الأنفاق معضلة ثابتة: العدو يتقهقر في «الزيتون»
أخبار عربية ودولية
الجمعة، ١ مارس ٢٠٢٤
أجبر الزخم الميداني في حي الزيتون شمال شرق قطاع غزة، الدبابات الإسرائيلية على التراجع من وسط الحي، وتحديداً من مفترق ساحة مسجد صلاح الدين، إلى الأطراف الجنوبية منه. وكشف هذا التراجع، الذي سمح بإعادة التواصل بين المقاومين في عُقدهم القتالية وأجهزة الإعلام العسكري، بالإعلان عن عمليات جديدة، ونشْر مقاطع مصوّرة، تقرّب أكثر صورة المواجهة في تلك النقطة التي أقرّ العدو بصعوبة القتال فيها. وفي آخر المقاطع المصوّرة التي وزّعها «الإعلام الحربي لسرايا القدس»، ظهر المقاومون وهم يستهدفون أربع آليات بقذائف «آر بي جي» و«تاندوم»، فضلاً عن مشهد مصوّر أظهر نسف منزل كان جنود العدو قد تحصّنوا داخله، بصاروخ من طائرة «إف 16» لم ينفجر، وأعاد المقاومون تشريكه مجدّداً. والنقطة الفارقة مرة أخرى، هي أن كل المشاهد التي تنشرها «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، تُظهر الخصم، حيث نرى جنوداً حول آلياتهم، أو في داخل المنازل المستهدفة، تصطادهم بنادق المقاومين وقذائفهم. وحتى عمليات القصف التي ينفّذها المقامون بقذائف الهاون، تنشر المقاومة صوراً لها تُظهِر الجنود الذين ستتساقط القذائف على رؤوسهم بعد لحظات.
أما الحدث الفارق في شمال القطاع أيضاً، فهو تمكّن «ألوية الناصر صلاح الدين» من إطلاق رشقة صاروخية في اتجاه مستوطنة «سديروت» في غلاف غزة، قالت إنها جاءت رداً على جريمة «دوار النابلسي» التي تسبّبت باستشهاد وإصابة نحو 1000 نازح. وأصابت تلك الرشقة مدفعية العدو وطائراته الحربية بالجنون، إذ نفّذت، طوال ساعات المساء، حفلة من القصف المدفعي والحربي طاول الأحياء الشرقية لمخيم جباليا، ومدينة بيت لاهيا شمال غزة. ووسط ذلك كله، لم تتراجع حدة الضغط الميداني، إذ سجّلت ساعات نهار أمس، عدة عمليات نوعية نفّذتها الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة. وأعلنت «كتائب القسام»، تمكّن مقاوميها من تفجير عبوة مضادة للأفراد بقوة راجلة مكوّنة من 5 جنود جنوب حي الزيتون، ما تسبّب بمقتل وإصابة جميع أفرادها. كذلك، استهدفت «كتائب القسام» ثلاث ناقلات جند بقذائف «الياسين 105»، وعبوات «شواظ» في المنطقة نفسها. ومع ساعات العصر، أكدت الكتائب أن مقاوميها تمكّنوا من تفجير فتحتي نفق تجمع حولهما جنود العدو في حي الزيتون. وعلى نسق الكمائن القاتلة ذاته، أعلنت «القسام»، مساء، تمكّن مقاوميها من تفجير عبوة ناسفة في خمسة جنود، ما تسبب بإيقاعهم بين قتيل وجريح. أما الحدث الأكثر إيلاماً لجيش العدو، فتمثل في تفجير مبنى مفخّخ في قوة راجلة في الحي ذاته، ما تسبّب بوقوع أفرادها بين قتيل وجريح.
وفي تعليق على النسق الذي تسير عليه المعارك في حي الزيتون، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن جنود العدو، اعترافاً بأن الجيش لم يجد حتى اللحظة حلاً منهجياً للعثور على أنفاق حركة «حماس» في قطاع غزة، وأن «إخراج المقاومين من الأنفاق لا يزال حتى اللحظة، التحدي الأكبر للجيش، إذ إن الانتصار لن يتم إلا بالقضاء على شبكة الأنفاق، وهو الأمر غير الممكن في المدى المنظور». ونقلت الصحيفة عن جنود العدو قولهم كذلك إن «عمليات حماس تتم بكمائن خادعة في كل مباني قطاع غزة، حيث تجذب تكتيكات الحركة الجنود إلى كمائن معدّة بشكل نوعي (...) فرقٌ من المقاومين تنفذ هجمات منسّقة، حيث تحاول إحدى المجموعات عرقلة تقدم قوة برية، فيما تقوم أخرى بمهاجمتها من مكان آخر، ثم يختفي المقاومون بين المباني المدمرة وفي متاهات الأنفاق». ويوضح الجنود أن «حماس تحوّلت إلى هجمات الكرّ والفرّ، من قبل مجموعات صغيرة تتشكّل من مقاومين اثنين أو 3 مقاومين وأحياناً مقاوم واحد».
إلى ذلك، نشر «الإعلام العسكري لكتائب القسام» مقطعاً مصوّراً أكّد فيه أنه سيكشف مصير ثلاثة مستوطنين أُعلن بتاريخ 23/12/2023 أنه فُقد الاتصال بالمجموعة التي كانت تتكفّل بمهمة تأمينهم. وكان المستوطنون الثلاثة قد وجّهوا رسالة إلى حكومة بنيامين نتنياهو حملت عنوان «لا تتركونا نشيخ»، وطالبوا بإخلاء سبيلهم عبر صفقة تبادل، وذيّل الإعلام العسكري رسالته بعبارة : «سنخبركم بمصيرهم غداً».