الإدارة الرياضية مهنة من لا مهنة له..!!..بقلم: صالح الراشد
تحليل وآراء
الخميس، ٧ سبتمبر ٢٠٢٣
يبحثون عن مكان يساعدهم على تحقيق الشهرة السريعة والأحلام المختبئة في ثنايا العقل الباطن، فينفق العديد منهم مبالغ مالية طائلة للجلوس في مكان يستحقه غيرهم، ففي عالم الرياضة المبني على أشخاص لا يملكون الكثير من الثقافة والمعرفة يجد الباحثون عن الشهرة غايتهم، فيسارعون لتقديم أنفسهم على أنهم أصحاب المعرفة والفكر السليم، وأنهم القادرون على حمل الرياضة صوب النهضة وانتشالها من وضعها الراهن مع العلم انهم لا يمتلكوا جزء يسير من المعرفة الرياضية، وينتشر هؤلاء في العديد من المؤسسات الرياضية كالأندية والاتحادات واللجان الأولمبية ووزرات الشباب والرياضة في شتى الدول العربية، لذا تكون محصلة تجاربهم متشابه وعنوانها الفشل.
نعم، يتكاثرون في العالم العربي فيما أمثالهم لا مكان لهم في عالم الاحتراف الرياضي الحقيقي في الغرب، فهناك في ذلك المكان الغريب عن عالمنا يتولى أصحاب الاختصاص قيادة المؤسسات الرياضية، وإن كانت ملكية النادي خاصة لمن يملكون المال الكافي لشرائه، إلا ان لهم حدود يقفون عندها، فهؤلاء يملكون الأندية لكنهم لا يحكمونها، فالنادي لصاحب المال فيما الإدارة لأشخاص متخصصين في هذا المجال، ويتقاضون رواتب مرتفعة لتحقيق أهداف المؤسسات الرياضية وفي مقدمتها زيادة الربح المالي، القادر على منح هذه المؤسسات القدرة على الاستمرارية كمنصات اقتصادية توفر خدمة الترفيه الرياضي التنافسي.
لذا فإن الفارق بين الرياضة العربية والغربية كبير وشاسع ويظهر بوضوح في فارق النتائج الفنية، فهناك يصنعون الجمال والتنافس الحقيقي والثروة كون من يملكون الأندية هم رجال اقتصاد، فيما في عالمنا العربي من يقود الأندية مجموعات من الناس يبحثون عن الظهور في الإعلام وتصفق لهم الجماهير وتتغني باسمائهم، دون الاعتماد على برامج اقتصادية لتحافظ على ديمومة هذه المؤسسات الرياضية والتي قد تذوب من كثرة الديون، لنجد فارق كبير بين احتراف المهنة وبين من تكون الإدارة الرياضية لديهم حِرفةَ من لا حِرفةَ له، ليكون السقوط سريعاً كون الجاهل عدو نفسه ومن لا يملك المعرفة فهو عدو لنفسه.
وينسحب الأمر على الاتحادات الرياضية ووزارات الشباب المنتشرة في شتى الدول العربية، لنجد أنه لا تأثير لغالبيتها على الصعيد العالمي في المجال الرياضي، فلا تساهم هذه المؤسسات في تقديم دراسات أو أوراق عمل متخصصة، ليكتفي ممثلوها في الاجتماعات الدولية بالتقاط الصور وتوزيع ابتسامات النصر المزعوم الذي يخترعه إداري متسلق وينشره صحفي غير مُطلع، لتكون خسارات الرياضة العربية في هذه اللقاءات مزدوجة، فهم لا يقدمون شيئاً ويتركون صورة سلبية عن الاتحادات الرياضية التي كان عليها في الأصل أن تُرسل أفضل من لديها كسفراء وممثلين في الاجتماعات، حتى تظهر بصورة تتناسب مع الظهور العالمي، فهل يعقل أن ترسل عديد الاتحادات الغربية أبطالها في الألعاب وترسل الدول العربية من لم يمارسوا الرياضية بشكل مطلق.؟!!
آخر الكلام:
تقوم سياسة النقد الرياضي لتحديد أسباب الفشل في المنظومة الرياضية على طريقة البحث عن أثر الفشل، رغم أن الجميع يُشاهدون ويعرفون أسباب الفشل الواضحة أمامهم، لكن مصالحهم وربما الرعب الذي يصاحبهم يمنعهم من قول الحقيقية، فحين يوسد الأمر إلى غير أهله فعلينا أن ننتظر الساعة، وفي الحالة الرياضية تكون الساعة بتدمير هذه الأندية والاتحادات واللجان الأولمبية.