إسرائيل: واشنطن «صديقة وجاسوسة».. روايات حول التنصت الأميركي
الصحف العبرية
الاثنين، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣
خصصت الصحف الإسرائيلية عناوين صفحتها الرئيسة للحديث عن التجسس الأميركي في إسرائيل، الذي أظهرته وثائق المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودون، فضلاً عن التحليلات التي تؤكد أن أضرار هذا التجسس كانت محدودة. وتقريباً حملت غالبية الصحف تقارير تفيد بأن المسؤولين الإسرائيليين كانوا طوال الوقت يتعاملون على أساس أنهم عرضة لمراقبة دائمة ومن جهات عديدة بمن فيها أصدقاء.
وتميّزت «يديعوت أحرنوت»، التي تناصب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو العداء، بنشر تقارير موسعة عن التجسس الأميركي فضلاً عن العناوين الرئيسية. وحملت عناوين مثل «صديقة، جاسوسة.. الولايات المتحدة تتنصت بالخفاء على زعماء اسرائيل»، و«أسرار وأكاذيب الصديق يتنصّت: هكذا جمعت الولايات المتحدة معلومات حساسة عن قمة القيادة في اسرائيل».
أما «معاريف»، فركزت على «سنودون يكشف النقاب: الولايات المتحدة وبريطانيا لاحقتا مكتبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع»، و«المراقبة ركزت على التعاون الامني والتطورات التكنولوجية».
وركزت «هآرتس» على «الولايات المتحدة وبريطانيا تعترضان رسائل الكترونية لزعماء في اسرائيل». ولكن «اسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو حملت عناوين غاضبة من قبيل: «كفوا عن التنصت علينا!»، و«ليس بين الأصدقاء». والواقع أن التقرير، الذي نشره المعلق الأمني في «يديعوت أحرنوت» رونين بيرغمان، ذهب إلى أبعد مما كان نشر في مواقع الصحف التي نشرت وثائق سنودون. وأشار تقريره إلى أنه ضمن قائمة الأهداف التي تنصت الأميركيون والبريطانيون عليها العنوان «Minister@mod.gov.il». وهذا العنوان يعود لوزارة الدفاع ويستخدمه مكتب وزير الدفاع. وفي الفترة المذكورة 2008-2009، كان وزير الدفاع إيهود باراك وفي مرحلة لاحقة تقاسم مكتبه مع رئيس طاقمه يوني كورون. وقد استخدم الاثنان في فترات متقاربة هذا البريد الألكتروني. وقد خدمهما للاتصال مع العالم الخارجي ومع الوزارات الحكومية الأخرى.
وأشار تقرير بيرغمان إلى المصلحة الواضحة للولايات المتحدة في الفترة المعنية بالتسلل إلى داخل هذا البريد الألكتروني، وذلك للرغبة في محاولة فهم ما هي الاستراتيجية الإسرائيلية بشأن إيران، وإن كانت إسرائيل على وشك الهجوم بشكل منفرد على المنشآت النووية الإيرانية. وكان هذا الموضوع حينها، ولا يزال حتى اليوم بدرجة معينة، الموضوع الأسخن بين الدولتين، حيث ترفض إسرائيل التعهد أمام الولايات المتحدة بألا تقصف إيران أو أنها ستمنح الولايات المتحدة إنذاراً مسبقاً بالهجوم.
وتضم القائمة المسربة عنواناً بريدياً آخر تابع لديوان رئاسة الحكومة. وفي الفترة المعنية كان رئيس الحكومة إيهود أولمرت حتى نهاية آذار العام 2009، وبعدها تولى رئاسة الحكومة بنيامين نتنياهو. وهذا العنوان يخدم ديوان رئيس الحكومة في السنوات الخمس الأخيرة وهو أحد نقاط التلاقي بين داخل الديوان، والمعتبر بالغ السرية، وبين العالم الخارجي.
وهناك في إسرائيل والعالم جهات عدة تدير الديوان معها مراسلات عن طريق البريد الالكتروني هذا، خصوصاً تحديد لقاءات ونقل مواد غير سرية. والاهتمام المحتمل للولايات المتحدة في هذا البريد الألكتروني هو صلة ديوان رئيس الحكومة مع جهات يمينية عدة في إسرائيل وفي المناطق. والولايات المتحدة تشك كثيراً بالمعطيات، التي تصلها بشأن استمرار البناء في المناطق، وتعتقد أن حكومة إسرائيل تقدم لها معلومات غير دقيقة، إن لم تكن أكثر من ذلك. وهذا البريد الألكتروني خدم، بين أمور عدة، للتراسل مع جهات عدة في صفوف المستوطنين، ومن الجائز أن الأميركيين أرادوا الحصول على معلومات عن حجم المشروع الاستيطاني.
وكشف بيرغمان النقاب عن أن الإسرائيليين اشتبهوا في العام 2007 في قيام الأميركيين باستئجار شقة في بيت مقابل للمنزل، الذي يسكن فيه إيهود باراك في تل أبيب وأنهم نصبوا فيه معدات تنصت. وأشار إلى أن باراك رفض التعليق على أنباء التسريبات، ولكنه استذكر ما كان يردده منذ توليه رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية في العام 1983 من أنه ينطلق من فرضية أنه تحت المراقبة.
ونقل بيرغمان عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن وثائق سنودون تظهر طرف جبل الجليد لأنهم «يعلمون مثلاً أن الولايات المتحدة تستعمل في داخل مبنى سفارتها في تل أبيب منشأة تنصت واعتراض للرسائل. ويُضاف إلى ذلك الآن تقدير مُحدّث يقول إن الوكالة الاميركية للامن القومي نجحت في حل لغز «الاتصال الأحمر» المُشفر لجهاز الامن المعروف لكثيرين باسم «حجر نفيس»، ووسائل تشفير متقدمة أخرى ايضاً. وكتب بيرغمان أن أميركا تجسست على بعثات إسرائيلية في الخارج، من بينها السفارة الإسرائيلية في نيجيريا ولأسباب اقتصادية تتعلق بدور حوالي 30 شركة إسرائيلية هناك.
وحملت مواقع إسرائيلية أخرى قصصاً عن الحذر الإسرائيلي من التجسس الأميركي، خصوصاً في مقر إقامة رئيس الحكومة. وروى موقع «والا» عن أحد المقربين من نتنياهو قوله إنه حينما يريد الأخير الحديث في موضوع حساس، فإنه يطلب من شريكه الخروج إلى الشرفة ويتحدث بصوت هامس بعد أن يُخفي شفاهه بصحيفة.
عموماً، لا يبدو أن ما نشر عن التجسس الأميركي قاد إلى أي حساسية إسرائيلية سوى زيادة المطالبة بالإفراج عن الجاسوس الأميركي لمصلحة إسرائيل جونثان بولارد.
وتميّزت «يديعوت أحرنوت»، التي تناصب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو العداء، بنشر تقارير موسعة عن التجسس الأميركي فضلاً عن العناوين الرئيسية. وحملت عناوين مثل «صديقة، جاسوسة.. الولايات المتحدة تتنصت بالخفاء على زعماء اسرائيل»، و«أسرار وأكاذيب الصديق يتنصّت: هكذا جمعت الولايات المتحدة معلومات حساسة عن قمة القيادة في اسرائيل».
أما «معاريف»، فركزت على «سنودون يكشف النقاب: الولايات المتحدة وبريطانيا لاحقتا مكتبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع»، و«المراقبة ركزت على التعاون الامني والتطورات التكنولوجية».
وركزت «هآرتس» على «الولايات المتحدة وبريطانيا تعترضان رسائل الكترونية لزعماء في اسرائيل». ولكن «اسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو حملت عناوين غاضبة من قبيل: «كفوا عن التنصت علينا!»، و«ليس بين الأصدقاء». والواقع أن التقرير، الذي نشره المعلق الأمني في «يديعوت أحرنوت» رونين بيرغمان، ذهب إلى أبعد مما كان نشر في مواقع الصحف التي نشرت وثائق سنودون. وأشار تقريره إلى أنه ضمن قائمة الأهداف التي تنصت الأميركيون والبريطانيون عليها العنوان «Minister@mod.gov.il». وهذا العنوان يعود لوزارة الدفاع ويستخدمه مكتب وزير الدفاع. وفي الفترة المذكورة 2008-2009، كان وزير الدفاع إيهود باراك وفي مرحلة لاحقة تقاسم مكتبه مع رئيس طاقمه يوني كورون. وقد استخدم الاثنان في فترات متقاربة هذا البريد الألكتروني. وقد خدمهما للاتصال مع العالم الخارجي ومع الوزارات الحكومية الأخرى.
وأشار تقرير بيرغمان إلى المصلحة الواضحة للولايات المتحدة في الفترة المعنية بالتسلل إلى داخل هذا البريد الألكتروني، وذلك للرغبة في محاولة فهم ما هي الاستراتيجية الإسرائيلية بشأن إيران، وإن كانت إسرائيل على وشك الهجوم بشكل منفرد على المنشآت النووية الإيرانية. وكان هذا الموضوع حينها، ولا يزال حتى اليوم بدرجة معينة، الموضوع الأسخن بين الدولتين، حيث ترفض إسرائيل التعهد أمام الولايات المتحدة بألا تقصف إيران أو أنها ستمنح الولايات المتحدة إنذاراً مسبقاً بالهجوم.
وتضم القائمة المسربة عنواناً بريدياً آخر تابع لديوان رئاسة الحكومة. وفي الفترة المعنية كان رئيس الحكومة إيهود أولمرت حتى نهاية آذار العام 2009، وبعدها تولى رئاسة الحكومة بنيامين نتنياهو. وهذا العنوان يخدم ديوان رئيس الحكومة في السنوات الخمس الأخيرة وهو أحد نقاط التلاقي بين داخل الديوان، والمعتبر بالغ السرية، وبين العالم الخارجي.
وهناك في إسرائيل والعالم جهات عدة تدير الديوان معها مراسلات عن طريق البريد الالكتروني هذا، خصوصاً تحديد لقاءات ونقل مواد غير سرية. والاهتمام المحتمل للولايات المتحدة في هذا البريد الألكتروني هو صلة ديوان رئيس الحكومة مع جهات يمينية عدة في إسرائيل وفي المناطق. والولايات المتحدة تشك كثيراً بالمعطيات، التي تصلها بشأن استمرار البناء في المناطق، وتعتقد أن حكومة إسرائيل تقدم لها معلومات غير دقيقة، إن لم تكن أكثر من ذلك. وهذا البريد الألكتروني خدم، بين أمور عدة، للتراسل مع جهات عدة في صفوف المستوطنين، ومن الجائز أن الأميركيين أرادوا الحصول على معلومات عن حجم المشروع الاستيطاني.
وكشف بيرغمان النقاب عن أن الإسرائيليين اشتبهوا في العام 2007 في قيام الأميركيين باستئجار شقة في بيت مقابل للمنزل، الذي يسكن فيه إيهود باراك في تل أبيب وأنهم نصبوا فيه معدات تنصت. وأشار إلى أن باراك رفض التعليق على أنباء التسريبات، ولكنه استذكر ما كان يردده منذ توليه رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية في العام 1983 من أنه ينطلق من فرضية أنه تحت المراقبة.
ونقل بيرغمان عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن وثائق سنودون تظهر طرف جبل الجليد لأنهم «يعلمون مثلاً أن الولايات المتحدة تستعمل في داخل مبنى سفارتها في تل أبيب منشأة تنصت واعتراض للرسائل. ويُضاف إلى ذلك الآن تقدير مُحدّث يقول إن الوكالة الاميركية للامن القومي نجحت في حل لغز «الاتصال الأحمر» المُشفر لجهاز الامن المعروف لكثيرين باسم «حجر نفيس»، ووسائل تشفير متقدمة أخرى ايضاً. وكتب بيرغمان أن أميركا تجسست على بعثات إسرائيلية في الخارج، من بينها السفارة الإسرائيلية في نيجيريا ولأسباب اقتصادية تتعلق بدور حوالي 30 شركة إسرائيلية هناك.
وحملت مواقع إسرائيلية أخرى قصصاً عن الحذر الإسرائيلي من التجسس الأميركي، خصوصاً في مقر إقامة رئيس الحكومة. وروى موقع «والا» عن أحد المقربين من نتنياهو قوله إنه حينما يريد الأخير الحديث في موضوع حساس، فإنه يطلب من شريكه الخروج إلى الشرفة ويتحدث بصوت هامس بعد أن يُخفي شفاهه بصحيفة.
عموماً، لا يبدو أن ما نشر عن التجسس الأميركي قاد إلى أي حساسية إسرائيلية سوى زيادة المطالبة بالإفراج عن الجاسوس الأميركي لمصلحة إسرائيل جونثان بولارد.