أول دخول ألماني على خط الاشتباك: اليمن يمنع فكّ حصار العدوّ
أخبار عربية ودولية
الخميس، ٢٩ فبراير ٢٠٢٤
أحبطت صنعاء محاولة أميركية - بريطانية - ألمانية لتمرير سفن محظور مرورها يمنياً في البحر الأحمر. وأكدت مصادر ملاحية مطّلعة، لـ«الأخبار»، أن البحرية اليمنية اعترضت قافلة مكوّنة من ثلاث سفن، واحدة يونانية وثانية إماراتية كانتا متّجهتين نحو إسرائيل، وثالثة بريطانية حاولت اختراق الحظر بحماية عدد من السفن العسكرية الأميركية والبريطانية في جنوب البحر الأحمر. ويمثّل هذا الاشتباك الذي امتد خمس ساعات، أول دخول ألماني على خط النار، من خلال الفرقاطة «هيسن» التي شاركت الأميركيين والبريطانيين فيه. وستكون لتلك المشاركة تبعات باعتبار أن الفرقاطة الألمانية تعمل ضمن المهمة الأوروبية «أسبيدس» التي يفترض أنها منفصلة عن تحالف «حارس الازدهار» الذي تقوده أميركا، وكانت قد أبدت عدم رغبتها في الاشتباك مع القوات اليمنية.وأشارت المصادر إلى أن إحدى السفن التي ترفع علم اليونان، كانت متّجهة إلى موانئ العدو، وتجاهلت تحذيرات البحرية اليمنية، وحاولت الاستمرار في المرور بمرافقة السفن العسكرية في المنطقة الواقعة بين مضيق باب المندب وجزيرة حنيش. وفي أعقاب رفض طاقمها التحذيرات الشفهية، تم إرسال تحذيرات نارية إليها كإنذار أخير، إلا أن السفن العسكرية الأميركية والبريطانية فتحت نيران أسلحتها، محاولة تمريرها مع السفينتين الأخريين بالقوّة، فكان الرد من قبل قوات صنعاء بأن خاضت اشتباكاً بحرياً مباشراً مع البوارج الأجنبية. وأوضحت مصادر محلية في الساحل الغربي، بدورها، في حديث إلى «الأخبار»، أن البوارج الأميركية والبريطانية والبارجة الألمانية أطلقت نيران مدفعيتها بشكل كثيف في أعقاب تعرض السفينة اليونانية لهجوم يمني، وقالت إن أصوات الانفجارات كانت تسمع في كل أرجاء الساحل الغربي في الخوخة ومناطق تخرى.
من جهتها، ذكرت شركة الأمن البحري البريطانية «أمبري»، أنها سجلت حوادث جديدة في البحر الأحمر، أبرزها سقوط صواريخ بالقرب من سفن شحن إماراتية ويونانية وبريطانية. وبحسب الشركة البريطانية، فإن سفينة شحن ترفع علم جزر المارشال ومملوكة لليونان أبلغت عن سقوط صاروخ "كروز" إلى يمينها، على بعد نحو 68 ميلاً بحرياً من مدينة الحديدة، بالتوازي مع إبحار سفينة مواد كيماوية تتبع الإمارات على بعد نحو 50 ميلاً من الساحل الغربي لليمن، فيما أظهرت مواقع متخصّصة بالملاحة البحرية وجود سفينة نفط بريطانية تُعرف بـ«سكاي 1» على بعد 60 ميلاً من الشاطئ نفسه، لحظة الهجوم الصاروخي اليمني الواسع. وكانت السفن الثلاث، وفق المصادر الملاحية، ضمن قافلة بحرية تحاول كسر الحصار اليمني على إسرائيل. وفيما لم يصدر بيان رسمي من قبل قوات صنعاء عن الاشتباك، إلا أنّ بياناً للقيادة المركزية الأميركية كشف عن تعرّض سفنها وبوارجها العسكرية، فجر أمس، لهجوم جديد في البحر الأحمر. وقالت القيادة إن طائراتها وسفنها اعترضت خمس طائرات تابعة لصنعاء في البحر الأحمر، مؤكدة أن الطائرات المسيّرة هدّدت سفن البحرية الأميركية وسفن "التحالف" في المنطقة.
حكومة عدن تلقّت تحذيرات سعودية وروسية من مغبّة تقويض مسار السلام
وفي الوقت نفسه، أكدت مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن قوات صنعاء استخدمت طائرات مسيّرة وصواريخ بحرية، خلال محاولة بوارج من التحالف الأميركي - البريطاني، بدعم من الفرقاطة الألمانية، حماية القافلة، إلا أن القوات اليمنية أجبرت تلك السفن على تغيير مسارها. كذلك، أكدت وكالة الأنباء الألمانية تعرض «هيسن» لهجوم في البحر الأحمر، إلا أن الجانب الألماني زعم تمكّن قواته من إسقاط طائرتين مسيّرتين يمنيّتين. وتزامنت الاشتباكات الجديدة مع تنفيذ طائرات أميركية - بريطانية غارات على جزيرة لبوان في البحر الأحمر، للمرّة الأولى منذ بدء العدوان الأميركي - البريطاني على اليمن في تشرين الثاني الماضي.
وفي وقت تلقّت فيه الحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي في عدن تحذيرات سعودية وروسية، خلال اليومين الماضيين، من مغبّة تقويض مسار السلام، حيث اعتبرت الرياض وموسكو أن الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار السائد في اليمن منذ مطلع نيسان 2022، غير ممكن، بحسب مصادر مطّلعة تحدثت إلى «الأخبار»، فإن بريطانيا استدعت، أمس، بشكل عاجل إلى لندن، قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، طارق صالح، في أعقاب هجوم وصُف بـ«المتشنج» لوزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، على اليمن، مع إخفاق بلاده في تأمين سفنها، وتصاعد المخاوف من تبعات اقتصادية كارثية لذلك. وأفادت المصادر بأن طارق صالح كرّر العروض السابقة التي قدّمها رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، للأميركيين والبريطانيين، لتفجير الوضع على الساحل الغربي، وهو ما أثار ردة فعل مناهضة لهذه التحرّكات غير المنسّقة مع حكومة عدن، التي وصفتها بـ«الانفرادية»، وبأنها تعكس رغبة قادة الفصائل الإماراتية في الإتجار بملف البحر الأحمر.
وبحسب مصادر استخبارية في الساحل الغربي، فإن بريطانيا تنسّق بالفعل مع الإمارات، وتسعى إلى التصعيد البري على سواحل البحر الأحمر، بعد اعتراض السعودية على خطة أميركية سابقة قدمتها السفارة الأميركية في الرياض لوزير الدفاع في عدن، اللواء محسن الداعري، واشترطت فيها هيكلة كل الفصائل الإماراتية والسعودية، وتأطيرها تحت قيادة وزارة الدفاع في عدن، مقابل تقديم دعم للتصعيد العسكري البري، والسيطرة على مناطق محاذية للبحر الأحمر تحت ذريعة تأمين الملاحة البحرية والتجارة الدولية. في المقابل، تستعد صنعاء لأيّ مواجهات هناك، وسبق لها أن دفعت بقوات نخبة إلى تلك المناطق في إطار استعدادها لأيّ تصعيد مباغت بدعم أميركي - بريطاني.