العلم ليس مجرّد ورق مقوّى!؟؟ .. بقلم: سامر يحيى
تحليل وآراء
الاثنين، ٣ أكتوبر ٢٠١٦
الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتلقى من خلالها الطفل معلومات ومبادئ حياة والأسس التي سيستند على الكثير منها خلال سني حياته، ومن ثم يتم ترسيخها أو تغييرها أو تعديلها، حسب البيئة المحيطة به والأهل والأقارب والأصدقاء والمدرسة والجامعة، وصولاً للحياة العملية، ولذلك يقال: إن أولادكم خلقوا لزمانٍ غير زمانكم.
فتبدأ التنشئة السليمة للطفل من الأسرة، وبعد عدّة سنوات تشاطرها في ذلك المدرسة، لاستكمال تنشئة الطفل وإيصاله لما يصبو إليه، عبر الجميع بين المعلومة الأكاديمية والمعرفة البيئية والتربوية والعملية، وهذا يتطلّب من المدرس التعامل بحنكةٍ وحكمة أثناء تزويد الطالب المعلومة الأكاديمية، ضمن إطار الوعي والتشاركية والنقاش البنّاء بالتعاون مع الأهل، بما يتقبّله الطالب، بعيداً عن التلقين والترهيب والترغيب، فكما قال جان جاك روسو "لدي ست نظريات في تربية الأطفال، والآن لدي ستة أطفال، ولم أستطع تطبيق نظرية واحدة عليهم"، ما يلقي عبئاً كبيراً على كاهل المدرّس والأسرة بآنٍ معاً لتنشئة جيل بنّاء مستعد لتحمّل المسؤولية لا تحميلها للآخر، مستفيداً من إيجابيات الآخر وسلبياته، لا فرض المعلومة عليه ما يجعله منفراً منها وتؤتي عكس ثمارها.
وأهم فكرة يجب أن ندركها جميعاً، أن الشهادة الجامعة ليست عبارة عن ورق مقوّى تعلّق على الحائط، ولا لقباً يسبق اسم الشخص، ولا علامة للنجاح، إنما كل مرحلة دراسية هي مرحلة تأهيلية للفرد ليكون عضواً فاعلاً في مجتمعه، ضمن إمكانياته وقدراته باحثاً عن الوسيلة الأمثل لتطبيق أفكاره، وتحقيق العائد الفكري والمادي، وأن يخلق فرصة العمل ويطوّرها لا أن يلتحق بها فقط. وأهم أفكار أرى واجب المدرسين والأهل والجهات المتخصصة بآنٍ معاً، العمل عليها لتحقيق ذلك:
ـ شعور الطالب أن الدراسة بهدف نيل المعلومة لا نيل العلامة.
ـ إيقان الطالب بأن دوره خلق فرصة عمل تناسب قدراته أو تطوير فرصة العمل الموجودة، ضمن احترام القانون، لتوليد وضع اجتماعي ومادي يليق به، لا مجرد الطموح بالحصول على شيءٍ جاهز لتحقيق مطامحه.
ـ تحتاج المعلومات الأكاديمية بين دفتي الكتاب، نقلها للطالب عبر محاكاة حقيقية، وإبداع المدرّس وتساؤلات الطالب وإسقاطاتها على أرض الواقع.
ـ تشجيع الأسئلة الاستنتاجية والأبحاث الإبداعية للطالب، لا مجرّد أسئلة حفظية تُنسى بعد انتهاء الاختبار.
ـ قيام الطالب بتقديم أبحاث علمية وأكاديمية بشكلٍ دوري، ولو من صفحتين، بهدف تشجيع البحث العلمي وتطوير فكر الطالب، وربط العلم بالعمل.
ـ تطوير الموقع الإلكتروني لكلٍ من وزارتي التربية والتعليم العالي والجامعات، والمكتبات الجامعية، لتكون بنك معلومات لفائدة الطلبة والباحثين، ونشر الدراسات والأفكار والأبحاث وأرشفتها بشكلٍ علمي يمكن الرجوع إليها بسهولة. وبذلك يشجّع الطالب على التركيز في بحثه، وبذل الجهد بدلاً من التركيز على الحجم والعلامة، واهتمام المدرس المشرف على البحث أكثر، لعلمه بأن البحث سيكون موضع استفادة الآخرين ومحط أنظارهم ونقدهم، وليس آنياً ومن ثم يرمى لتغطيه الغبار في خزن الكلية.
ـ تشجيع معرض الكتاب الجامعي الدائم ودعمه بشتى الوسائل، وتبادل الكتب بين الطلبة أنفسهم.
ـ توطيد العلاقة بين الطلبة الموفدين وجامعاتهم، بتقديمهم أبحاثاً جدية بشكلٍ دوري، كل شهرين مثلاً، ضمن البحث الذي أوفدوا لأجله ونقل خبراتهم وتجاربهم لمصلحة جامعتهم وبلدهم، وتكون جزءاً من عملية تقييم أداء الطالب الموفد.
ـ إقامة ندوات ضمن الجامعات، ولاسيّما مع الطلبة السوريين المغتربين، وأصحاب الكفاءات العلمية خارج الوطن، ونقل تجاربهم وخبراتهم لأبناء وطنهم، وتشجيعهم على بذل الجهد بما يساهم بالاعتماد على ذاتهم والبحث عن المعلومة فهم جزء من بناء المجتمع ونهضته، وليس عبئاً عليه.
ـ ربط العلم بالعمل من خلال تفعيل حلقات نقاش وندوات طلابية شبه دورية، وإشراك محاورين من كل قطّاعات المجتمع كل ضمن جامعته واختصاصه.
ـ أن يقدّم الطالب بحثاً أكاديمياً عن المعسكر الإنتاجي والنشاط الذي يلتحق به.
ـ قيام المدرّس بتقديم بحث أكاديمي على الأقل كل عام، فلو اعتبرنا أن كل يومٍ يسأل طالباً مدرّسه سؤالاً، فسيؤدي بنهاية العام لتشكيل بحثٍ حقيقي لدى المدرّس مستفيداً من أسئلة طلبته واقتراحاتهم ورؤيتهم انطلاقاً من دراسته الأكاديمية وممارسته العملية ومتابعاته لأحدث ما ينشر ضمن اختصاصه.
العلم إبداع وابتكار، وكل مصطلح ما هو إلا نتيجة فكرةٍ وجهد وتطبيقٍ علمي في ظل البيئة المحيطة به، ونحن الأقدر والأجدر على ابتكار الطرق والمصطلحات والأبحاث القابلة للتطبيق على أرض الواقع، ضمن إمكانياتنا ومواردنا، مستندين إلى الثوابت والمبادئ التي نشأنا عليها، ومدارسنا وجامعتنا قادرةعلى الصعود إلى سلّم الجامعات العالمية، ومصدر إشعاعٍ علمي، وأن تكون العلاقة بين المدرس والطالب علاقة تواد وتواصل ومحبة واكتساب معلومة ومهارة، لا علاقة تنفير وخوف وكره وحقد، علاقة الحصول على المعلومة وابتكارها، لا اللهاث وراء العلامة والحصول على شهادة كرتونية بعيداً عن جوهرها الثمين، عندها فقط نستطيع بناء المستقبل الذي نطمح إليه، فالعلم يبني بيوتاً راسخةً ثابتةً.
فتبدأ التنشئة السليمة للطفل من الأسرة، وبعد عدّة سنوات تشاطرها في ذلك المدرسة، لاستكمال تنشئة الطفل وإيصاله لما يصبو إليه، عبر الجميع بين المعلومة الأكاديمية والمعرفة البيئية والتربوية والعملية، وهذا يتطلّب من المدرس التعامل بحنكةٍ وحكمة أثناء تزويد الطالب المعلومة الأكاديمية، ضمن إطار الوعي والتشاركية والنقاش البنّاء بالتعاون مع الأهل، بما يتقبّله الطالب، بعيداً عن التلقين والترهيب والترغيب، فكما قال جان جاك روسو "لدي ست نظريات في تربية الأطفال، والآن لدي ستة أطفال، ولم أستطع تطبيق نظرية واحدة عليهم"، ما يلقي عبئاً كبيراً على كاهل المدرّس والأسرة بآنٍ معاً لتنشئة جيل بنّاء مستعد لتحمّل المسؤولية لا تحميلها للآخر، مستفيداً من إيجابيات الآخر وسلبياته، لا فرض المعلومة عليه ما يجعله منفراً منها وتؤتي عكس ثمارها.
وأهم فكرة يجب أن ندركها جميعاً، أن الشهادة الجامعة ليست عبارة عن ورق مقوّى تعلّق على الحائط، ولا لقباً يسبق اسم الشخص، ولا علامة للنجاح، إنما كل مرحلة دراسية هي مرحلة تأهيلية للفرد ليكون عضواً فاعلاً في مجتمعه، ضمن إمكانياته وقدراته باحثاً عن الوسيلة الأمثل لتطبيق أفكاره، وتحقيق العائد الفكري والمادي، وأن يخلق فرصة العمل ويطوّرها لا أن يلتحق بها فقط. وأهم أفكار أرى واجب المدرسين والأهل والجهات المتخصصة بآنٍ معاً، العمل عليها لتحقيق ذلك:
ـ شعور الطالب أن الدراسة بهدف نيل المعلومة لا نيل العلامة.
ـ إيقان الطالب بأن دوره خلق فرصة عمل تناسب قدراته أو تطوير فرصة العمل الموجودة، ضمن احترام القانون، لتوليد وضع اجتماعي ومادي يليق به، لا مجرد الطموح بالحصول على شيءٍ جاهز لتحقيق مطامحه.
ـ تحتاج المعلومات الأكاديمية بين دفتي الكتاب، نقلها للطالب عبر محاكاة حقيقية، وإبداع المدرّس وتساؤلات الطالب وإسقاطاتها على أرض الواقع.
ـ تشجيع الأسئلة الاستنتاجية والأبحاث الإبداعية للطالب، لا مجرّد أسئلة حفظية تُنسى بعد انتهاء الاختبار.
ـ قيام الطالب بتقديم أبحاث علمية وأكاديمية بشكلٍ دوري، ولو من صفحتين، بهدف تشجيع البحث العلمي وتطوير فكر الطالب، وربط العلم بالعمل.
ـ تطوير الموقع الإلكتروني لكلٍ من وزارتي التربية والتعليم العالي والجامعات، والمكتبات الجامعية، لتكون بنك معلومات لفائدة الطلبة والباحثين، ونشر الدراسات والأفكار والأبحاث وأرشفتها بشكلٍ علمي يمكن الرجوع إليها بسهولة. وبذلك يشجّع الطالب على التركيز في بحثه، وبذل الجهد بدلاً من التركيز على الحجم والعلامة، واهتمام المدرس المشرف على البحث أكثر، لعلمه بأن البحث سيكون موضع استفادة الآخرين ومحط أنظارهم ونقدهم، وليس آنياً ومن ثم يرمى لتغطيه الغبار في خزن الكلية.
ـ تشجيع معرض الكتاب الجامعي الدائم ودعمه بشتى الوسائل، وتبادل الكتب بين الطلبة أنفسهم.
ـ توطيد العلاقة بين الطلبة الموفدين وجامعاتهم، بتقديمهم أبحاثاً جدية بشكلٍ دوري، كل شهرين مثلاً، ضمن البحث الذي أوفدوا لأجله ونقل خبراتهم وتجاربهم لمصلحة جامعتهم وبلدهم، وتكون جزءاً من عملية تقييم أداء الطالب الموفد.
ـ إقامة ندوات ضمن الجامعات، ولاسيّما مع الطلبة السوريين المغتربين، وأصحاب الكفاءات العلمية خارج الوطن، ونقل تجاربهم وخبراتهم لأبناء وطنهم، وتشجيعهم على بذل الجهد بما يساهم بالاعتماد على ذاتهم والبحث عن المعلومة فهم جزء من بناء المجتمع ونهضته، وليس عبئاً عليه.
ـ ربط العلم بالعمل من خلال تفعيل حلقات نقاش وندوات طلابية شبه دورية، وإشراك محاورين من كل قطّاعات المجتمع كل ضمن جامعته واختصاصه.
ـ أن يقدّم الطالب بحثاً أكاديمياً عن المعسكر الإنتاجي والنشاط الذي يلتحق به.
ـ قيام المدرّس بتقديم بحث أكاديمي على الأقل كل عام، فلو اعتبرنا أن كل يومٍ يسأل طالباً مدرّسه سؤالاً، فسيؤدي بنهاية العام لتشكيل بحثٍ حقيقي لدى المدرّس مستفيداً من أسئلة طلبته واقتراحاتهم ورؤيتهم انطلاقاً من دراسته الأكاديمية وممارسته العملية ومتابعاته لأحدث ما ينشر ضمن اختصاصه.
العلم إبداع وابتكار، وكل مصطلح ما هو إلا نتيجة فكرةٍ وجهد وتطبيقٍ علمي في ظل البيئة المحيطة به، ونحن الأقدر والأجدر على ابتكار الطرق والمصطلحات والأبحاث القابلة للتطبيق على أرض الواقع، ضمن إمكانياتنا ومواردنا، مستندين إلى الثوابت والمبادئ التي نشأنا عليها، ومدارسنا وجامعتنا قادرةعلى الصعود إلى سلّم الجامعات العالمية، ومصدر إشعاعٍ علمي، وأن تكون العلاقة بين المدرس والطالب علاقة تواد وتواصل ومحبة واكتساب معلومة ومهارة، لا علاقة تنفير وخوف وكره وحقد، علاقة الحصول على المعلومة وابتكارها، لا اللهاث وراء العلامة والحصول على شهادة كرتونية بعيداً عن جوهرها الثمين، عندها فقط نستطيع بناء المستقبل الذي نطمح إليه، فالعلم يبني بيوتاً راسخةً ثابتةً.