واهتمامها نرجو لها الخير والجديد من أجلها.
يجب إعادة النظر باللوائح الكروية
وعلى هذا فالمطلوب دراسة واقع اللعبة بسلبياتها وإيجابياتها وأن يشبعها المهتمون بحثاً ومعالجة ودراسة مفيدة فلا يتحول أي مؤتمر لها إلى اجتماع خاص بالدوري وينسى الكثير من الأساسيات مما يجب دراسته والوقوف عنده فلا نريد من أحد خطابات أو مداخلات استعراضية ولا كلمات منمقة بل نريد دخولاً في عمق المسألة الكروية وأن يتعامل اتحاد الكرة ما يتخذه من قرارات على أنها نافذة وملبية وطموحة في ظل تطبيق نظام الاحتراف وفي ضوء توقيع عقد تسويق ورعاية النشاط الكروي وهذا ما يدعونا لإعادة النظر باللوائح الخاصة بالمسابقات والانضباط والسعي لاتخاذ المبادرات الإيجابية المدروسة التي تحمي مسابقات الاتحاد من الانزلاق وعدم الاستقرار وأن نتوجه بشكل أسرع لتوفير المزيد من الملاعب التدريبية ونريد أيضاً تعزيز الثقة بكوادر اللعبة بوجود إدارات أندية ولجان قوية وفاعلة ومثقفة ونزيهة .
دعم مسيرة المنتخبات الكروية
وهنا يأتي الدور القيادي باللعبة بعيداً عن (المنظرين) فمن المهام الأساسية للقيادة الكروية القادمة هو أن تتمثل دورها بأن تكون القدوة والأنموذج الجيد في تكريس العمل المؤسساتي والقرار الجماعي ذلك أن نجاح التطور الكروي مرهون باختيار قيادة اللعبة للمرحلة القادمة بوعيها وخبرتها وحكمتها وغيرتها الوطنية.. وعندما نختار هكذا قيادة كروية كفوءة تدرك هذه القيادة أن تحركاتها وأعمالها ونتائجها (مرصودة) فتسعى إلى أن تكون أنموذجاً ناجحاً.. تكبر بعيون جماهير الكرة وبعيون المسؤولين والإعلام الرياضي.
لا شك أن دعم مسيرة المنتخبات الكروية هو أساس التوجه الكروي القادم للاتحاد الجديد.. فالمنتخب هو قبلة الجماهير والأنظار ترنو إليه وإلى نتائجه فهو مرآة الناس ومرآة البلد, وهو إن حقق الانتصارات فإن ما يحققه لسمعة البلد أضعاف مضاعفة لما تفعله سفارات الوطن فالرياضة اليوم باتت حضوراً منتشراً في أنحاء المعمورة وانتصارات الأبطال والمنتخبات يصل مداها إلى بقاع العالم.
أهمية التعيين
كرة القدم السورية على موعد خلال الأسابيع القادمة مع الاستحقاق الانتخابي وأياً كانت النتائج والمجموعة الرابحة فإنه يجب أن تكون كرتنا هي الرابح الأكبر من وراء هذه الانتخابات التي ينظر إليها عشاق كرتنا برمتهم كحدث بارز هذه الأيام.
وطبعاً لذلك نرى أنه كلما توفر لهذا الاستحقاق الرياضي الانتخابي الظروف الطبيعية البعيدة عن التكتلات والضغوطات وفرض الأشخاص عبر الادعاء بديمقراطية الانتخابات كانت خيارات الرياضيين الناخبين والمنتخبين صحيحة وتجتمع عند تقاطعات كثيرة ومهمة ولعل أهم تقاطع نسمعه الآن والكل يدعو إليه هو أن يتم استبعاد كل من جرب في مراحل سابقة أو لديه ملفات تفتيشية وأن يتم تعيين القيادة الجديدة لاتحاد الكرة حيث إن لهذا الاتحاد خصوصيته ونوعية تختلف عن باقي الاتحادات لاسيما بوجود الاستقلالية وتطبيق نظام الاحتراف إذ يشكل هذا التعيين ضمانة وحماية واستقراراً لعمل هذه المؤسسة التي شاب عملها في الأعوام الماضية الكثير من التجاوزات والابتعاد عن تطبيق الأنظمة والقوانين.
كلما تألقت كرة القدم ازدهرت بقية الألعاب
ونحن نقترب مع عقد المؤتمر الانتخابي لاتحاد الكرة فيجب أن تتوافر بمن سيعينون لإدارفة دفته من المشهود لهم بالخبرة والنزاهة والمقدرة والحكمة ويتمتعون بخبرة معتقة لسنوات طويلة في كرة القدم ولا مانع من أن يقوم بعملية التعيين لجنة خبراء خاصة من الرياضيين القدامى الذين لا مصلحة حالية لهم وتضم رواداً في الرياضة وكرة القدم تجتمع هذه اللجنة وتستعرض الأسماء المعينة بحيث تراعي في تعيين هذه الأسماء واختيار الشخصيات أكفأ الخبرات وكلّ في موقعه وتخصصه.
وإذا قمنا بعملية التعيين نضمن لاتحادنا الاستقرار والهيكلية المطلوبة والعمل المنتج والتفاهم والانسجام حيث يكون التعيين بمنزلة الضمان الشامل للاتحاد يمنع أن يقول أحدهم: أنا منتخب ولا يحق لكم أن تقيلونني لاسيما إذا كان المعينون هم رئيس المؤسسة الرياضية ونائبه وأمين سره.
لاشك أن هناك ضرورات عاجلة وملحة لمسألة التعيين ونتمنى أن ينظر المسؤولون القياديون إلى هذه المسألة على أنها ضمانة وحماية واستمرار لعمل الكرة السورية خلال المرحلة القادمة والوقائع تؤكد أنه كلما تألقت وتطورت كرة القدم ازدهرت وارتقت بقية الألعاب.
صفوان الهندي