المجموعة القصصية (حموضة معدة)
ثقافة
السبت، ٣ سبتمبر ٢٠٢٢
علياء مرتضى
في طبعته الثانية للدكتور (محمد عامر المارديني)
واضح من عنوان المجموعة التي نشر طبعتها الأولى
دار الشرق والثانية دار دلمون
انها ساخرة جدا والعنوان هو المفتاح الدلالي لكل عمل أدبي .
والأدب الساخر هو فن أصبح من أهم مقومات السرد الأدبي وهذا توفر جدا في موهبة الأديب المارديني الذي تفرد بأسلوب ابداعي وجمال فني مكون من استعارة الأشياء الواقعية وتحويلها عبر خيال مثقف الى أدب ساخر يدفع القارئ الى التأمل والأمل فيما يرغب هذا الكاتب ان يصل اليه وهذا نجده في القصة التي أخذت العنوان وسمي باسمها وهي (حموضة معدة) التي خدمها بمشهد ساخر يجمع بين الصورة والحدث .
الكاتب يوهم القارئ في مطلع قصصه بالجدية ويشير له على مواقع يريد لها ان تتغير بشكل غامض ثم يبدأ بالتحرك في القصة ليدهش القارئ ويأخذه الى حالات السخرية والبحث عن أسبابها وما يأتي وما سيأتي وراءها مثل قصة التي جاءت بعنوان (أبو حسين و أم سميح )
ومن المهم أيضا فيما جاء بالمجموعة ان الكاتب طرح كثيرا مما عايشه هو في الواقع وتفاعل معه في الرفض او القبول وهذا خلال عمله كعميد لكلية الصيدلة فأورد ما صادفه وواجهه لينتهي في قصته بسخرية في الفساد والنجاح الغلط والسقوط المدوي بلا مبرر .
كما يبدأ الأديب الدكتور (محمد اديب عامر المارديني )
بأسلوب مثير للعاطفة يشد القارئ منذ ان يبدأ معه في انطلاقته الأولى عندما يمسك القلم بيده ويبدأ بكتابة القصة مثل قصة (للرجال فقط ) و (حديث حيوانات)
و(رسالة إلى ام توفيق )
فخلص إلى ان الأديب يمتلك نضجا أدبيا يسمح له بكتابة القصة الساخرة التي تمزج بين الواقع والخيال وهو المعنى الحقيقي لكلمة قاس .