الربح من الانترنت بين واقع واستغلال.. بقلم أميرة الكردي
تحليل وآراء
الأربعاء، ١٣ ديسمبر ٢٠٢٣
شهدت الآونة الأخيرة اهتماماً كبيراً للشباب السوري بظاهرة تقديم الخدمات عبر الإنترنت بمقابل مادي وذلك عبر مايسمى بالعمل الحر كان لا بد من الإشارة إليها لمعرفة أسبابها، والتعرف أكثر على هذه الظاهرة
بعض المواد التي يقدمها الشباب من خدمات
1 - كتابة المحتوى الإبداعي : وهو كتابة لمحتوى عبر السوشيال ميديا بكل تفرعاته كالانستغرام والتك توك ويوتيوب وغيرها
2 - البرمجة : وهي عملية كتابة تعليمات وتوجيه أوامر لجهاز الحاسوب والغاية منها تطوير مشاريع الانترنت مثل لغة جافا، بايثون، وهي الأغلى سعرا في مجال تقديم الخدمات لأنها تحتاج إلى دراسة وليس مهارة فقط
3 - التصميم بكل أنواعه
كتصميم ملف تعريفي للشركات، أو تصميم أغلفة كتب أو تصميم هوية بصرية " اللوغو"
4 - التفريغ الصوتي : وهو عبارة عن كتابة محتوى علمي أو أدبي من خلال سماع الفديو الخاص وكتابته في ملف وإرساله إلى طالب الخدمة
وأعمالًا حرة كثيرة تنضوي تحت تقديم الخدمات مقابل مبلغ مادي قد يكون زهيدا لا يتناسب مع جهد منفذه
بعض الأمثلة الحية
تحاورت مع الكثير من الشباب من مختلف الأعمار حول تقديم خدماتهم بعد أن تصفحتُ الكثير من المجموعات العامة والخاصة
هاهو منشور منذ عام تقريبا مكتوب فيه : أنا سلمى خريجة تجارة واقتصاد ومبرمجة مواقع، هل من منصة أستطيع تقديم خدماتي فيها؟
في التعليقات يساعدها البعض ويقول لها عن كيفية العمل، والبعض الآخر يكون جوابه تواصلي على الخاص ( عبارة يتميز بها العمل على الإنترنت بين تسويق وخدمات) اقتحمت الخاص وسألتها هل وجدت عملًا؟ وكم تتقاضين مقابل خدمتك
أجابت :كنت في بداية عملي وأبحث عن أي فرصة، وبعد جهد جهيد وجدت عملا ومازلت أعمل في بعض المنصات التي تقدم هذا النوع من الأعمال ، رغم أنني أتقاضى مبلغا زهيدا لكني مضطرة لقبوله، فهو عرض وطلب في النهاية، ورغم الجهد الذي أبذله فأنا طالبة جامعية وأهلي بوضع اقتصادي صعب وأحتاج مصروفا من أجل الدراسة.
هذا نموذجا مصغرا ولكن المثير أكثر بأن بعض المنصات تتفرغ لهذا العمل فعميل يطلب خدمة ومجموعة هائلة ترد بأنها جاهزة لتقديم الخدمات وهم ذوي تحصيل علمي عال، حاصلون على الدكتوراه في مجالات متعددة، أما عن أجور الكتابة مقابل كتابة بحث علمي فحدث ولا حرج، قد لا يتجاوز السبعون ألفا من الليرات السورية.
أحدهم كتب وقال : أنا عدنان مستعد لتصميم واجهات للشركات وتصميم هوية بصرية مجانا لمن يرغب
فسأله أحدهم مستفسرا ولماذا مجانا
فأجاب أنا مبتدئ في العمل ولا أحد يرغب بالعمل معي اذا لم يكن هناك نماذج من عملي لشركات وأفراد أعرضها في معرض أعمالي
- بعض الأسباب التي تجعل الشباب يتسابقون للعمل الحر عبر الإنترنت
1 - يتيح له استقلالا ماديا بعض الشيء، وذلك من أجل حياة توفر لهم بعض المصروف
2 - لايلتزم صاحب العمل بالعمل ضمن أوقات محددة في اليوم ولكنه مطالبا بانتهاء العمل ضمن مدة زمنية محددة الأيام وهذا يتيح لهم مزيدا من الوقت لعمل آخر أو للدراسة
3 - لايلتزم بدوام في الواقع بالإضافة إلى أن عمله لا يحتاج إلا بعض الأدوات، " لابتوب" وفكرة ومهارة
4 - ازدياد ثقتهم بأنفسهم من خلال عرضهم لأعمالهم وقبولها من الطرف الممول وذلك بعد تمكنهم من أدواتهم
5 - متابعة آخر ماتوصل إليه العلم في هذا المجال الذي أضحى واقعا لا مفر منه، وذلك عبر المزيد من المطالعة وجمع المعلومات
دورات تدريبية مجانية
الكثير من صفحات " الفيسبوك" تعرض دورات مجانية للتسجيل فيها، مثل كتابة محتوى أو كيف تصبح مصمما محترفا وهكذا من العناوين التي تجعل من البعض فريسة لاستغلالها،
فريسة لأنهم وبعد التسجيل فيها يبدأ المدرب بذكر محاسن منصته وكيف يساعد الجميع على تطوير مهاراتهم، ثم يتطرق لذكر بعض محاور الدورة وينهيها قبل إضافة اي معلومات قد تهم من استضافهم، ثم يستفيض بالحديث عن اعماله وما وصل إليه من عمل وأضبح من الأثرياء في هذا المجال نتيجة انضمامه لتدريب مجاني " مثل هذا الذي يطرحه" ، وكل ذلك فخ من اجل زيادة المتابعين ووضع الإعجاب والمتابعة التي يستفيد منها صاحب الدعوة في اليوتيوب، فكلما زاد عدد المتابعين ازداد ربحه من اليوتيوب، أو يدعوهم للتسجيل في دورات مأجورة لاحقة وهو نوع من الدعاية لصفحته.
أوردت بعض الأمثلة ولا يحتمل المقال لمزيد من الإضافات التي رأيتها وسمعتها، بل اكتفيت ببعضها من أجل إلقاء الضوء على هذه الظاهرة.
ختاما : الشباب السوري بشكل خاص، شباب يحب العمل وشغوف بالاطلاع على كل جديد وهاهو ذا يثبت نفسه في مجال آخر، في عالم افتراضي ولكنه واقعي بالنسبة له، كما أثبت نفسه في مجالات أخرى حياتية .
أميرة الكردي