الأعمال الشعرية لتوفيق أحمد:كتاب يعرض لمجموعاته الشعرية بين 1988 و2009

الأعمال الشعرية لتوفيق أحمد:كتاب يعرض لمجموعاته الشعرية بين 1988 و2009

شاعرات وشعراء

الأحد، ٩ نوفمبر ٢٠١٤

احتوى كتاب الأعمال الشعرية للشاعر توفيق أحمد عدداً من مجموعاته الشعرية منذ عام 1988 حتى عام 2009 وهي أكسر الوقت وأمشي ولو تعرفين ونشيد لم يكتمل ولا هدنة للماء وجبال الريح وحرير للفضاء العاري.

وتنوعت الأفكار والرؤى التي تناولها الشاعر في قصائده كما تباينت الوسائل التعبيرية التي استخدمها حيث استفاد من أغلب المدارس الشعرية التي اطلع عليها ليخلص إلى أسلوب بنيوي خاص بما يصل إليه من شعر رصد فيه مناحي الحياة.

وفي مجموعته أكسر الوقت وأمشي اعتمد أحمد أسلوباً حديثاً في كتابة الشعر استعار خلاله الألفاظ للوصول إلى إيحاءات يدلل بها على رؤى إنسانية عميقة نتيجة قهر طويل وأحلام عاشها ثم انتقل إلى نوع من الغزل جعله يخص كل الناس وكل من جرب الحب فيقول في قصيدته أميرة الحبق والعشق.. هل لعينيك في المدى من رفاق .. تجمعان العشاق بالعشاق وهما عالمي ولو سألاني .. لأستحى الضوء والندى والسواقي أما المجموعة التي جاءت بعنوان لو تعرفين غلب عليها العمق الفكري والفلسفة الإنسانية حتى في قصائد الغزل التي عرض خلالها قضايا اجتماعية وإنسانية وعاطفية من خلال قصيدة الشطرين الخليلية وموسيقاها ورويها كما في قصيدة ولو مرت يداك.. لأنك لحظة العشق الجميل .. وذاكرة المواسم والفصول لأنك دائماً تحيي بصدري .. هموم الغيم في بال النخيل تجيء ولا تجيء لديك أبقى .. وأفنى في الترقب والذهول وفي مجموعة نشيد لم يكتمل قدم الشاعر رؤيته الكونية في الحياة ومعايشة الطبيعة ونظرة الإنسان إلى المدينة والريف وما حملته من معان حيث قال في قصيدته عصفوران على حجر..

يا مريم هزي جذع النخلة .. أي نهار .. أي مساء .. هذي النخلة مفعمة بالثمر .. في القرية أشهى ما يتمنى المرء ترقبه .. للأحلى في تشكيل الريف.

ويسيطر الأسى والغربة في مجموعة لا هدنة للماء التي كانت تعبر عن مواقف إنسانية واجتماعية شكلت لديه قناعات حولها إلى نصوص شعرية تحمل في تعبيرها كثيراً من أماني المستقبل رغم ما اعتراه من خيبة ووجع يقول في قصيدته مرآة الخيبة.. مرآة الخيبة .. تطويك الغابة في وحشتها .. يركض عكس الريح سفينك يا رمدان .. جنوحك يمسك ثوب جنوحك .. تدخلك الريح وتدخلها .. لا تقنع ريحك أنك داخلها .. أنت غريب في بيت .. ليس له بيت.

ويبدو واضحاً تألق الألفاظ وطبيعة حركتها في مجموعة الشاعر من كتاب البحر التي تكونت من الأشجار والعصافير والغيوم وأسراب الحمام والأشياء التي تتزين بها الطبيعة والكون مما جعل قصائده تعبر الزمن وتتلاءم مع مختلف البيئات مهما تبدلت يقول في قصيدة الغيم المغادر..

قدمت يطير أمامها سرب الحمام .. ويحتفي بجلالها الرمان يلقي عطره الغيم المغادر .. قدمت لترميني هناك موشحا بالعشق .. والولع المغامر.

وتجلت في مجموعته جبال الريح عاطفة الرثاء لتكون تشكيلاً فنياً مبتكراً ليقدم من خلاله كيف يبقى أصحاب العلم والعبقرية في ذاكرة التاريخ عبر استخدامه للرمز الذي انتقاه كما في رثائه لصديقه رضا رجب الذي رآه شاعراً وباحثاً كبيراً فقال بقصيدة كتاب الحكمة..
“كالنهر مشتعلاً بنار الماء .. تمشي في جوارحك القصيدة .. في كل ما أبقى الغمام على معاجمنا تمكنك البلاغة من عبور صخورها .. وتصوغ من موت التراب ضفائر العشق المشاغب”.

وفي مجموعة حرير للفضاء العاري يرى الشاعر بلدته أجمل ما يمكن أن يطرز به قصائده لأنها تمثل الوطن والخير والأمان فأتى بمكوناتها الجمالية وطرز أسلوبه التعبيري عبر نص شعري مليء بالعاطفة والشوق والوفاء فيقول في قصيدة بلدي.. “لو فتشوا دمي المرابط خلف أضلاعي .. رأوا رمانة الدار التي شهدت تعاستنا .. وتلك السنديانات العتيقة تزدهي قدام بيت الطين .. يغسلها براحته الصباح.

يذكر أن الكتاب من منشورات وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 500 صفحة من القطع الكبير ويتضمن آراء حول المجموعات الموجودة في الكتاب لعدد من شعراء ونقاد سورية والعرب مثل محمد رضوان الداية وعبد النور الهنداوي وسمر ديوب وحاتم الفطناسي وراشد عيسى ومحمد علي شمس الدين ومحمود الضب.