الحنين الى الماضي والنظر الى المستقبل.. بقلم المهندس باسل كويفي
تحليل وآراء
الاثنين، ١١ ديسمبر ٢٠٢٣
المبادرة نحو التطلع الى المستقبل والعمل من أجل تحقيق الازدهار، هو أمر ذو أهمية كبيرة في بناء مستقبل أفضل للأفراد والمجتمعات والدول، بينما قد يكون الحنين إلى الماضي وأمنيات البعض برجوعه هو دحض أحلام بالرغم من كونه شعورًا طبيعيًا عندهم، حيث أن التركيز الشديد على الماضي دون توجيه اهتمام كافٍ للمستقبل يمكن أن يحجب الرؤية عن الفرص المتاحة في الحاضر والمستقبل، ويوقف دورة الزمان التي لا يمكن ايقافها.
عندما يكون المجتمع مستعدًا لتغيير الحاضر المترهل نحو مستقبل أفضل ، يجب أن يكون لديه رؤية واضحة لما سبق انجازه ( سلباً ام ايجاباً) وما يمكن تحقيقه وتحديثه والخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق هذه الرؤية ، وهذا ليس شأن المجتمع فحسب بل شأن عام تشاركي تتلون ألوانه مثل قوس القزح لتشكل لوحة جمالية تحظى بقبول ورضا معظم الناظرين ، وتُلزم الحكومات وأصحاب القرار بالالتزام بالتخطيط واتخاذ القرارات التي تعزز النمو والتطور والوفرة الاقتصادية والترابط الاجتماعي والتماسك المجتمعي .. ، بدلاً من الانغماس في الحنين إلى الماضي وتمني رجوعه.
عندما يتم تحقيق التطلع إلى المستقبل والتخطيط والعمل من أجله، يتم حدوث تأثيرات إيجابية على المجتمع والمواطن، يقود الى التركيز على بناء مستقبل أفضل و تعزيز الإبداع والابتكار، وتعزيز التعلم والبحث العلمي والتطوير، وبناء بيئة تشجع على النمو الشخصي والمهني تلامس القدرات والكفاءات التي مبتدأها ومنتهاها الولاء والانتماء الوطني ، دون شعارات فضفاضة واصطفافات المصالح الخاصة الممنهجة تكريساً للمحسوبية والانانية ورفض التشاركية .
وبذلك يصبح بالامكان تكوين رؤى مستقبلية واقعية والعمل الدؤوب نحو تحقيقها وإنجاز تقدم ملموس وإيجابي بعد ثباتنا الطويل .
عندما يتم التركيز على بناء المستقبل، يمكن للمجتمع أن يبتكر فرصًا جديدة ويعزز التنمية والازدهار. من خلال الاستثمار في التعليم والبحث والابتكار، يتم تعزيز القدرات والمهارات التي تعزز التطور السياسي و الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والاداري،. علاوة على ذلك، يمكن لتحقيق المستقبل المرغوب فيه أن يؤدي إلى تعزيز الأمن والسلام والاستقرار المستدام، مع تحفيز التعافي المبكر بالتنمية المتوازنة وحماية البيئة المستدامة، مما يخلق بيئة أفضل للأجيال القادمة.
إن صُنع المستقبل يتطلب تضافر الجهود والتعاون بين الأفراد والمجتمع والمؤسسات الحكومية والاحزاب السياسية والمنظمات المدنية، كما يتوجب تحفيز وتشجيع المشاركة الفعّالة والتشبيك الايجابي لتحقيق الأهداف المشتركة، بزخم اعلامي ومشاركة الجمهور عبر المنصات المتوفرة بعد تحديثها، وبالتالي يمكن أن يكون التركيز على بناء المستقبل أداة قوية لتعزيز الحوار والتفاهم وبناء روابط قوية للدولة والمجتمع.
لا يمكن إنكار القدرة الإنسانية على تحويل الرؤى إلى واقع، عندما تتوفر الارادة السياسية والادارة الكفوءة والتحفيز اللازم وتشجيع التغيير نحو الأفضل، للعمل الجاد نحو تحقيق الأهداف المستقبلية، كل هذا يعتبر مفتاحًا لصنع مستقبل مزدهر.
في الختام، باعتقادي علينا إدراك أن الحنين إلى الماضي والحلم به، لا ينتج التحولات الإيجابية المرغوبة، لذلك علينا أن نركز جهودنا وطاقتنا على صنع المستقبل المرغوب فيه من خلال التخطيط الاستراتيجي والعمل الدؤوب والتكاتف معًا لتحقيق الأهداف المشتركة، وبذلك يصبح الأمل في مستقبل أفضل أضحى واقعًا قريبًا.
والى لقاء آخر …