الرياضة نهضة وقوة لا يراها الهابطون بالمظلات.. بقلم: صالح الراشد
تحليل وآراء
الأربعاء، ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣
الرياضة والغناء وجهان لقوة ناعمة لا يدرك أثرها وقوتها إلا أصحاب الرؤى السليمة، هؤلاء القادرون على استشراف المستقبل من خلال تجارب ومعرفة مبنية على ممارسة الرياضة واكتساب خبرات متزايدة، وليس على شهادات علمية لا يملك حاملوها على خبرات ناشيء مارسوا الرياضة بإخلاص، لتصبح لديه خبرات في العمل الرياضي والفني تفوق العديد ممن هبطوا بمظلات الواسطة، والذين وفرت لهم الأنظمة والقوانين السُبل للارتقاء على أكتاف أصحاب الخبرات والمعرفة.
لتصبح الأنظمة مشنقة لكل مجتهد وسد منيع أمام طموح أي لاعب، حيث يجب أن يكون مدرب أو ينتهي اتصاله بالرياضة إلا عبر قنوات محددة يشقها متسلقون راغبون في البقاء في مناصبهم حتى الممات، وإن فُرِضَ عليهم شخص قادم من الأعلى يتبنونه بكل حنان حتى تأتي اللحظة المناسبة لدفعه من فوق قمة الأحلام الزائفة، للذود عن مناصبهم التي يتمسكون بها بكل قوة، لذا لا يقومون بصناعة أجيال جديدة من ممارسيها قادرة على حمل هموم الرياضة والارتقاء بها، كونهم أدرى بشعابها وبخصوصية كل لعبة.
ولا يدرك القافزون على المناصب أهمية القوة الناعمة في الوصول للعقول والقلوب دون معوقات، ولا يمكن لأحد اتهام الترويج الرياضي واستغلالها للذود عن هيبة الأوطان، كما لا يمكن التصدي لهيبتها كونها قوة تدخل العقل والقلب بكل يسر، فالرياضية تعمل على صناعة حلقات من التواصل للدول بجميع العالم والموسيقى يدندن بها الشرق والغرب، فتخترق الحدود وتحطم القيود ، لكن هذا مشروط بوجود إدارات تفهم معنى القوة الناعمة وتأثيرها على العالم وحاجة دول العالم الثالث لهذه القوة الايجابية والتي تبني جسور المحبة، والاحترام والتقدير وتحطم جسور الكراهية وتمزق الصور المبالغ فيها عن سوء الآخرين.
فالعديد من الاداريين هبطوا بمظلات وآخرون هبطوا من حيث لا يجرؤ أحد على النظر أو التعليق، وكأن الإدارة الرياضية مكان لتجربة الاشخاص وصقل قدراتهم لمنصب جديد لا يستحقونه، فالادارة الرياضية فتحت أمامهم الأبواب المُغلقة وأصبحوا من نجوم الصحف والمواقع والقنوات الفضائية، لذا تحولوا إلى قادة مجتمع يملكون القدرة على العبث بالجماهير حين يُريدون أو إذا ما تضررت مصالحهم، وقالها العرب سابقاً وسنظل نرددها: ” أهل مكة أدرى بشعابها” و” أعطي الخبز لخبازة”، ودعونا في الوطن العربي من توزيع مناصب الترضية على من لا يستحقونها.
آخر الكلمات
حين وقف رسول ملك قرطبة أمام إيزابيلا ملكة قشتالة سقط مغشياً عليه، فصفق الحضور وتهامسوا لقد أسقطه جمالها، ولم يدرك الحضور أنه سقط بسبب رائحتها النتنة لأنها لم تستحم ولا مرة في حياتها، وهكذا البعض يظنون حين يتحدثون أو على وسائل التواصل يغردون بأن المستمعين يصمتون هيبة لكلامهم، ولا يدركون ان سبب صمتهم يعود لرائحة أفكارهم العفنة التي لم يتم غسلها منذ سنوات طوال، ورغم ذلك يواصلون كلامهم على أنهم مستشرفون.