أيّهــا الدنيـا ارشــفي من كأســنا إنّ عطر الشام من عطر السماء
شاعرات وشعراء
الأحد، ١٧ أبريل ٢٠٢٢
بدوي الجبل
الزغاريد فقد جنّ الإباء
من صفات الله هذي الكبرياء
بأبي العزلاء في غمرتها
آلة الحرب جراح ودماء
بنت مروان اصطفاها ربّها
لا يشاء الله إلاّ ما تشاء
هي في غسان لا بأس وندى
وهي في الإسلام فتح وبلاء
جمرة الحق سبحان الذي
صاغ هذا الجمر من ظل وماء
الأديم السّمح عطر ورؤى
ربّما أغفى عليه الأنبياء
وعلى كلّ مكان جدّة
تأسر العين ونعمى ورواء
خالف المشهد فيها جاره
فلدات الحسن شتّى غرباء
كلّ حسن بدعة مفردة
ليس بين الحسن والحسن إخاء
تندر الأشباه ممّا اختلفت
صور الحسن وتخفى النظراء
الورود الحمر ذكرى وهوى
وطيوف من جراح الشّهداء
نفحة الصّبح على غوطتنا
خبر عنهم وأطياب المساء
حملت زغردة العرس لكم
فانتشى الأفق ولم يصح الهواء
أيّها الدنيا ارشفي من كأسنا
إنّ عطر الشام من عطر السماء
شهداء الحقّ في جنّتهم
هزّهم للشام وجد ووفاء
تضحك (الرّبوة) في أحلامهم
هل عن الرّبوة في عدن غناء
كلّما هبّت صبا من (دمّر)
رنّح الجنّة طيب وغناء
خيلاء الحقّ في عدن لكم
يغفر الله لقومي الخيلاء
واعذروا عدنا على غيرتها
إنّها والشام في الحسن سواء
شهداء الحقّ هل يسكركم
في نعيم الله شعر وغناء
فسلوا الله بما قدّمتم
يكشف الله عن السرّ الغطاء
وإذا الفردوس مجلو على
مفرق الشمس فما فيه خفاء
عربيّ الدّار والأهل معاً
والرحيق المشتهى والندماء
حمحمات الخيل في أفيائه
وقرى الضيف وترجيع الحداء
عمر الفردوس ظلا وقرى
وتجلّى للوفود الخلفاء
آل مروان جلال وندى
وبنو العبّاس هدي وضياء
متصافين على نعمائه
ليس في الجنّة إلاّ الأصفياء
سكب الله على أحقادهم
من نديّ الحبّ ما شاؤوا وشاء
وعلى السدّة قحطانية
جلي الملك وقيل: الشعراء
وتغّنيت فمرّت صور
لذّة الأحلام من دنيا الفناء
كلّما سلسلت من ألحانها
مسحوا الدمع على فضل الرّداء
أنت ميراث لنا من عمر
يسأل الديّان عنه الورثاء
انتزعنا الملك من غاصبه
وكتبنا بالدم الغمر الجلاء
وسقانا كأسه مترعة
وسقينا وفي الكأس امتلاء
واقتحمنا حديداً ولظى
وجزيناه اعتداء باعتداء
سكرت ممّا ارتوت من دمه
غصص حرّى وثارات ظماء
كلّما جدّل منّا بطل
زغردت في زحمة الهول النّساء
الظباء الأمويّات وفي
خدرها الدّنيا: حمى الله الظّباء
كلّما نادين فتيان الحمى
كبّر الفتيان وارتدّ النداء
نحن للغوطة في الجلّى فدى
ولهذا الكحل في العين فداء
شهداء الحقّ لا أبكيكم..
جلّت الغوطة عن ضعف البكاء
جلّ هذا الدم أن يرثى له
عار سفّاكيه أولى بالرّثاء
الرّبى في ميسلون استعبرت
أين دمع الحزن من دمع الهناء
أقبل الدّهر عليها تائباً
وعفا يوسف عن جور القضاء
يا ظباء الأمويّين اضحكي
تضحك الدّنيا ويغمرها الصفاء
وعلى السدّة والنقع دجى
أموي الفتح مرموق البهاء
من عليّ فيه طهر وهدى
ومن الفاروق بأس ومضاء
كيف أنسى يا زعيمي ليلة
عصفت نيرانها بالأبرياء
غوطة الشام جحيم فائر
والميادين طعان ورماء
ما شكى الشاكون فيها ظمأ
أكؤس الحقد رويّات ملاء
ملك الطاغي الثنايا عنوة
واستحرّ القتل واشتدّ البلاء
وتجارى الأمويّون إلى
غمرة الموت وفاز السعداء
عنف باريس شجاني أمره
بدعة الأقدار عنف الجبناء
قد عذرناهم على غدرهم
واسترحنا واستراح الطلقاء
سهّل الغدر على صاحبه
أنّه من كلف المجد براء
لم ينل من عزمك اليأس ولا
عنت الدّهر ولا الدّاء العياء
بورك الإيمان نورا وهدى
نعمة الله وسرّ العظماء
بدر الدين الحامد
بلَغتِ ثأرَكِ لا بغيٌ ولا ذامُ
يا دارُ ثغرُكِ منذ اليومِ بسَّامُ
ولّت مصيبَتُكِ الكبرى مُمَزّقةً
وأقلعتْ عن حِمى مروانَ آلامُ
لقد طويتِ سجوفَ الدّهرِ صابرةً
السّيفُ منصلتٌ والظّلمُ قوّامُ
على روابيكِ أنفاسٌ مطهَّرةٌ
وفي محانيكِ أشلاءٌ وأجسامُ
هذا الترابُ دمٌ بالدّمعِ ممتزجٌ
تهبُّ منه على الأجيالِ أنسامُ
لو تنطق الأرضُ قالت: إنني جدَثٌ
فيَّ الميامينُ آسادُ الحمى ناموا
ستٌّ وعشرونَ مرّت كلما فرغتْ
جامٌ من اليأسِ صِرفاً أترعَتْ جامُ
لولا اليقينُ ولولا اللهُ ما صبرتْ
على النّوائبِ في أحداثها الشّامُ
يومُ الجلاءِ هو الدنيا وزينتُها
لنا ابتهاجٌ وللباغين إرغامُ
وجهُ الغرابِ توارى وانطوى علَمٌ
للشّؤمِ مذْ خفقَتْ للعينِ أعلامُ
ياراقداً في روابي ميسلونَ أفِقْ
جلتْ فرنسا فما في الدّارِ هضَّامُ
لقدْ ثأرنا وألقينا السّوادَ وإنْ
مرَّتْ على الليثِ أيّامٌ وأعوامُ
لو فيصلٌ عادَ حيّاً بيننا فيرى
أنَّ العلوجَ هنا في الشّامِ ما داموا
إنْ أخرجوه فقد نالوا جزاءَهُمُ
هذي دمشقُ لديها تُخفَضُ الهامُ
غورو يجيءُ صلاحَ الدين منتقماً
مهلاً فدنياكَ أقدارٌ وأيَّامُ
هذي الديارُ قبورُ الفاتحينَ فلا
يغرُرْكَ ما فتكوا فيها وما ضاموا
مهدُ الكرامةِ عينُ اللهِ تكلؤها
كم في ثراها انطوى ناسٌ وأقوامُ
تجرُّ ذيلَ التّعالي في مرابعِها
المجدُ طوعٌ لنا والدهرُ خدّامُ
فيا فرنسا ارجعي بالخزيِ صاغرةً
ذكراكِ في صفحةِ التّاريخِ آثام
دارُ النّيابةِ في التّمجيدِ كعبتُنا
يأتي حطيمَ علاها منكِ هدّامُ
يا ويحَ مَن يدّعي التّمدينَ عن كذبٍ
وحشٌ له من ثيابِ النّاسِ هندامُ
ألقى السِّلاح أمامَ الأقوياءِ ولم
يخجلْ، ولكنّهُ في الشّامِ مقدامُ
تمرُّ بي صورٌ لو رحْتُ أرسِمُها
لما شفتنيَ أوراقٌ وأقلامُ
شتّى مآثرُ من نبلٍ ومن شرفٍ
الحقُّ يجمعُها والدّهرُ رسّامُ
لو يذكرونَ على العاصي هزيمتَهم
وللمذاويدِ في الميدانِ إقدامُ
الطّائراتُ رميناها وجيشُهُمُ
من رعشةِ الخوفِ أشتاتٌ وأقسامُ
يومٌ بيومٍ قضينا وِترَنا وكفى
اليأسُ في الخلفِ والآمالُ قُدّامُ
ذكراهُمُ كرسيسِ الداءِ إنْ خَطَرتْ
في القلبِ ثارتْ جراحاتٌ وأسقامُ
الحمدُ لله ولَّوا وانقضى زمنُ
شؤمٌ مطالِعُه في الدّهرِ إظلامُ
اليومَ في ملكنا هذا على أسسٍ
يبني القواعدَ إتقانٌ وإحكامُ
هنا التقينا – بلادَ العربِ قاطبةً
في دارةِ المجد أخوالٌ وأعمامُ
يا طالعينَ على الدّنيا بنصرِهِمُ
في كلّ قطرٍ لهم نقضٌ وإبرامُ
وفاؤنا البِكرُ لاتأتيهِ منقصَةٌ
في عرفنا العهدُ تقديسٌ وإعظامُ
العُرْبُ في كلّ دارٍ أمّةٌ ثبتتْ
لها بساحِ العلا والفضلِ أقدامُ
موحَّدونَ كبيتٍ واحدٍ جمعت
شتّى لُباناتِهِ في العيشِ أرحامُ
ناموا طويلاً فلمّا صاحَ صائحُهم
أصغوا إليه ومن مهدِ الكرى قاموا
مشارفُ الشّامِ تهتزّ العراقُ لها
وتنتشي طرباً في مصرَ أهرامُ
عمر أبو ريشة
أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي ….. مطرق
خجلاً من أمسك المنصرم
ويكاد الدمع يهمي عابثا
ببقايا ….. كبرياء ….. الألم
أين دنياك التي أوحت إلى
وتري كل يتيم النغم
كم تخطيت على أصدائه
ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ….. ساحب
مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية
خنقت نجوى علاك في فمي
أي جرح في إبائي راعف
فاته الآسي فلم يلتئم
ألإسرائيل ….. تعلو ….. راية
في حمى المهد وظل الحرم؟!
كيف أغضيت على الذل ولم
تنفضي عنك غبار التهم ؟
أوما كنت إذا البغي اعتدى
موجة من لهب أو من دم؟!
كيف أقدمت وأحجمت ولم
يشتف الثأر ولم تنتقمي ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم ….. لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته
لم يكن يحمل طهر الصنم
لايلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان في الحكم عبيدُ الدرهم
أيها الجندي يا كبش الفدا
يا شعاع الأمل المبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا
طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله
شرفاً تحت ظلال العلم
شفيق جبري
حلم على جنبات الشام أم عيد
لا الهم هم ولا التسهيد تسهيد
أتكذب العين و الرايات خافقة
أم تكذب الأذن والدنيا أغاريد
ويل النماريد لا حسن ولا نبأ
ألا ترى ما غدت تلك النماريد
كأن كل فؤاد في جلائهم
نشوان قد لعبت فيه العناقيد
ملء العيون دموع من هناءتها
فالدمع در على الخدين منضود
لو جاء داوود والنعمى تضاحكنا
لهنأ الشام في المزمار داوود
على النواقيس أنغام مسبحة
وفي المآذن تسبيح وتحميد
لو ينشد الدهر في أفراحنا ملأت
جوانب الدهر في البشرى الأناشيد
هذي بقاياك يا حطين بددها
لله ظل بأرض الشام ممدود
ليت العيون صلاح الدين ناظرة
إلى العدو الذي ترمي به البيد
اضرب بعينيك هل تلقى له ثراً
كأنه شبح في الليل مطرود
ظن اجتياحك مأمونا فشرده
حد السيوف وللأسياف تشريد
لم يبق غل على ربع تظلله
تشقى به اليد او تشقى به الجيد
أضحى رفاتك في أمن وفي دعة
سيف العدو على الأحقاب مغمود
اين الأعاجم ما حلوا ولا رحلوا
كأنهم حلم في الفجر مردود
من كان يحسب أن الشام يلفظهم
وأن طيفهم في الشام مفقود
تمكنوا من جبال الشام واعتصموا
فكل حصن على الأجيال مريد
فما حمتهم قلاع في مشارفها
ولا أظلم حشد وتجنيد
أين القلاع على الأطواد عانية
وأين منها تهاويل وتهديد
ايحسبون بقصف الرعد مرعبة
قصيف وعندهم في السمع تغريد
فما القواذف بالنيران هادمة
وضا تعهده قوم صناديد
أغركم من شباب الشام يومهم
بميسلون وللأيام تنكيد
جئتم حماهم فلم يملك جفونهم
غمض الليالي وهل تغفو المقاييد
ما نامت الشام عن ثأر تبيته
هيهات ما نومها في الثأر معهود
تكاد تفلت من أكفانها رمم
لتشهد الثأر يوم الثأر مشهود
لو استطاعت لهبت من مدافنه
تسعى الزرافات فيه والمواحيد
يا ميسلون وما الأحداث منسية
ذكرى تفيئها تلك الأماليد
هذي دماؤك ما تنفك دافقة
تجري بها حمى الوادي الأخاريد
من باب واديك هاج العلج أدمعنا
وبابك اليوم دون العلج مسدود
ثأرت لك الشام لم أقهر مرابعها
شدائد غلغلت في جوها سود
وكلما بليت افواف غوطتها
عادت وفي الغوطة الغناء تجديد
خلت ملوك وأرض الشام طاوية
تاج الملوك وتاج الشام معقود
يافتية الشام للعلياء ثورتكم
وما لايضيع مع العلياء مجهود