أبعد من قضية السومة..بقلم: غسان شمة
تحليل وآراء
الاثنين، ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣
في الجانب الآخر من المشهد، مشهد استبعاد السومة عن صفوف المنتخب قبيل البطولة الآسيوية، هناك ما يدلل على استقلال القرار الفني وهذه تبدو «سابقة» يجب الإشارة إليها ولو في حضرة القرار المثير للجدل، واحتمال انعكاساته السلبية على المنتخب بوجه عام، فقد جاء من يتخذ قراره بناء على رؤيته كما يبدو..!
قبل فترة سألت أحد العالمين ببواطن الأمور، داخل القبة الكروية، عن هذا الاستقلال الفني للمدرب فأكد لي أن كوبر صاحب شخصية وقرار، وهو من يختار وفق قناعته فعلاً..
كان من الطبيعي أن يثير هذا القرار جدلاً كبيراً في الشارع الرياضي، وهو جدل مفهوم وقد يحمل مبرراته بوجه عام، فليس من المنطق التعامل مع نجم بحجم السومة بهذه الطريقة، وليس من المنطق اليوم أن يخسر منتخبنا اللاعب الأكثر حضوراً آسيوياً، وهو قائد المنتخب الأول الذي قدم الكثير خلال الفترة الماضية، وربما من الصعب إيجاد البديل المناسب… لكن المتمعن في القضية ودلالاتها ومحمولاتها، وفي نمط وآليات التفكير والعمل المعتادة في وسطنا الرياضي، واتحاد الكرة على وجه الخصوص، ربما يكتشف أن ما حدث، بمجمل المشهد وليس بتفصيل أو أكثر، لا يخرج عن طريقة العمل التي تفتقد شيئاً غير قليل من الاحترافية، تلك الصفة التي تبدو في ذيل لائحة الاهتمام والعمل.. وربما لو ذهبنا أعمق في التمعن لما أُصبنا بالدهشة إزاء هذا القرار بوجه عام..!
ومع كل ما سبق لا بد من القول أن المدرب له الحق، من حيث المبدأ وصوابية العمل الفني، أن يختار وفق ما يراه مناسباً أو الأنسب، وتالياً من الطبيعي أن يتحمل المسؤولية كاملة.. وهنا يبرز السؤال حول ما يلي ذلك؟ ونعني حول ما سيلي مشاركتنا الآسيوية وخاصة إذا كانت لا تختلف عن سابقاتها وشكلت محطة جديدة لفشل آسيوي جديد على اعتبار أننا في مجموعة صعبة..؟
تذكروا أن اتحاد الكرة يراهن على الوقت، ومر الفوز الهزيل على الكوري والخسارة القاسية أمام الياباني بصمت شبه مطبق، ولم يكلفوا أنفسهم الدعوة لمؤتمر إعلامي. وزاد الطين بلة تلك التصريحات المخيبة من المعنيين، وسبقها طبعاً خطة لعب قائمة على الخوف في عمقها.. ومع ذلك يأتي أحدهم ليقول: إذا دخلوا المباراة بشعور مسبق بالخسارة أو الهزيمة من الطبيعي أن يخسروا.. حقاً وأي شعور سيدخل به لاعبونا مبارياتنا، الصعبة منها، وهم محاطون بكل هذا الضغط وكل تلك الأجواء السلبية؟..
بالتأكيد نتمنى أن يتغلبوا على ذلك، لكن الأمر يبقى، كما نظن، أبعد من قرار استبعاد السومة رغم أهميته وخطورته.