اللاعبون في الحرب السورية.. بقلم: كمال ذبيان

اللاعبون في الحرب السورية.. بقلم: كمال ذبيان

تحليل وآراء

الأحد، ٤ سبتمبر ٢٠١٦

تعب اللاعبون الدوليون والاقليميون في سوريا من الحرب، التي كانت لكل منهم مصلحة فيها، الا الشعب السوري الذي دفع ثمن تدمير بلاده، وقتل مئات الالاف منه، وتهجير ونزوح عشرات الملايين، اضافة الى ضرب الاقتصاد السوري، وهز الاستقرار المالي الذي كان النظام يحافظ عليه، واخطر ما فعلته الحرب، انها مزقت النسيج الاجتماعي والوطني، وحاول الفكر التكفيري اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي.
فالازمة السورية ومع اقترابها من عامها السادس، فانها تشق طريقها نحو الحل، وفق مصادر ديبلوماسية روسية، مستندة الى ان موسكو باتت بامكانها فرض الحل الذي سعت اليه، منذ العام 2012 مع اميركا عبر مؤتمر جنيف - 1، وان قراءتها لما يحدث في سوريا، كانت مختلفة عن القراءة الاميركية، التي كانت تنظر الى المعارضة كحالة اصلاحية ومعتدلة، في وقت كانت روسيا تؤكد ان في المعارضة قوى تعمل للاصلاح، الا ان من يسيطر على الارض هي قوى ارهابية تكفيرية، تعاني منها كل الدول، ولها مشروعها الديني الذي يتخذ من الاسلام شعاراً له.
كانت روسيا تحاول ان يقترب الاميركيون من قراءتها للاحداث السورية، وقد نجحت في ذلك، من خلال التأكيد على ضرورة بقاء الدولة السورية موحدة، كي يتم الحفاظ على وحدة سوريا، وتوقفت عملية شرذمة الجيش، بعدما ثبت عدم وجود ما سمي «جيش حر»، صرفت الادارة الاميركية عليه نحو مليار دولار، فتبين انه لا يضم سوى عشرات مما سمتهم «قوى معتدلة» لينكشف من تدربهم وتسلحهم انهم عناصر متطرفة اغلبيتهم ينتمون الى «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، تقول المصادر، حيث بدأ المسؤولون الاميركيون يبدّلون نظرتهم الى الوضع السوري، ويقتربون من الموقف الروسي الذي اكد الرئيس فلاديمير بوتين، انه سيحاول اقناع الرئيس الاميركي باراك اوباما، بأن ينهي ولايته الثانية، بوقف الحرب في سوريا، والذي بات مطلباً دولياً في اطار القضاء على الارهاب، اذ باتت سوريا هي الساحة التي ينطلق منها الارهابيون الى دول العالم، ينفذون جرائمهم.
وهذا التفاؤل الروسي باقتراب الحل السياسي في سوريا، مع التطورات العسكرية التي تجري في حلب، والمصالحات التي تحصل في ارياف دمشق في داريا والمعضمية ودوما، والغوطة الغربية، كلها تعزز الامل بأن الاشهر القادمة ستشهد تطورات ايجابية مع التبدل في الموقف التركي وتحدث رئىس الحكومة التركية علي يدلدريم عن تطبيع العلاقات مع سوريا التي يجمع بلاده معها رفض اقامة «كيان كردي» في شمال سوريا، وان الارهاب الذي ضرب في مدن تركية نفذه تنظيم «داعش» وان كانت السلطات التركية تحمل «حزب العمال الكردستاني» المسؤولية عن هذه الاعمال.
فالجميع تعبوا من الحرب السورية، بدءا من دول في اوروبا التي انغمس مواطنون منها في القتال داخل سوريا، وعاد بعضهم ليقوم بتفجيرات لا سيما في فرنسا التي كان لها النصيب الاكبر منها، وبلجيكا وألمانيا ولم تغب اعمال التفجير عن اميركا، وهو ما استعجل هذه الدول على وقف امتداد الحرب السورية باتجاهها وهو ورقة قوة لموسكو، لتتحدث بلغة متشددة تجاه الدول التي تسببت بتأجيج الحرب التي امتدت اليها، حيث تبقى بعض دول الخليج التي لها حساباتها التي تريد ان تصفيها مع ايران والتي بدأت منذ انتصار «الثورة الاسلامية» فيها، تقول المصادر، وهي تريد ثمنا لأي تسوية او حل في سوريا سيكون في اليمن او العراق، وربما في لبنان، وهذه المسائل ستعالج مع السعودية وقطر، وان موسكو تتحدث معهما، وتريد مشاركة لهما في الحل السوري، وسبق ان جرى البحث معهما حول الوفد الذي سيتشكل للمفاوضات حول الحل، وأدت الرياض دورا في هذا المجال، وهي لن تكون خارج الحل.
فهل يستجيب الرئىس الاميركي اوباما، للحل السياسي الذي يحمله اليه الرئيس الروسي بوتين، وهو نتيجة لقاءات حصلت مع وزير خارجيته جون كيري، وحصل تقدم كبير للحل؟
الديار