المهجّرون ينتظرون مساكن إيوائهم بفارغ الصبر

المهجّرون ينتظرون مساكن إيوائهم بفارغ الصبر

الأزمنة

الاثنين، ٨ ديسمبر ٢٠١٤

يكاد المهجرون في الكثير من المناطق التي تعرضت لعسف الإرهاب في سورية أن يعبروا سنتهم الرابعة من التشرد والحرمان عدا عن ذل السؤال الذي هبط بالمستوى المعيشي لبعضهم إلى الحضيض، ولتتلقفهم مخيمات البؤس في دول مجاورة كان لها أهدافها في إقامة تلك المخيمات وليعيش بعضهم في مراكز إيواء تغص بساكنيها، ولتقدم لهم الحكومة ما استطاعت من حاجات ومواد إغاثية تجعلهم قادرين على الاستمرار، ريثما تضع الحرب أوزارها في بلدنا، ونستطيع الخروج مما نحن فيه بأقل الخسائر، على الرغم من الهجمة الشرسة التي تقودها دول الاستعمار القديم وربيباتها في المنطقة، وتعمل على تخريب كل ما بناه لها أسلافنا من حضارات كانت منارات الدنيا وشعلتها المتوقدة، وما ورثناه من منظومة أخلاقية كان من سماتها أن نام الذئب إلى جانب الحمل بوداعة قلّ نظيرها في كل أصقاع المعمورة.
هؤلاء المهجرون تبني لهم الحكومة اليوم أبنية مستقلة لإيوائهم وللتخفيف من معاناتهم، وعليه كان لابد لنا من الذهاب إلى منطقة حرجلة القريبة من الكسوة في ريف دمشق للاطلاع على واقع تلك الأبنية التي وجدناها رغم صغر مساحتها جميلة تسّر الناظرين وتلقى القبول للكثيرين، وخاصة أولئك الذين لا يجدون اليوم بيتاً يأويهم، وآخرون ضاقت بهم سبل الحياة فلم يستطيعوا دفع كل تلك الإيجارات التي قضمت كل مدخراتهم، ولم تعد دخولهم الضئيلة نسبياً تكفي كل ذلك الكم المتنامي من الاحتياجات في فترة تشهد فيها سورية أعتى موجة من الغلاء.
تحقق استقلاليتهم
عدد من المهجّرين استبشروا خيراً حينما علموا بنية الحكومة إقامة تلك المشروعات فهي تعطيهم الأمل بأن نهاية لمعاناتهم سوف تكون رهينة الانتهاء من تلك المشروعات، وتخصيصهم بتلك المنازل رغم صغرها، إلا أنها أفضل بكثير مما هم يعيشون فيه وقال لنا بعضهم: إن مثل هذه البيوت سوف تضمن لهم حياة كريمة، وهي أفضل بكثير من مراكز الإيواء لأنها تحقق الاستقلالية لهم ولأسرهم.
المهندس محمد مطيع يونس مدير فرع دمشق للشركة العامة للبناء قال: إن المشروع هو عبارة عن /1200/ شقة وكان العقد في مشروع عدرا العمالية الغرض منه إيواء عشرة آلاف مواطن من الإخوة المهجّرين، إضافة لمئة شقة في حسياء ومدة العقد سبعة شهور وقيمته مليار و/200/ مليون ليرة سورية، وقد بدأنا التنفيذ الفعلي في مدينة عدرا العمالية بوتيرة عالية في أيلول من العام الماضي وما إن شيدنا /80/ مسكناً خلال شهر واحد حتى تفاجأنا بدخول العصابات الإرهابية إلى هناك في 11/12/2013م، وتوقف العمل في المشروع، إلا أن اهتمام الحكومة بالمهجرين جعلها تكلفنا بالربع النظامي، وتم نقل المشروع إلى منطقة حرجلة في الكسوة، وفعلاً بدأ العمل في 13 آذار من هذا العام وافتتح المشروع حينها السيد رئيس مجلس الوزراء، وبنينا /300/ شقة سكنية على المفتاح خلال ثلاثة شهور، كما تم تكليفنا بعقد موقع عام للمنطقة بقيمة /380/ مليون ليرة سورية وبناء /120/ شقة سكنية نقوم بتنفيذها حالياً، إضافة للموقع العام ومدة عقد انتهاء في غضون أربعة شهور.
وعن المشروع ككل قال: إنه سيتم تسليمه في الوقت المحدد ودون تأخير وعن مساحة الشقة قال: إنها /33/ متراً مربعاً جاهزة وهي عبارة عن غرفة وصالون ومطبخ وحمام.
أما عن الصعوبات فقال: لا توجد أي عقبات لأن تعاون محافظة ريف دمشق مع الشركة العامة للبناء أثمر عن إنجاز العمل بشكل سريع وبشكل فني لائق بسبب التعاون الكبير بين جهاز الإشراف وجهاز التنفيذ وتوجيه السيد محافظ ريف دمشق بتذليل كل العقبات التي تعترض سير العمل في المشروع ميدانياً دون أي مراسلات حينما تظهر أي مشكلة في المشروع أثناء سير عملية التنفيذ يقوم السيد المحافظ بتكليف من يلزم من المديرين والفنيين لحل المشكلة ميدانياً وإن أحد أسباب نجاح المشروع كما يقول المهندس يونس هو المتابعة من قبل الإدارة العامة وتأمين كل المتطلبات اللازمة لسير العمل في المشروع من خلال المتابعة الحثيثة واليومية عدا عن التقارير الأسبوعية، وأيضاً اهتمام وزارة الأشغال العامة حيث يتم تتبع المشروع من قبل السيد الوزير شخصياً، كما يتم العمل بتوجيهاته لإنجاز العمل بأقصى سرعة ممكنة.
عمل دؤوب
المهندس عماد العسلي مدير المشروع قال: تبدأ ورشاتنا عملها منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً، وينام عدد من العاملين في المشروع، وإدارة الفرع تقدم الحوافز للعاملين لحثهم على بذل أقصى طاقتهم لإنهاء المشروع، وفعلاً تم ذلك خلال المدة الزمنية المطلوبة.
معوقات
لا تزال السيولة المادية وعدم توفرها واحدة من أهم معوقات العمل، كما أنّ النقل يحتاج إلى زمن طويل وأجور مرتفعة، لذلك عملت الشركة على تحفيز سائقيها، واستطاعت إيصال المواد اللازمة إلى أرض المشروع بأقل التكاليف، وحسبما قيل لنا فإنه إذا ما سارت الأمور كما هي فإن الموقع العام سيتم تسليمه خلال ثلاثة شهور.
إسماعيل عبد الحي
Esmaeel67@live.com