"جبهة النصرة" من إرهابية إلى "معتدلة"!!

"جبهة النصرة" من إرهابية إلى "معتدلة"!!

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤

غاراتان لا أكثر نصيب "جبهة النصرة" من حرب التحالف ضد الإرهاب وصواريخه في كفردريان بريف إدلب في اليوم الأول للحرب. الهدف لم يكن النصرة بل شقيقتها  مجموعة خراسان حيث قتل متزعمها الكويتي محسن الفضلي.

القصف توقف لتبدأ عملية إعادة تأهيل النصرة والترويج لها كمجموعة سورية معارضة لا خطر إرهابياً يخشى منها. التسويق لاعتدال النصرة روجت له شخصيات لبنانية وسورية، واستند إلى أن اتباع أبو محمد الجولاني أكثرهم سوري، وبأنها لم ترتكب فظائع كداعش ولم تقم لها إمارة أو دولة خلافة، بل إنها كانت أول من حارب داعش نفسها.

يقول محمد الشيخ، الباحث في الجماعات الإسلامية، إنه "من أجل إنهاء حالة التطرف القصوى والعداء لإسرائيل أو للمسيحيين أو العداءات المحتملة لا بدّ من خلق فصيل ينتمي للإسلام أو متأسلم من أجل اجتذاب عناصر وموارد بشرية له بعد أن نجحت داعش في اجتذاب العناصر البشرية باسم الدين".

المعارضة السورية اعتبرت النصرة جزءاً منها على الدوام. الزعيم السابق للائتلاف السوري معاذ الخطيب اعتبر تصنيفها إرهابية تسرعاً من أميركا. جورج صبرا زعيم المجلس الوطني، كان يطمئن مسيحيي محردة تحت حصار وقصف النصرة، أن لا خطر عليهم. قطر وتركيا روجتا لاستعادة النصرة باعتبارها وسيطاً مقبولاً في الإفراج عن رهائنها من قوات الفصل في الجولان.

لكن النصرة كانت أول من بدأ العمليات الإرهابية في دمشق في حي الميدان. أما تحفظها على نشر صور الفظائع فلا يعفيها مما ارتكبت  في اللاذقية من مجازر لإلى جانب داعش أو في معلولا وعدرا بحق المدنيين والعسكريين.

وغلبة العنصر السوري عليها يأتي أولاً من تفضيل المقاتلين الأجانب الانضمام إلى التنظيم الأغنى والأقوى داعش، ولأنها منذ البداية لم تدخل في صدام مباشر مع الفصائل المسلحة وأجلت مشاريعها على ما  كانت تعلن في بياناتها إلى ما بعد التمكين أي إسقاط النظام.

إخراج النصرة من خارطة الفصائل المسلحة سيفرض مواجهتها في مناطق حيوية كالقلمون على اعتبارها الفصيل الأقوى فيه أو في الجنوب حيث تلعب دوراً مركزياً في إنشاء المنطقة العازلة على حدود الجولان المحتل، والأهم أن تصنيف "النصرة" إرهابية سيحرم المجموعات المسلحة في سوريا من فصيل كبير وهو الأقوى في العمل العسكري قياساً بالجيش الحر الذي بدأ بالاضمحلال تاركاً وراءه المجموعات المسلحة تحت رايات "النصرة" أو الجماعات "الجهادية" الأخرى بشكل شبه حصري.