"إسرائيل": قدرة حزب الله الصاروخية هي الثامنة عالمياً
الصحف العبرية
الجمعة، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣
بعد أيام على إطلالة قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، اللواء يائير غولان، وتأكيده ان الترسانة الصاروخية لحزب الله تجاوزت المئة الف صاروخ، ها هو قائد الفيلق الشمالي، اللواء نوعم تيفون، يؤكد بدوره على ان حزب الله بات يحتل المرتبة الثامنة عالميا، من ناحية ترسانته الصاروخية. تقديرات تيفون وردت في كلمة القاها في مركز هرتسيليا المتعدد المجالات، في سياق عرضه لتهديدات «المحور الراديكالي»، واستعدادات اسرائيل للمواجهة في الحرب المقبلة.
واذا كان غولان قد استبعد خوض حرب برية مع حزب الله في اية مواجهة مقبلة، الا ان تيفون يؤكد على النقيض، اذ شدد على ان الجيش سيدخل بريا الى داخل القرى والاماكن التي ينتشر فيها حزب الله، لان «اسرائيل لا يمكنها ان تتحمل الشلل لايام واسابيع» مع تساقط هذا الكم الهائل من الصواريخ عليها. فهل يشير التناقض بين الضابطين، المعنيين تحديدا بالاستعداد والجاهزية للحرب مع حزب الله، إلى مستوى ما من التخبط، ام ان التصريح الثاني، جاء استدراكا للتصريح الاول؟
وتنبع اهمية مواقف تيفون، من أنه المسؤول عن الموافقة على الخطط العملية المتعلقة بالساحة القتالية في لبنان، وايضا عن تأهيل كل الفرق المطلوب منها العمل في الحرب المقبلة ضد حزب الله، سواء كانت فرقا نظامية او احتياطاً. ورغم تأكيده أن «الجيش الاسرائيلي جاهز لخوض الحرب»، فإنه أكد في الوقت نفسه، أن «المهمة معقدة جدا، وغالبية القوات النظامية والاحتياط، لم تجرب القتال في لبنان، الامر الذي يزيد من اهمية التدريبات والمناورات، وهي مسألة بدورها ليست سهلة، في ظل التقليصات المالية التي يعانيها الجيش».
وتحدث تيفون عن قدرة حزب الله الصاروخية، واشار الى انه «يأتي في المرتبة الثامنة عالميا، لجهة ما يملكه من صواريخ وقاذفات صاروخية، مع اضافة ترسانة اخرى من مدافع الهاون»، واضاف ان «حزب الله ينوي في الحرب المقبلة ان يشل اسرائيل بواسطة هذه الصواريخ، وهي الموزعة على 200 موقع وقرية في جنوب لبنان، غالبيتها موجود في منازل مدنية».
وتأكيدا على الحرب البرية وضرورتها، اوضح تيفون نية دخول هذه القرى «من اجل حل مشكلة الصواريخ»، مؤكدا ان اسرائيل لا يمكنها ان تتحمل هجمات صاروخية طوال ايام واسابيع. واشار الى انه «في نهاية المطاف، لا بديل عن الدخول البري، حيث يخزن حزب الله صواريخه».
واقر تيفون بجاهزية حزب الله لخوض الحرب مع اسرائيل، واكد أن «ما يحافظ على الاستقرار الامني المؤقت على الجبهة مع لبنان، هو عدم وجود رغبة لدى حزب الله، وتحديدا الآن، وفي هذه المرحلة، بالمواجهة العسكرية مع اسرائيل». واشار الى ان «الاستعداد قائم ومتواصل من قبل الجانب الآخر، اذ يتلقى حزب الله الاسلحة الروسية من سوريا على نحو ثابت، من بينها صواريخ ارض ــ جو، وصواريخ مضادة للسفن. وفي الجيش الاسرائيلي، يجري التعامل بجدية مع هذا الواقع، وتستمر عمليات التدريب وتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة، واذا نشبت الحرب، فردنا سيكون واضحا».
وحول قدرات حزب الله، بما يتجاوز الاستعداد القتالي المباشر، اكد تيفون ان «حزب الله منظمة ذكية جدا، شبيه بايران من هذه الناحية، وهو مثلها دخل عالم السايبر ويشغل الطائرات غير المأهولة، بل دخل اخيرا عالم الهايتك (التكنولوجيا المتطورة)، ولهذه الاسباب، حزب الله عدو خطر للغاية».
وحول تدخل حزب الله عسكريا في سوريا، اكد تيفون على ان حزب الله غير معني، في الاساس، بالتدخل او التورط في القتال هناك، «الا انه بات متورطا وعلى نحو عميق جدا، لانه يخشى من ان يبقى وحيدا امام اعدائه، إذا سقط النظام السوري، الامر الذي يدفعه الى القتال كي يحافظ على هذا النظام، رغم ان الكلفة باهظة من جهته».
وفي مقابل القتال في سوريا، يرى تيفون ان حزب الله يسعى الى إبقاء الاستقرار الامني في لبنان، واشار الى ان الحزب وإيران، اللذين يقاتلان إلى جانب النظام في سوريا، يصران على ان تبقى الحرب هناك «لكن من ناحية ثانية، الحرب تنزلق بالفعل» نحو لبنان. ويستدل على عملية «الانزلاق بنجاح المتمردين السوريين ومنظمات الجهاد العالمي باطلاق الصواريخ نحو لبنان، وعمليات التفجير الاخيرة، وايضا، الانتقادات في الساحة الداخلية اللبنانية المسوقة ضد حزب الله، على خلفية التدخل».
حملة «التنبيه والتحذير» من الصواريخ، انضم اليها ايضا، رئيس شعبة التكنولوجيا واللوجيستيك في الجيش الاسرائيلي، اللواء كوبي باراك، الذي تحدّث بدوره عن ترسانة حزب الله الصاروخية، وبينها «التي لديها اجهزة توجيه تُمكّن من اصابة اهدافها بدقة، مثل محطة الكهرباء في مدينة الخضيرة (شمال فلسطين المحتلة) او مجمع وزارة الدفاع في تل ابيب، او مطار بن غوريون». وأضاف إن «المراكز اللوجستية للجيش الاسرائيلي، وقواعد سلاح الجو، ستكون هي بدورها عرضها لتهديد هائل».