الحب والجنس
افتتاحية الأزمنة
الجمعة، ٢١ مايو ٢٠١٠
أبتعد عن مضامين ومعاني كثيرة قد تجول في عقل أي قارئ لهذه الكلمات، وأقترب كثيراً من جوهر فلسفة ظاهر الحب والجنس كي أوجد منظومة بحثية بغاية إيجاد العلاقة ما بينهما والمفرقة لهما، أبدأ بسؤال : هل الحب وسيلة الجنس يمتطيه كي يصل إليه، أم أن الجنس هو وسيلة الحب أم لا علاقة للوسائل في إنشاء الرابطة المهمة بينهما، فإذا كان الحب يظهر في العقل حيث يهوي منه إلى القلب ليسكن فيه من خلال الإشارات العقلية التي تتحكم بالنبض الجميل المتحول إلى خفقان ناتج عن الحب يتوهج في الشكل الإنساني وينتشر لينجز خفة ورقة رائعة الجمال، من ذلك نتجه إلى أين يعيش الجنس هل له مساحة في العقل تولد شهوته أم أن الشهوة هي المولد والمرغب للجنس تسكن عالمه السفلي بأدواته وأعضائه التناسلية وحواسه الهائمة، تراقب المحيط ومتى تستيقظ شهوة الجنس النائمة وما علاقة النظر والسمع واللمس والشم والذوق في تحريكها وكيف يستخدم العقل كل تلك الإشارات المكونة للأحاسيس والمشاعر، وهل الحب والجنس من الجمل الغرائزية الإنسانية أم أن الحب علاقة روحية؟ والجنس علاقة مادية قادمة من ثلاثة حروف: الجيم جينات غايتها تكوين الجنين، والنون نوم آمن وأمين، والسين سكن به سرير، في مجموعها علاقة أمان واطمئنان لجنس الإنسان العقلي المتميز عن باقي المخلوقات التي تتسير بغريزة الإحساس، وبما أن الجنس موجود وتمتلكه كامل المخلوقات إنسان وحيوان ونبات على شكل غريزة تتحرك بشكل دائم وتتم ضمن عملية الاحتواء حيث حواء تحتوي آدم بضمه وحضنه وإغرائه ليعود عليها فعلاً من أجل الحفاظ على النوع والسلالات، وتختلف بين بعضها متباعدة في المفاهيم والصفات والحركات والسلوكيات والعقل والإحساس والطلب لتتولد من خلالها الصور للأفعال المنجبة للديمومة والانفصال، تحمل شرعية الاتصال الإنساني ضمن النظام والقانون أو خارجة عنه ليحدث الفرز الإنساني الإنساني في الأفعال والتمايز ما بين مجموع الإنسان والحيوان، وللعلم لم يكن الإنسان يوماً إلا إنسانا،ً القائلون بأن الإنسان حيوان ناطق يرتكبون خطيئة كبرى بحق الإنسان لقد بدأ الإنسان منذ خلقه الأول إنساناً يمتلك الإنسانية حينما عاش في عالم النور، وحينما دخل إلى عالم المادة تحول إلى بشر أي امتلك الغرائز التي تعيش بها الرغبات وأدواتها الشهوة والشهوانية التي أخذت بالحب والجنس إلى عوالم إنسانية وعوالم استباحية بشرية تحمل في طياتها عالم اللذة وما فوق اللذة والمخالفات .
فإذا كان الحب أحاسيس عقلية وقلبية تمتلك الإشارات اللامرئية يتم تبادلها بين طرفين بغاية تحقيق طلب التقارب والانجذاب وحدوث الراحة بين مجموع الإنسان مولداً العواطف مطوراً الأفعال الإنسانية بإضفاء الحُسن على اللغة والحركة والإنجاز كي يحدث تعاطف الآخرين معه وانجذابهم إليه، إنه المكون الرئيس لقوة الثقافة الإنسانية وبدونه لا إنسان، وبما أن الثقافة لا مادية هو مجرد ( أي الحب) عن أي تفسير يؤطره بكلمات أو يخلده في رسائل ليكون تجربة إنسانية تمر أثناء مسيرة الحياة خاضعة للنجاح والفشل وتخضع للتجربة والبرهان .
الجنس ملكة موجبة وسالبة في آن، تسكن العقل فإن لم يستطع العقل إشباعها وإرضاءها سيطرت عليه محولة إياه إلى عالم سفلي متشابه مع عالم الحيوان الشهواني بلا معرفة، وغايته الإفراغ أينما وجد حالة أنثوية وربما يتطور إلى شذوذ يخضع ذاته الذكورة لمشيئة المثيل ضمن قواعد الشهوة الحيوانية اللا إنسانية، وحينما نُخضع الجنس للتجربة وهو الذي يحتمل الفشل والنجاح نراقب الطفل كمثال ومنذ نعومة الأظفار، فما إن يحرر الطفل من لباسه حتى ينظر مداعباً أعضاءه الجنسية دون وعي، هذه المداعبة ترافقه حتى سن البلوغ الذي يدهشه ضمن حالة المتعة والاستغراب عند الذكر والأنثى، فإما أن يشكل له الخوف والرعب والاستهجان إذا كان خاضعاً لنظام تربوي راقٍ أو تتحول إلى شهوة جنسية يمارسها تحت اسم ( العادة السرية ) توجهه، فإما أن تسيطر عليه محولة إياه إلى جنس يعيش في الفكر على شكل شذوذ ونهم وشبق ورغبات جارحة متخيلاً إياه أنه يباع ويشترى ويستغل كصورة عملية تتوفر فيها كامل عناصر الاستخدام ليتحول إلى مطية للصعود المحكوم بالانكشاف والتعرية، في النهاية الفشل نتاج خضوعه للعالم السفلي عالم الشهوة الذي ينضوي تحت اسم العالم المادي الرديء الذي يستعمل الأدوات كسلم للصعود، بينما هو في حقيقة أمره جوهر التواصل الإنساني ولولاه لما كان الاستمرار حتى الآن وإلى ما سيأتي من الزمن القادم الذي نسميه المستقبل ، والحب كما أسلفت إشارات وأحاسيس وعواطف لا تباع ولا تشترى ، الجنس دافعة حقيقية لا يمكن الاستغناء عنها حين وقوع الحب المتمتع بثقافة التكوين، وبما أن الأنثى حواء هي الاحتواء وآدم الأديم أي يعني من التراب والماء هو الذي يجني بعد أن يزرع ويرعى ويعمل لتجني الأنثى الثمار؛ يكون هذا الجنس مقدمة لمصداقية الحب مشكلاً المظلة التي تحمل الاستمرار، وعليه طالما أن الجنس يمتلك القرار في العقل الإرادي ويخضع في جملته للإحساس اللاإرادي الذي يجري النقاش فنجري خلفه باعترافه أو دون اعترافه يأخذ بنا إلى نظم الصدق والمصداقية، فإن لم يتمتع بها كان هباءً منثوراً، وعليه لا محال أن ينكشف الحب الجنسي الكاذب، وأعني به الحب الذي تقوده الشهوة حيث يكتشف المحبوب من الطرفين أن الحالة في الحب كانت شهوانية مما يؤدي لتحول الحب إلى عهر يظهر من خلاله عاهر وعاهرة .
إنني لا أخرج عن دائرة الاعتراف التي تسكن عالم الأعراف والتقاليد ضمن حالة الإخفاء والإظهار التي تتحول إلى شكل سري، أي الجنس الذي يسكن العقول والقلوب البشرية ولا ندري عنها شيئاً، ولكنني أقول وأعترف عما مرّ بي من ظروف وحوارات أبدو من خلالها عاقلاً أو غير عاقل، أدع الحكم لمن يقرأ إنني لم أحب سوى من أحببت وجميع العلاقات أقر أنني مرة ثانية بامتلاكي للجرأة والصراحة حينما كنت أسأل عن الحب هل تحبني كانت إجابتي واقعية ضمن حدود احترام الآخر، وقبل حدوث الفعل الجنسي، إنني شاب أو رجل أو كهل أسعى كما يسعى أي إنسان لمداعبة وجوده الإنساني وإكمال حاجاته الجنسية التي تتمتع بحب اللقاء والارتقاء والتمتع ضمن إرادة الآخر( الأنثى) الجذاب بكونه يتبادل الانجذاب لبعضه، فإذا حصل القبول حدث الجنس اللحظي دون رهبة مبتعداً عن مطالب الارتباط ملتقياً مع الرغبات والحاجات خاضعاً لمشيئة التجربة التي بها النجاح والفشل، فإذا حدث وحصل كان الاستمرار في صمت وسرية اللقاء دون تفاخر الفعل والانفعال حيث ممكن من خلال هذه العلاقة الوصول إلى الرابطة النهائية التي بها الزواج، شريطة توفر المغريات غير المتوفرة في اللقاءات السابقة أو الارتباط المتوافق معه سابقاً .
الحب والجنس معادلة إيجابية تسكن ضمن ثنائية السماء والأرض والجذر والاحتواء، أي ولدت من آدم وحواء اللذين شكلا دعوة أدعو من خلالها من يحب التصالح مع ذاته وروحه وإلهه وعلمه وعمله أن يدخل إلى عالمه المتحد دون انفصال والبحث في هذه العلاقة الجدلية، والتي تحتاج الصدق والمصارحة حيث يتم من خلالهما ولادة الحب الذي يدعو إلى الجنس مخضعين الرغبة والشهوة لنظرية الراحة العقلية والتخلص من ضغط الشهوة الحيوانية وتحويلها إلى قوة اللقاء وروحه النقاء ليظهر الصفاء قادماً جديداً، يسهم في استمرار الحياة وتواصلها والحفاظ على جنسنا الإنساني ومراقبة الأجناس الأخرى الموجودة مثلنا على وجه الأرض وأقصد بذلك الفعل الجنسي الحيواني .
الحب يستر ويخفي ما نفعله من ممارسات جنسية، وعليه إن لم يكن هناك حب كانت هناك الفضائح ليأخذ الجنس شكلاً من أشكال الدعارة، وإنني أصرح الآن أنه لولا وجود الفضائح الجنسية القادمة من حالات الانتقام التي انتهى فيها الحب فولدت الكراهية بشكلها النهائي لما علمنا عن الجنس وأفعاله شيئاً ولبقيت ضمن التابو المقدّس والمحرّم الممنوع الاقتراب منه .
الحب والجنس خضع لفلسفة الخير والشر التي أنجبت الأجناس السليمة الراقية والأعراق النقية الصافية والأنساب المخلصة والمخلّصة، وركبت على القواعد نظام الوحدة الإنسانية فأحدثت التجانس الذي ولد الثقات والأتقياء والأولياء والأنبياء والعلماء الذين سادوا البشرية جمعاء، وألقوا بظلالهم على الحياة كي تستمر تحت مظلة السلوكيات والردع الأخلاقي، أما إذا انفصلا عن بعضهما أي الحب والجنس وتباعدا ظهر الأشقياء والقتلة والمارقون المالكون لشعور القدوم من نتاج الخطأ والخطيئة لتتطور ثقافة الانتقام والمكر والخداع معززين لغة الاستباحة والإباحة والإباحية، وغايتهم السيطرة على عالم الانتظام والعيش في الفراغ، ذلك كان اتحاد الحب والجنس ضرورة من أجل نقاء الجنس الإنساني الذي يحول الحياة إلى مُوَلِّد إنساني إيجابي يجب التمسك به بكونه يعتمد الفكر التأملي في النظام الكوني المالك للعلم الرياضي الهندسي المؤمن بنظرية الواحد العمودي المنجب، حيث منه يظهر الشكل التسلسلي على شكل سلسلة هندسية في متوالياتها التي ولدنا منها ورسمت صورة التواصل من ذاك الزمن الموغل في القدم إلى ما نحن فيه وإلى ما سيأتي من الزمن محدثة الترابط الإنساني الخلاق والسليم، ومبتعدة عن الأشكال الإنسانية أيضاً القادمة من أفعال الخطيئة الخارجة عن قانون الحب والجنس الطبيعي .
أيها السادة الحب والجنس كما تقدمت وقدمت ثنائية تشاركية، الأنثى محور رئيس كما الذكر، ولولا الأنثى لما كان حب ولما كان جنس، العالم لنعترف ليس ذكورياً فقط وبشكل أدق ليس هو ذكراً فالأرض أنثى وغطاؤها المتجلي في السماء ذكر، وعليه حينما يحدث الإطباق بغاية ظهور التوحد ينطبق الذكر على الأنثى ومن ثم ينفطران أو ينفلقان من مبدأ فاطر السموات والأرض وفالق الحب والنوى حيث النوى هي الثمرة الحقيقية من ضمن إطار المنتج لها وهي نظرية الغلاف بشقيه الأول والآخر، البداية والنهاية والألف والياء وما بينهما إنجاب حياتي هو الاستمرار الذي به الوصل والتواصل .
وعليه الحب يحتاج الجنس فلا حب بلا جنس ولا جنس بلا حب يتحدان ليتشكل من خلالهما المشهد الحضاري للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأسروية، فهما لغة الاجتماع وبدونهما ومع تطور المفرد منهما أي الحب ينجز بمفرده الأنا، والجنس بمفرده العادات السرية التي تؤدي إلى زيادة الشهوة المادية والتطور اللاأخلاقي الذي يؤدي إلى هدم ثقافة الاجتماع والمجتمعات مدمراً كامل السلوكيات الاجتماعية في اللاشعور، حيث المظهر أخلاقي يخفي الجوهر اللاأخلاقي مشكلاً صعوبة الاكتشاف الأولي وخطورة الاكتشاف النهائي أي الانفصال، محققاً انتصار الأنا المدمرة والنشوة الشريرة الشيطانية من عالم مكر الذكر للأنثى والأنثى للذكر، أي عالم المخالفة والاختلاف حيث لا تصالح بين الجوهر والمظهر ولا صلح بين الإنسان وأخيه الإنسان، وعليه يسود مجتمع المكر والمكيدة والطغيان لا أمان من جوهر الإنسان الذي يتحول إلى شريعة الغاب وثقافة الحيوان في ثوب يخدع بصورته الذئبية الآخر الإنسان، لا حب ولا جنس دون إيمان في الحياة وثقافة الاستمرار والبناء وفلسفة التكوين الفكري التي تؤدي إلى جوهر النجاح، نسأل بعضنا سؤالاً هل مارست الجنس بمحبة مع شريكك أم مارسته من أجل إشباع رغبتك الذكورية أو الوصول إلى رغبتك الأنثوية، هل سألت شريك حياتك ذكراً كان أم أنثى أثناء فعل الحب الجنسي عن درجات الوصول التي من خلالها يحصل الوصل؟ فالمظهر الآدمي للذكر والأنثى مظهر تكاملي نحتي تداخلي في العلوم الهندسية اسمه فن التعشيق، هناك ثقب ولدى الآخر وتد يتداخل معه ليحدث الاكتمال والتلاحم ويتحد مظهراً الإنسان بجزأيه الذكر والأنثى فما معنى الذكر والأنثى؟ رجل وامرأة شاب وفتاة صبي وصبية طفل وطفلة آدم وحواء أي الأديم والاحتواء التراب والماء ومباركة السماء، كل هذا أسس للفعل الإنساني المسؤول من الطرفين، الحب والجنس مسؤولان عن التطور الكوني في جملته الحياتية فإن نجحا نجح وإن فشلا حلت الطامة الكبرى وسادت الكوارث وغزا الطوفان الخطيئة يمحوها ويجعلها أثراً بعد عين، وتأتي القرضة لتأكل عصاه فيظهر الموت انتهاءً ينتشر بعده عالم الشر والسحر والجان والشعوذة، وأعني بذلك ما أعنيه وأقصده ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب .
يجب أن ينجح الذكر مع الأنثى كما ينبغي أن تتوفر قناعات ارتباط الحب مع الجنس، وإن شعور الأول الذكر بالأنثى وبحقوقها يؤدي إلى إلغاء مكيدة ومكائد وضغائن الأنثى للذكر، هذا التوحد يعني نجاح الحياة ومباركة المحيط صاحب الصيغة الكونية والعلم الذي ليس كمثله علم .
أقول وأنا أختم: المصارحة والمصالحة هما أدوات نجاح الحب في الجنس والجنس في الحب والسياسة والاقتصاد والاجتماع، فالحياة جنس تبادلي تلاقحي للأفكار إن كانت مرتبطة ومتمسكة بالحب ومتمثلة له ولقيمه كان النجاح عظيماً وعلى كل المحاور، وإن لم يكن كذلك ولم تسد المصارحة بين الزوج وأنثاه ابتدأ منهما وقس من خلالهما كل مظاهر الحياة تجد أن الفشل محيق ومحيط وقادم في الإستراتيجية التي تنفي الهدف وتأخذ بنا إلى الفراغ حيث الضياع اللاانتماء للقيم والمبادئ والأخلاق .
أتوجه إلى الحياة الإنسانية داعياً راجياً ومناشداً الإنسان بجزأيه الذكر والأنثى السياسة والاقتصاد الأسرة والمجتمع أن لا تكوين دون حب يعيش في فكر الإنجاب الذي يجري فيه عالم الجنس الإبداعي ضمن مصارحات قد يعتقدها البعض أنها خرافية وطوباوية وأفلاطونية، ليجد أنها حقيقة من حقائق الحياة ومتطلباتها التي ننادي بها من أجل التطوير، قد يقول البعض إن هذا عيب وأنا أقول إن العيب هو أن نرتكب العيب والخطأ ونداريه ونتخذ منه مساراً جاعلين إياه منارة من الوهم اللامنطقي تفكروا يا أولي الألباب أصحاب العقول المطلوبة لكامل الأزمان ومسيرة الحياة التي تطلب الحب والجنس .
إن إنجاز فهم ومعنى ثقافة الحب والجنس وإنجاز الاستيعاب الفكري لهما ، يلغي الكثير من الحالات الإباحية التي تسعى إليها همجية بغاية فرط عقد الفكر الإنساني وتحويله إلى فكر استباحي يمتلك دعارة الفكر وينشئ فكر الدعارة الذي ينهي ثقافة التطور ويسعى لتحويل الإبداع إلى فكر وصولي وأصولي تحت شعارات ومسميات تنفي غاية الوجود، محولة الوجود إلى موجود بلا وجود ينهي كامل الشخصية الإنسانية منعطفاً بها إلى شخصية بشرية يسيطر فيها الشر بكون بشر يعني بدء شر بعد حصول الإنسان على اللغة المادية وأدواتها الفارقة والمفرقة بين الإنسان والبشر ، الجنس بلا حب شر لا بدء فيه والحب في الجنس إنسان عاقل مبدع يفهم ويستوعب معانيه، عليه نستنبط من كل ما كتبناه أن الحاجة إلى الحب هي القاعدة الإنسانية حيث يبنى عليها الوجود الإنساني ويغدو بها مسؤولاً حقيقياً عن الموجود ويجب أن لا أغفل أن الحب يحتاج الحقيقة وهي الإحساس بالمحبوب وإعطاؤه المساحة الزمنية للوصل مع الجنس إلى ثورة الوصول، ومعنى هذا التوحد الإيجابي الذي يؤدي إلى ظهور شكل الاتحاد ما بين الذكر والأنثى من خلال نشوة الطرفين التي يجب، وضروري أن يسأل الذكر عن وصول أنثاه إلى النشوة، كما على الأنثى سؤال الذكر عن وصوله أيضاً إلى النشوة، وإن كان هناك خلل يجب أن تتم عملية المصارحة من أجل حدوث علاقة حقيقية بين الحب والجنس تظهر نتائجها وتنعكس في الأسرة والمجتمع الذي لا يستغني عنهما بكونهما أساس تطور المجتمعات .
د.نبيل طعمة