أضواء زرقاء أضاءت السماء قبل زلزال تركيا.. حيرت الجميع واختلفت الآراء
حوادث وكوارث طبيعية
الجمعة، ٢٤ فبراير ٢٠٢٣
لم يتوقع الحديث عن بعض الظواهر التي رافقت وقوع الزلزال المدمر في كل من تركيا وسوريا والذي أودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص لغاية اليوم.
ولعل تلك الأضواء الزرقاء التي أضاءت السماء قبل حدوث الزلزال كانت أكثر الظواهر التي شغلت الناس وأوقعتهم في حيرة، فاتحةً باب التأويلات بشكل كبير.
ووفق وصف عدد من السكان الذين شهدوا تلك اللحظات فقد كانت هذه الأضواء أشبه بانفجار نووي أو برق هائل ضرب في السماء.
وتعددت الروايات عن هذه الأضواء فمنهم من ذهب بكونها عاصفة رعدية قوية تزامن حدوثها مع وقوع الزلزال، فيما رأى آخرون أنها انفجارات كبيرة بخطوط الكهرباء نتيجة الاهتزازات.
تفسيرات متطرفة
لم تكن جميع الآراء موحدة حيال هذه الظاهرة فقد تطرف البعض برأيهم لحد التخمين بأن هذه الأضواء ماهي إلا إشارة بأن هذا الزلزال لم يكن ظاهرة طبيعية، وإنما كان مفتعلاً.
وتحدث هؤلاء عن نظرية استخدام سلاح سري من خلال برنامج يدعى «هارب» يمتلك القدرة على التأثير على الغلاف الأيوني لكوكب الأرض، ويولد موجات صناعية كبيرة، تسبب اضطرابات قوية تؤثر في الحركة الزلزالية، مما يؤدي لوقوع كوارث طبيعية.
ودعم هؤلاء روايتهم بتصريح لرئيس وكالة الفضاء التركية سردار حسين يلدريم، أطلقها على الهواء مباشرة وقال فيها إن الزلازل التي تبلغ قوتها 7-8 يمكن أن تحدث بشكل مصطنع.
وبيّن يلدريم في تلك التصريحات أن إطلاق قضبان التيتانيوم من خلال الأقمار الصناعية باتجاه الأرض يمكن أن تؤدي لحدوث زلازل مدمرة تصل قوتها لغاية 7-8 على مقياس ريختر.
إلا أن الصحافة التركية عادت لتوضح الأمر وتؤكد أن تصريحات يلدريم أسيء فهمها وأن الزلزال الذي أصاب البلاد لم يتعد كونه ظاهرة طبيعية.
أضواء طبيعية
ويرجح عدد كبير من العلماء بأن وجود هذه الأضواء الزرقاء لا يتعدى كونه ظاهرة طبيعية ترافق الزلازل القوية بشكل عام، ويؤكدون أنه سبق أن رصدت أضواء مشابهة في زلازل سابقة، من دون أن يجدوا تفسيراً علمياً لها.
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يتم خلالها الإشارة لهذه الأضواء ففي عام 2001، أشار فريدمان فرويند، أستاذ الفيزياء الزائر في جامعة ولاية سان خوسيه وكبير الباحثين في مركز أبحاث أميس التابع لوكالة ناسا، إلى احتمالية أن تكون أضواء الزلازل ناتجة عن شحنة كهربائية تصدر عن نوع معين من الصخور تحت ضغط تكتوني كبير.
وقال فرويند: «عندما تنتقل موجة زلزالية قوية عبر الأرض، فإنها تضغط الصخور بضغط وسرعة كبيرين، ما يخلق ظروفًا يتم في ظلها توليد كميات كبيرة من الشحنات الكهربائية الموجبة والسالبة. ويمكن لهذه الشحنات أن تنتقل معًا لتصل إلى ما يسمى بحالة البلازما، والتي يمكن أن تنفجر وتطلق في الهواء».
وعلى عكس هذا الرأي تماماً، يقول الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، إن هذه الأضواء حدثت وشوهدت بالفعل ولكنها ليست على علاقة بوقوع الزلزال، وقد تكون ناتجة جراء عوامل أخرى مختلفة كلياً. وكان مسؤول في وكالة ناسا قد أكد إجراء تحقيقات في هذا الشأن، من دون أن يتم التوصل إلى حل وتفسير نهائي. لكن العلماء لديهم بعض التخمينات حول هذه الأضواء.
حوادث سابقة
لم تكن الأضواء الزرقاء التي شوهدت قبل زلزال تركيا هي الأولى من نوعها فقد سبق أن سجلت حوادث مشابهة منها ما ظهر قبل حدوث الزلزال بأوقات قصيرة وبعضها قبل ذلك بأسابيع، وقد تصاحب هذه الأضواء لحظة وقوع الزلزال أو بعده بوقت قصير.
ومن أبرز الدول التي شهدت هذه الظاهرة كانت بيرو عام 2007، وتشيلي عام 2010، وكذلك في المكسيك لمرتين خلال وقوع الزلزال عام 2017 وعام 2021.