آل سعود.. وساعة الرحيل .. بقلم: عصام سلامة

آل سعود.. وساعة الرحيل .. بقلم: عصام سلامة

تحليل وآراء

الأربعاء، ٥ يوليو ٢٠١٧

دام برس : دام برس | آل سعود.. وساعة الرحيل .. بقلم: عصام سلامة

دقت ساعة الرحيل في أرض الحجاز، وتتاهب عائلة آل سعود لجمع حقائبها قبل فوات الآوان، فها هي قرارات سلمان بن عبد العزيز تاتي لتزيد من حالة الانقسام الداخلي في العائلة، وتوسع حدة الكراهية لنجله محمد الذي صدر القرار الملكي باعتباره ولي العهد، بعد الاطاحة بمحمد بن نايف.

ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية بقصور آل سعود لم يكن بمفاجأة لدي من يراقب الوضع بدقة، فقبل أيام من إعلان القرار الانقلابي بالقصر، خرجت الأنباء لتفيد بوضع "محمد بن نايف" قيد الإقامة الجبرية، وهو الأمير المقرب من قطر وعائلتها الحاكمة.

أشارت التسريبات القادمة من طرقات قصر سلمان بأن نجلة "محمد" قد وضع خطة الانقلاب النهائي، ولم يعبأ ولي العهد الجديد أو والده بالتحذرات التي أطلقها 21 من كبار أمراء عائلة آل سعود، والتي أكدوا فيها تخوفهم ورفضهم لتلك الصلاحيات التي يتمتع بها محمد بن سلمان، ومن رفضهم لصعوده المرتقب والسريع، وهو ما ظهر جلي حينما رفض 3 من اعضاء هيئة البيعة تصعيد بن سلمان وإعفاء "بن نايف".

منذ تولية سلمان بن عبد العزيز والصراعات تتزايد بالقصر الملكي، فقد أتخذ مسار تصفية العائلة ليكون العرش ميراثا لأبنائه وأن لا يخرج عن صلب سلمان، وبدأت سياسات التمكين للنجل "محمد "والتي وصلت إلى التحكم في الإقتصاد السعودي وخصخصة النفط، وهو ما يعني انهيار لخزائن الكثير من الأمراء، وتهديد لودائعهم ومستقبلهم المالي.

ترجيحات أشارت إلي ان سلمان أصبح وجوده مؤقتا في عرش مملكة آل سعود، وإنها فترة من الزمن قليلة وستشهد المنطقة صعود محمد بن سلمان كرسي عرش المملكة، ليكون بهذه الخطوة آخر ملوك السعودية.

وإن كان البعض يرى الأمر كما لو أنه خلاف أسري أو حتي صراع عائلي، إلا أن الصورة الأكبر والأوضح تشير إلى أنها النهاية بحق لتلك العائلة التي مارست فعل الموبقات في المنطقة العربية منذ ظهورها علي كراسي الحكم، وفي ايًا من النماذج الثلاث لدولتهم، فما يحدث الآن بين طرقات قصور الأمراء وفي غرفهم المغلقة يؤكد أنها نهاية المملكة الثالثة لدولة آل سعود.

تلك النهاية التي طالما خرجت التنبؤات بها، وكلها أشارات اضآءت لتوضح نفس الطريق الذي تسير به تلك العائلة الآيلة للسقوط.

فيما يبدو أن غرور الشباب لدي الفارغة عقولهم هو ما أصاب الأمير ولي العهد، فذهب في فتح ساحات للصراع في وقت واحد، تخيل بأن لديه القدرة علي الصمود والإنتصار وتحقيق إرادته، فكان العدوان علي اليمن والذي دفعت ولا تزال عائلته ثمنها، وجاءت تصفيته للأمراء من عائلته مما دفع إلي ايجاد تكتلات كبري تهدد عرشه قبل ان يصعد إليه.

وكانت محاولة حصار قطر، والتي لا تعدو كونها "غيرة شباب" حيث توافق مع صديقه الإماراتي "محمد بن زايد" كي يضعا حصارا علي قطر، ومعاقبة "تميم" الذي صعد الي الحكم سريعا بمساعدة والدته "موزة" والذي تصور هو الآخر بأنه سيتحكم في الخليج برمته

ان ما يدور في قصور الحكم بالخيلج اليوم اشبه بحروب الممالك القديمة في العصور الوسطي، امراء يتباهون بالانتصارات الزائفة في ساحات تدريب مرفهة، سيوفها من خشب، اغراهم رياء حاشيتهم وقرروا خوض الحرب ضد بعضهم البعض.

قطعا ليس البيت الابيض ببعيد عن تلك المراهقات الخليجية، فهو المستفيد الاول، فلديه تلك القاعدة العسكرية التي تعد الاكبر في المنطقة والمتواجدة علي الأراضي القطرية، مما يجعل الامريكان حلفاء لقطر وهو ما أكدته صفقات السلاح الأخيرة التي تخطت 12 مليار دولار عقب اعلان حصار قطر، ومن جانب آخر فالبيت الابيض يقف الي الجوار السعودي بحكم امور كثيرة اهمها بان اجهزة الاستخبارات الامريكية هي التي صنعت وزراء آل سعود المتواجدون اليوم.

لقد فشلت محاولات الامريكان في اسقاط محور المقاومة الذي صمد طيلة السنوات الماضية، وعجزت انظمة العمالة المتربعة علي عروش الخليج من إنفاذ المخططات الامريكية، فلا مانع اليوم من أن يضحي البيت الأبيض بتلك المشايخ الخائنة وأن يدق بوادر الحرب فيما بينهم، وعليهم اما تقديم خدمات اكثر للمخططات الامريكية، أو دخول حرب خليجية يتحالف فيها الأمريكان مع جميع الاطراف، وآيا كان قرار امراء الخليج ففي نهايته نهايتهم التي كتبوها بأيديهم حينما قرروا ان يكونوا أدوات في اليد الأمريكية.