
للتمثيل أوجه مختلفة، ومن يدخلون هذا المجال فقد يوسمون بدور يلعبونه أو شخصية نافرة تنجح معهم فتلازمهم، أو يتمكّنون من التنويع ويثبتون قدرتهم على اللعب في أكثر من ملعب، أما بعضهم الآخر فيتخصّص في نوع معيّن من الأدوار ويبدع فيه..
نحن هنا نتحدّث عن الجنس في الدراما والسينما، أو بتعبير آخر عن الجرأة في التمثيل، وعن أبطال وبطلات هذا النوع من الدراما، خصوصاً بين النساء، وهنّ قليلات جداً نظراً لما يفرضه المجتمع من قيود وعادات وتقاليد تأسر الممثلة التي تخاف أن يضيع من يشاهدها بين حقيقتها وما تُقدّمه على الشاشة!

كثيرات تجرأن في لبنان ومصر وقدّمن مشاهد جريئة أو اكتفين بالقبل على الشاشة، فمن هنّ؟

- في لبنان العام 1963 وحيد جلال ووفاء طربيه في مسلسل (مذكرات بوليس). هذه القبلة أثارت حفيظة الرقابة، التي أصدرت حينها قراراً بمنع التقبيل في المسلسلات اللبنانية.

إذاً وفاء طربيه كانت أو لمن قبّلت على الشاشة، ولو أنّ القبلة كانت سريعة وخاطفة.

- نضال الأشقر كان ثاني بطلات القبل في الدراما اللبنانية وذلك العام 1974، في مسلسل (نساء عاشقات)، لكنّ قبلتها كانت طويلة ومثيرة، وتخطت الـ50 ثانية، لتكون أطول قبلة في تاريخ التلفزيون حتى اليوم.
- نبيلة كرم، قدّمت قبلة جديدة العام 1979 في مسلسل (بربر آغا) مع أنطوان كرباج.



- ملحم بركات وداني بسترس كانا بطلا قبلة، استُخدمت للتسويق لمسرحية (ومشيت بطريقي) التي عرضت العام 1995 على مسرح (البيكاديللي) في الحمرا.


- جورج خباز في فيلمه (تحت القصف) قدّم مشهداً جريئاً جداً، يعرّي فيه بطلته ويقبّلها من صدرها، لكنّ المشهد أزيل ولم يُعرض على الجمهور في الصالات، بل تسرّب على الإنترنت وأثار جدلاً.


- دارين حمزة، كانت أجرأ الممثلات اللبنانيات حين قدّمت مشاهد إيروتيكيّة مع ممثل فرنسيّ في فيلم (Beirut Hotel).
- ندى أبو فرحات أيضاً من أجرأ الممثلات اللبنانيات وكان قدّمت مشهداً جريئاً في فيلم (البوسطة) وآخر في فيلمها الأخير (يلا عقبالكن). وندى لطالما تجرأت وقدّمت مشاهد جريئة أكان في السينما أو الدراما التلفزيونية، كما لعبت في أكثر من مناسبة دور العاهرة/بائعة الهوى.

- أحدث الممثلات الجريئات، هي لورين قديح التي منذ أطلّت في My Last Valentine In Beirut قدّمت جرعة عالية جداً من الجرأة أكان في اللباس أو الشخصيات النافرة التي تلعبها أو الأداء أو حتى بعض المشاهد الساخنة تجسيداً، لكنّها رغم كل جرأتها إلا أنّها لم تُقدّم ولو قبلة واحدة.
قدّمت دور المومس في أول فيلم لها، ثم الدور نفسه في (حبة لولو) ولكن بطريقة مختلفة وجديدة وجريئة جداً، أما في آخر أفلامها (شي يوم رح فل) فلم تكن جريئة لكنّها قدّمت مشهداً جريئاً على طاولة مطبخها مع عادل كرم.


- يوسف ونادين نسيب نجيم قدّما قبلة رومانسية جداً في (أجيال) فاجأت المشاهدين، خصوصاً أنّ الدراما اللبنانية تقريباً خالية من مشاهد القبلات والمشاهد الساخنة.
- ورد الخال محافظة جداً، لكنّها تجرأت وكسرت هذه التقليدية قبل سنتين، حين قبّلت يورغو شلهوب في مسلسل (عريس عروس) العام 2014 في مشهد خاطف وسريع.
الجرأة في مصر أعلى!
أما في مصر حيث الإنتاجات السينمائية أكثر بكثير من لبنان وكذلك الدرامية التلفزيونية، وحيث تاريخ العمل في الصناعتين أطول بكثير، فنعرف أعمالاً جريئة كثيرة، لعبت بطولتها أهم الممثلات المصريات.
عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش ورشدي أباظة أكثر من قدّم قبلاً في أفلامهم، أما بين النساء فناديا لطفي كانت الأكثر إغراءاً، كذلك شادية والصبوحة والثلاثة قدّمن الكثير من مشاهد القُبل في الأفلام المصرية.

أول قبلة في السينما المصرية كانت بين مديحة يسري وفريد الأطرش في فيلم (أحلام الشباب) العام 1942.
وفي العالم 1954 قامت فاتن حمامة لأول مرّة بتقديم مشهد القبلة، وهي التي كانت ترفضه تماماً، لكنّها فعلتها حصراً مع عمر الشريف في (صراع في الوادي)، ما تسبب بطلاقها من زوجها حينها عز الدين ذلفقار، قبل أن تعود وتتزوج عمر الشريف الذي صار حب عمرها.
بالعودة إلى القبل ومشاهد الفراش فمعظم ممثلات مصر قدّمن هذه النوعية من المشاهد من سهير رمزي إلى بوسي ولبلبة، لبنى عبدالعزيز، نبيلة عبيد، شمس البارودي، ليز سركيسيان، يسرا، إلهام شاهين، وصولاً إلى منّة شلبي، غادة عبدالرازق، علا غانم وغيرهنّ كثيرات، لكنّ هند رستم تبقى الممثلة المصرية الأهم في عالم الإغراء والإثارة والجمال واستطاعت على مدار تاريخها أن تحافظ على هالة رسمتها من حولها، فصارت مارلين مونرو العرب، ولمن لا يعرف فإنّ هند رستم كانت حين تُقدّم مشهداً ساخناً أو قبلة، فتفعل ذلك بعد أن تطلب من كل العاملين الخروج من غرفة التصوير.
سوريا تعود للجنس بعد 20 سنة!
الدراما التلفزيونية السورية لها مكانة رفيعة الشأن في العالم العربي، ولطالما قدّمت أعمالاً تُجسّد الواقع وتحاكي المتغيّرات، لكنّها كانت دائماً محافظة ولم نرَ مرّة في مسلسل مشهد قبلة مثلاً، إلا أنّ الدراما السورية بدأت تشهد انفتاحاً بعد الـ2007، وكانت أولى الجريئات سلافة معمار التي قدّمت أول مشهد في السرير مع مكسيم خليل، لكنّ المشهد خلا من أي قبلة، ليتضمّن فقط جرأة في الإيحاء.
بعد سلاف كرّت السبحة وصارت الممثلات السوريات أكثر جرأة أكان في اللباس أو في مشاهدهنّ وفي طبيعة الأدوار التي تقدّمنها وأولهنّ هبة نور، ومديحة كنيفاتي ولينا كرم وغيرهنّ، لتتجلى أكثر حالات الانفتاح في الدراما السورية في آخر أعمالها وهو مسلسل (صرخة روح) في أجزائه الثلاثة، والذي نرى فيه لأول مرّة ممثلين وممثلات في إطارات جريئة منهم عباس النوري، بسام كوسا، عبدالمنعم عمايري، يزن السيد، وغيرهم كثر.
أما في السينما، فكلنا يعلم أنّ السينما السورية العربية المشتركة كان لها عزّها قبل 20 سنة، ليخفت حضورها ويكاد ينعدم تماماً..

في بداياتها، وفي عزّها، لم تخلُ السينما السورية من الجرأة التي وصلت حدّ عرض التعرّي الكامل في بعض الأفلام.
أول فيلم عربيّ سوريّ جريء قدّمته الممثلة السورية إغراء وهو بعنوان (عارية بلا خطيئة) وقدّمته مع فهد بلان، دلال الشمالي، محمد خير حلواني، وغيرهم.
أما الفيلم الأجرأ فكان (الفهد) الذي قدّمته إغراء أيضاً مع أديب قدّورة، حين ظهرت عارية تماماً تحت إحدى الشلالات في دمشق.
بعده توالت الأفلام السورية العربية الجريئة التي تضمّنت مشاهد لممثلين عراة تماماً وشارك فيه نجوم سوريا ومصر ولبنان، ومن بين المشاركات فيها اللبنانية ليز سركيسيان والمصرية ناهد شريف في (ليل الرجال) مع أديب قدورة وفريد شوقي وإنتاج السوري الراحل محمد الزوزو.
كما قدّمت منى واصف مشهداً جريئاً في (غابة الذئاب) الذي أنتجته شركة دمشق للسينما للكاتب حسن سامي يوسف، حيث تقدّم منى واصف مشهداً جريئاً مع الممثل أسامة خلقي ويعتبر المشهد من الأكثر جرأة في السينما السورية.
وهالة شوكت أيضاً مع أسامة خلقي في فيلم (الخاطؤون) من إنتاج شركة دمشق للسينما وإخراج سيف الدين شوكت، والراحلة سلوى سعيد ع في فيلم (الحب الحرام) للمنتج أحمد أبو سعدة وإخراج خالد حمادة وبطولة أديب قدورة، طلحت حمدي والمصرية زبيدة ثروت وغيرها الكثير من الأعمال التي شهدت على جرأة الممثلات السوريات كما المصريات واللبنانيات في زمن الأبيض والأسود!